الباحث القرآني

* الوقفات التدبرية ١- ﴿قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ ۖ قَالَ أَنَا۠ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِى مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُۥ مِن طِينٍ﴾ ﴿قال أنا خير منه﴾: تعليلٌ علَّلَ به إبليس امتناعه من السجود، وهو يقتضي الاعتراض على الله تعالى في أمره بسجود الفاضل للمفضول على زعمه، وبهذا الاعتراض كفر إبليس؛ إذ ليس كفره كفر جحود. [ابن جزي:١/٢٩٧] السؤال: يبلغ غرور المخلوق بعقله أحياناً أن يرد به على الشرع فيكفر بذلك, وضح ذلك من الآية؟ ٢- ﴿قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ ۖ قَالَ أَنَا۠ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِى مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُۥ مِن طِينٍ﴾ حجة إبليس في قوله: ﴿أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين﴾ هي باطلة؛ لأنه عارض النص بالقياس. [ابن تيمية:٣/١٨٣] السؤال: لماذا كانت حجة إبليس باطلة؟ ٣- ﴿خَلَقْتَنِى مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُۥ مِن طِينٍ﴾ كَذب في تفضيل مادة النار على مادة الطين والتراب؛ فإن مادة الطين فيها الخشوع والسكون والرزانة، ومنها تظهر بركات الأرض من الأشجار وأنواع النبات على اختلاف أجناسه وأنواعه، وأما النار ففيها الخفة والطيش والإحراق. [السعدي:٢٨٤] السؤال: أخطأ إبليس في جعل مادة النار أفضلَ من مادة الطين، فما وجه الخطأ؟ ٤- ﴿قَالَ فَٱهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَٱخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ ٱلصَّٰغِرِينَ﴾ ﴿فما يكون لك أن تتكبر فيها﴾: لأن أهلها الملائكة المتواضعون، ﴿فاخرج إنك من الصاغرين﴾ أي: الأذلين، ودل هذا على أن من عصى مولاه فهو ذليل. [القرطبي:٩/١٦٩] السؤال: ما صفة المقربين من الله, وما صفة المبعدين عنه سبحانه؟ ٥- ﴿فَٱخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ ٱلصَّٰغِرِينَ﴾ ﴿فاخرج إنك من الصاغرين﴾ أي: الذليلين الحقيرين؛ معاملة له بنقيض قصده، مكافأة لمراده بضده. [ابن كثير:٢/١٩٥] السؤال: لماذا كانت عاقبة إبليس بالذِّلَّة والصَّغَار؟ ٦- ﴿ثُمَّ لَءَاتِيَنَّهُم مِّنۢ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَٰنِهِمْ وَعَن شَمَآئِلِهِمْ ۖ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَٰكِرِينَ﴾ قال ابن عباس وعكرمة في قوله تعالى عن إبليس: ﴿ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين﴾ قال: ولم يقل من فوقهم لأنه علم أن الله من فوقهم. [ابن تيمية:٣/١٤٠] السؤال: لماذا لم يقل الله تعالى حكاية عن قول إبليس: «من فوقهم»؟ ٧- ﴿فَوَسْوَسَ لَهُمَا ٱلشَّيْطَٰنُ لِيُبْدِىَ لَهُمَا مَا وُۥرِىَ عَنْهُمَا مِن سَوْءَٰتِهِمَا﴾ ﴿من سوءاتهما﴾: من عوراتهما، وسمي الفرج عورة لأن إظهاره يسوء صاحبه، ودل هذا على قبح كشفها. [القرطبي:٩/١٧٥] السؤال: على أي شيء تدل تسمية الفرج بالعورة والسوأة؟ * التوجيهات ١- قصة آدم مع إبليس تؤكد أن هذا العدو قد أعد لك عدته، فأعد أنت العدة لرد مكائده، ﴿ثُمَّ لَءَاتِيَنَّهُم مِّنۢ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَٰنِهِمْ وَعَن شَمَآئِلِهِمْ ۖ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَٰكِرِينَ﴾ ٢- سلاح إبليس الذي يحارب به ابن آدم هو الوسوسة والتزيين لا غير، ﴿فَوَسْوَسَ لَهُمَا ٱلشَّيْطَٰنُ لِيُبْدِىَ لَهُمَا مَا وُۥرِىَ عَنْهُمَا مِن سَوْءَٰتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَىٰكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَٰذِهِ ٱلشَّجَرَةِ إِلَّآ أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ ٱلْخَٰلِدِينَ﴾ ٣- ليس كل من يقسم بالله تعالى مدعياً النصح يكون صادقا؛ فتاريخ المقسم يبين حقيقته، ﴿وَقَاسَمَهُمَآ إِنِّى لَكُمَا لَمِنَ ٱلنَّٰصِحِينَ﴾ * العمل بالآيات ١- اعمل اليوم عملاً فيه تواضع مع الآخرين واجتناب للكبر،﴿قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ ۖ قَالَ أَنَا۠ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِى مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُۥ مِن طِينٍ﴾ ٢- تذكر صفاتٍ ونعمًا ميزك الله بها على الآخرين، وانسب الفضل فيها لله تعالى وحده، ﴿قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ ۖ قَالَ أَنَا۠ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِى مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُۥ مِن طِينٍ﴾ ٣- أكثر اليوم من الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، وقول: «اللهم احفظني من بيْن يديّ ومن خلفي، وعن يميني وعن شمالي، ومن فوقي، وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي»، ﴿ثُمَّ لَءَاتِيَنَّهُم مِّنۢ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَٰنِهِمْ وَعَن شَمَآئِلِهِمْ ۖ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَٰكِرِينَ﴾ * معاني الكلمات ﴿الصَّاغِرِينَ﴾ الْحَقِيرِينَ، الذَّلِيلِينَ. ﴿أَنْظِرْنِي﴾ أَمْهِلْنِي. ﴿لأَقْعُدَنَّ﴾ لَأَتَرَصَّدَنَّهُمْ، وَأَصُدَّنَّهُمْ. ﴿مَذْؤومًا﴾ مَمْقُوتًا، مَذْمُومًا. ﴿مَدْحُورًا﴾ مَطْرُودًا. ﴿مَا وُورِيَ﴾ مَا سُتِرَ، وَأُخْفِيَ. ﴿سَوْآتِهِمَا﴾ عَوْرَاتِهِمَا. ﴿وَقَاسَمَهُمَا﴾ أَقْسَمَ وَحَلَفَ لَهُمَا. ﴿فَدَلاَّهُمَا﴾ فَجَرَّأَهُمَا، وَغَرَّهُمَا. ﴿وَطَفِقَا﴾ شَرَعَا، وَأَخَذَا. ﴿يَخْصِفَانِ﴾ يَلْزِقَانِ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب