الباحث القرآني
* الوقفات التدبرية
١- ﴿إِنَّا بَلَوْنَٰهُمْ كَمَا بَلَوْنَآ أَصْحَٰبَ ٱلْجَنَّةِ﴾
إنا بلونا هؤلاء المكذبين بالخير، وأمهلناهم، وأمددناهم بما شئنا من مال وولد وطول عمر، ونحو ذلك مما يوافق أهواءهم، لا لكرامتهم علينا، بل ربما يكون استدراجاًً لهم من حيث لا يشعرون. [السعدي: ٨٨٠. ]
السؤال: هل الغنى والفقر دليل على حب الله للعبد الغني وبغضه للعبد الفقير؟
٢- ﴿فَطَافَ عَلَيْهَا طَآئِفٌ مِّن رَّبِّكَ وَهُمْ نَآئِمُونَ﴾
وعُجل العقاب لهم قبل التلبس بمنع الصدقة لأن عزمهم على المنع وتقاسمهم عليه حقق أنهم مانعون صدقاتهم فكانوا مانعين. ويؤخذ من الآية موعظة للذين لا يواسون بأموالهم. [ابن عاشور: ٢٩/٨٢]
السؤال: لماذا عجل عقاب أصحاب الجنة بمجرد عزمهم وقبل التلبس بمنع الصدقة؟
٣- ﴿وَغَدَوْا۟ عَلَىٰ حَرْدٍ قَٰدِرِينَ﴾
عزموا على منع المساكين، وطلبوا حرمانهم ونكدهم وهم قادرون على نفعهم، فغدوا بحال لا يقدرون فيها إلا على المنع والحرمان. [الألوسي: ١٥/٣٦]
السؤال: ما الذي عجل بحرمان أهل الجنة المذكورة في الآية من جنتهم؟
٤- ﴿بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ﴾
حرمنا خيرها ونفعها بمنعنا المساكين وتَرْكِنا الاستثناء. [البغوي: ٤/٤٥١. ]
السؤال: ما سبب حرمانهم من هذا الخير؟
٥- ﴿قَالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ لَوْلَا تُسَبِّحُونَ﴾
﴿أوسطهم﴾: أفضلهم وأقربهم إلى الخير؛ وهو أحد الإِخوة الثلاثة. والوسط يطلق على الأخْيَر الأفضلِ؛ قال تعالى: ﴿وكذلك جعلناكم أمة وسطاً﴾ [البقرة: ١٤٣]، وقال: ﴿حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى﴾ [البقرة: ٢٣٨]. [ابن عاشور: ٢٩/٨٦. ]
السؤال: لماذا خص أوسطهم بالذكر؟
٦- ﴿إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّٰتِ ٱلنَّعِيمِ﴾
تقريبهم دل على رضاه سبحانه، ورضا صاحب الدار مطلوب قبل نظر الدار. [البقاعي: ٢٠/٣١٧]
السؤال: ما دلالة قوله: ﴿عند ربهم﴾؟
٧- ﴿يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى ٱلسُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ﴾
عوقبوا بنقيض ما كانوا عليه؛ لما دُعوا إلى السجود في الدنيا وامتنعوا منه مع صحتهم وسلامتهم، كذلك عوقبوا بعدم قدرتهم عليه في الآخرة إذا تجلى الرب عز وجل، فيسجد له المؤمنون، ولا يستطيع أحد من الكافرين ولا المنافقين أن يسجد، بل يعود ظهر أحدهم طبقاًً واحداًً. [ابن كثير: ٤/٤٠٧. ]
السؤال: لماذا منعوا من السجود في ذلك اليوم؟
* التوجيهات
١- الدنيا دار ابتلاء وامتحان، ﴿إِنَّا بَلَوْنَٰهُمْ كَمَا بَلَوْنَآ أَصْحَٰبَ ٱلْجَنَّةِ﴾
٢- الاعتراف بالذنب أول طريق النجاة، ﴿فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ يَتَلَٰوَمُونَ﴾
٣- استشعار عظيم العذاب للمكذبين وعظيم النعيم للمتقين، ﴿كَذَٰلِكَ ٱلْعَذَابُ ۖ وَلَعَذَابُ ٱلْءَاخِرَةِ أَكْبَرُ ۚ لَوْ كَانُوا۟ يَعْلَمُونَ﴾
* العمل بالآيات
١- تصدق على أحد المساكين، ﴿أَن لَّا يَدْخُلَنَّهَا ٱلْيَوْمَ عَلَيْكُم مِّسْكِينٌ﴾
٢- قل: «لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين»، ﴿قَالُوا۟ سُبْحَٰنَ رَبِّنَآ إِنَّا كُنَّا ظَٰلِمِينَ﴾
٣- صل ركعتين وأطل فيها السجود، وادع الله أن يحسن وقوفك بين يديه، ﴿يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى ٱلسُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ﴾
* معاني الكلمات
﴿بَلَوْنَاهُمْ﴾ اخْتَبَرْنَاهُمْ.
﴿الْجَنَّةِ﴾ الحَدِيقَةِ.
﴿لَيَصْرِمُنَّهَا﴾ لَيَقْطَعُنَّ ثِمَارَ حَدِيقَتِهَا.
﴿وَلاَ يَسْتَثْنُونَ﴾ وَلاَ يَنْوُونَ اسْتِثْنَاءَ حِصَّةِ المَسَاكِينِ، وَلَمْ يَقُولُوا: إِنْ شَاءَ اللهُ.
﴿فَطَافَ عَلَيْهَا﴾ أَحَاطَ نَازِلاً عَلَيْهَا.
﴿طَائِفٌ﴾ نَارٌ أَحْرَقَتْهَا.
﴿كَالصَّرِيمِ﴾ كَاللَّيْلِ المُظْلِمِ.
﴿فَتَنَادَوْا﴾ نَادَى بَعْضُهُمْ بَعْضًا.
﴿أَنِ اغْدُوا﴾ اذْهَبُوا مُبَكِّرِينَ.
﴿حَرْثِكُمْ﴾ مَزْرَعَتِكُمْ.
﴿صَارِمِينَ﴾ مُصِرِّينَ عَلَى قَطْعِ الثِّمَارِ.
﴿عَلَى حَرْدٍ﴾ عَلَى قَصْدِهِمُ السَّيِّئِ فِي مَنْعِ المَسَاكِينِ.
﴿لَضَآلُّونَ﴾ لَمُخْطِئُونَ فِي طَرِيقِهَا.
﴿أَوْسَطُهُمْ﴾ أَعْدَلُهُمْ، وَخَيْرُهُمْ عَقْلاً وَدِينًا.
﴿لَوْلاَ تُسَبِّحُونَ﴾ هَلاَّ تَذْكُرُونَ اللهَ، وَتَسْتَغْفِرُونَهُ؛ مِنْ فِعْلِكُمْ، وَخُبْثِ نِيَّتِكُمْ.
﴿يَتَلاَوَمُونَ﴾ يَلُومُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا عَلَى مَا قَصَدُوهُ مِنْ مَنْعٍ لِلْمَسَاكِينِ.
﴿رَاغِبُونَ﴾ طَالِبُونَ الخَيْرَ.
﴿كَذَلِكَ الْعَذَابُ﴾ مِثْلَ ذَلِكَ العِقَابِ الَّذِي عَاقَبْنَاهُمْ بِهِ نُعَاقِبُ كُلَّ مَنْ بَخِلَ، وَخَالَفَ أَمْرَ اللهِ.
﴿تَخَيَّرُونَ﴾ تَشْتَهُونَ.
﴿أَيْمَانٌ﴾ عُهُودٌ، وَمَوَاثِيقُ.
﴿إِنَّ لَكُمْ لَمَا تَحْكُمُونَ﴾ إِنَّهُ سَيَحْصُلُ لَكُمْ مَا تُرِيدُونَ، وَتشْتَهُونَ.
﴿زَعِيمٌ﴾ كَفِيلٌ وَضَامِنٌ بِأَنْ يَكُونَ لَهُمْ ذَلِكَ.
﴿يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ﴾ يَكْشِفُ رَبُّنَا عَنْ سَاقِهِ؛ فَيَسْجُدُ المُؤْمِنُونَ، وَيَعْجِزُ المُنَافِقُونَ؛ كَمَا ثَبَتَ فِي الحَدِيثِ.
{"ayahs_start":16,"ayahs":["سَنَسِمُهُۥ عَلَى ٱلۡخُرۡطُومِ","إِنَّا بَلَوۡنَـٰهُمۡ كَمَا بَلَوۡنَاۤ أَصۡحَـٰبَ ٱلۡجَنَّةِ إِذۡ أَقۡسَمُوا۟ لَیَصۡرِمُنَّهَا مُصۡبِحِینَ","وَلَا یَسۡتَثۡنُونَ","فَطَافَ عَلَیۡهَا طَاۤىِٕفࣱ مِّن رَّبِّكَ وَهُمۡ نَاۤىِٕمُونَ","فَأَصۡبَحَتۡ كَٱلصَّرِیمِ","فَتَنَادَوۡا۟ مُصۡبِحِینَ","أَنِ ٱغۡدُوا۟ عَلَىٰ حَرۡثِكُمۡ إِن كُنتُمۡ صَـٰرِمِینَ","فَٱنطَلَقُوا۟ وَهُمۡ یَتَخَـٰفَتُونَ","أَن لَّا یَدۡخُلَنَّهَا ٱلۡیَوۡمَ عَلَیۡكُم مِّسۡكِینࣱ","وَغَدَوۡا۟ عَلَىٰ حَرۡدࣲ قَـٰدِرِینَ","فَلَمَّا رَأَوۡهَا قَالُوۤا۟ إِنَّا لَضَاۤلُّونَ","بَلۡ نَحۡنُ مَحۡرُومُونَ","قَالَ أَوۡسَطُهُمۡ أَلَمۡ أَقُل لَّكُمۡ لَوۡلَا تُسَبِّحُونَ","قَالُوا۟ سُبۡحَـٰنَ رَبِّنَاۤ إِنَّا كُنَّا ظَـٰلِمِینَ","فَأَقۡبَلَ بَعۡضُهُمۡ عَلَىٰ بَعۡضࣲ یَتَلَـٰوَمُونَ","قَالُوا۟ یَـٰوَیۡلَنَاۤ إِنَّا كُنَّا طَـٰغِینَ","عَسَىٰ رَبُّنَاۤ أَن یُبۡدِلَنَا خَیۡرࣰا مِّنۡهَاۤ إِنَّاۤ إِلَىٰ رَبِّنَا رَ ٰغِبُونَ","كَذَ ٰلِكَ ٱلۡعَذَابُۖ وَلَعَذَابُ ٱلۡـَٔاخِرَةِ أَكۡبَرُۚ لَوۡ كَانُوا۟ یَعۡلَمُونَ","إِنَّ لِلۡمُتَّقِینَ عِندَ رَبِّهِمۡ جَنَّـٰتِ ٱلنَّعِیمِ","أَفَنَجۡعَلُ ٱلۡمُسۡلِمِینَ كَٱلۡمُجۡرِمِینَ","مَا لَكُمۡ كَیۡفَ تَحۡكُمُونَ","أَمۡ لَكُمۡ كِتَـٰبࣱ فِیهِ تَدۡرُسُونَ","إِنَّ لَكُمۡ فِیهِ لَمَا تَخَیَّرُونَ","أَمۡ لَكُمۡ أَیۡمَـٰنٌ عَلَیۡنَا بَـٰلِغَةٌ إِلَىٰ یَوۡمِ ٱلۡقِیَـٰمَةِ إِنَّ لَكُمۡ لَمَا تَحۡكُمُونَ","سَلۡهُمۡ أَیُّهُم بِذَ ٰلِكَ زَعِیمٌ","أَمۡ لَهُمۡ شُرَكَاۤءُ فَلۡیَأۡتُوا۟ بِشُرَكَاۤىِٕهِمۡ إِن كَانُوا۟ صَـٰدِقِینَ","یَوۡمَ یُكۡشَفُ عَن سَاقࣲ وَیُدۡعَوۡنَ إِلَى ٱلسُّجُودِ فَلَا یَسۡتَطِیعُونَ"],"ayah":"سَلۡهُمۡ أَیُّهُم بِذَ ٰلِكَ زَعِیمٌ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق