الباحث القرآني

* الوقفات التدبرية ١- ﴿وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ ٱلْوَرِيدِ﴾ يخبر تعالى ... أنه أقرب إليه من حبل الوريد، الذي هو أقرب شيء إلى الإنسان، وهو العرق المكتنف لثغرة النحر، وهذا مما يدعو الإنسان إلى مراقبة خالقه المطلع على ضميره وباطنه، القريب منه في جميع أحواله، فيستحيي منه أن يراه حيث نهاه، أو يفقده حيث أمره. [السعدي: ٨٠٥] السؤال: ما الحكمة من خص حبل الوريد بالذكر؟ وماذا نستفيد من ذلك؟ ٢- ﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا ٱلْإِنسَٰنَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِۦ نَفْسُهُۥ ۖ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ ٱلْوَرِيدِ ﴿﴾ والمراد أن الذي خلق الإنسان ويعلم ما توسوس به نفسه، وهو أقرب إليه من حبل الوريد في وقت كتابة الحفظة أعماله لا حاجة له لكتب الأعمال؛ لأنه عالم بها، لا يخفى عليه منها شيء، وإنما أمر بكتابة الحفظة للأعمال لحِكم أخرى؛ كإقامة الحجة على العبد يوم القيامة. [الشنقيطي: ٧/٤٢٦] السؤال: ما الفائدة من كتابة أعمال العبد مع أن الله عالم بها، لا يخفى عليه منها شيء؟ ٣- ﴿وَجَآءَتْ سَكْرَةُ ٱلْمَوْتِ بِٱلْحَقِّ ۖ ذَٰلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ﴾ وإنما قال: جاءت بالماضي لتحقق الأمر وقربه. [ابن جزي:٢/٣٦٥] السؤال: في التعبير بالماضي في هذه الآية وجه بليغ, فما هو؟ ٤- ﴿يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ ٱمْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِن مَّزِيدٍ﴾ عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: ﴿تحاجت الجنة والنار, فقالت النار: أوثرت بالمتكبرين والمتجبرين. وقالت الجنة: ما لي لا يدخلني إلا ضعفاء الناس وسقطهم. فقال اللّه تعالى للجنة: أنت رحمتي أرحم بك من أشاء من عبادي. وقال للنار: إنما أنت عذابي أعذب بك من أشاء من عبادي, ولكل واحدة منكما ملؤها, فأما النار فلا تمتلىء حتى يضع رجله فتقول قط قط, فهناك تمتلىء ويزوي بعضها إلى بعض, ولا يظلم اللّه من خلقه أحدا, وأما الجنة فإن اللّه تعالى ينشىء لها خلقا﴾. [الألوسي:٢٦/٤٧١] السؤال: بين أبرز صفات أهل الجنة وأهل النار. ٥- ﴿هَٰذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ﴾ ﴿أواب﴾ أي: رجاع إلى الله عن المعاصي ؛ يذنب ثم يرجع ، هكذا قاله الضحاك وغيره. وقال ابن عباس وعطاء : الأواب المسبح؛ من قوله: ﴿ياجبال أو بي معه والطير﴾ [سبأ: ١٠] ، وقال الحكم بن عتيبة: هو الذاكر لله تعالى في الخلوة. وقال الشعبي ومجاهد: هو الذي يذكر ذنوبه في الخلوة فيستغفر الله منها. وهو قول ابن مسعود. وقال عبيد بن عمير: هو الذي لا يجلس مجلسا حتى يستغفر الله تعالى فيه. وعنه قال: كنا نحدث أن الأواب: الحفيظ الذي إذا قام من مجلسه قال سبحان الله وبحمده، اللهم إني أستغفرك مما أصبت في مجلسي هذا. [البغوي:١٩/٤٥٤. ] السؤال: اذكر ثلاثا من صفات الأوابين. ٦- ﴿مَّنْ خَشِىَ ٱلرَّحْمَٰنَ بِٱلْغَيْبِ وَجَآءَ بِقَلْبٍ﴾ وإيثار اسمه ﴿الرحمن﴾ في قوله : ﴿من خشي الرحمن بالغيب﴾ دون اسم الجلالة للإشارة إلى أن هذا المتقي يخشى الله وهو يعلم أنه رحمن، ولقصد التعريض بالمشركين الذين أنكروا اسمه الرحمن؛ ﴿وإذا قيل لهم اسجدوا للرحمن قالوا وما الرحمن﴾ [الفرقان: ٦٠]. [ابن عاشور:٢٦/٣٢٠] السؤال: ما فائدة إيثار اسم الله الرحمن في الآية الكريمة؟ ٧- ﴿مَّنْ خَشِىَ ٱلرَّحْمَٰنَ بِٱلْغَيْبِ﴾ أي: مغيبه عن أعين الناس، وهذه هي الخشية الحقيقية، وأما خشيته في حال نظر الناس وحضورهم فقد تكون رياء وسمعة، فلا تدل على الخشية، وإنما الخشية النافعة خشية الله في الغيب والشهادة. [السعدي:٨٠٦-٨٠٧] السؤال: لماذا خص ذكر الخشية بالغيب؟ * التوجيهات ١- كتابة الأعمال من قبل الحفظة ينمي جانب المراقبة لدى العبد،﴿مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ﴾ ٢- احذر الغفلة عن الله تعالى، ﴿لَّقَدْ كُنتَ فِى غَفْلَةٍ مِّنْ هَٰذَا﴾ ٣- البخل طريق إلى النار، ﴿مَّنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُّرِيبٍ﴾ * العمل بالآيات ١- قل: «اللهم إني أعوذ بك من شر نفسي وشر الشيطان وشركه»، ﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا ٱلْإِنسَٰنَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِۦ نَفْسُهُۥ ۖ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ ٱلْوَرِيدِ﴾ ٢- قل سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم حتى تجدها في صحيفتك، ﴿مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ﴾ ٣- زُر المقبرة واستعذ بالله من الغفلة، ﴿لَّقَدْ كُنتَ فِى غَفْلَةٍ مِّنْ هَٰذَا﴾ * معاني الكلمات ﴿حَبْلِ الْوَرِيدِ﴾ عِرْقٍ فِي العُنُقِ، مُتَّصِلٍ بِالقَلْبِ. ﴿الْمُتَلَقِّيَانِ﴾ المَلَكَانِ المُتَرَصِّدَانِ. ﴿رَقِيبٌ عَتِيدٌ﴾ مَلَكٌ يَرْقُبُ قَوْلَهُ وَيَكْتُبُُهُ، حَاضِرٌ مُعَدٌّ لِذَلِكَ. ﴿سَكْرَةُ الْمَوْتِ﴾ شِدَّةُ المَوْتِ، وَغَمْرَتُهُ. ﴿تَحِيدُ﴾ تَهْرُبُ، وَتَرُوغُ. ﴿الصُّورِ﴾ القَرْنِ الَّذِي يَنْفُخُ فِيهِ إِسْرَافِيلُ عليه السلام. ﴿سَائِقٌ وَشَهِيدٌ﴾ مَلَكَانِ أَحَدُهُمَا يَسُوقُهَا إِلَى المَحْشَرِ، وَالآخَرُ يَشْهَدُ عَلَيْهَا بِمَا عَمِلَتْ. ﴿غِطَاءَكَ﴾ حِجَابَ غَفْلَتِكَ عَنِ الآخِرَةِ. ﴿حَدِيدٌ﴾ شَدِيدٌ قَوِيٌّ. ﴿قَرِينُهُ﴾ المَلَكُ الكَاتِبُ الَّذِي يَشْهَدُ عَلَيْهِ. ﴿هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ﴾ مَا عِنْدِي مِنْ دِيوَانِ عَمَلِهِ: مُعَدٌّ مَحْفُوظٌ حَاضِرٌ. ﴿أَلْقِيَا﴾ اطْرَحَا أَيُّهَا المَلَكَانِ. ﴿مُعْتَدٍ﴾ ظَالِمٍ، مُتَجَاوِزٍ لِلْحَدِّ. ﴿مُرِيبٍ﴾ شَاكٍّ فِي وَعْدِ الله وَوَعِيدِهِ. ﴿قَرِينُهُ﴾ شَيْطَانُهُ الَّذِي كَانَ يُصَاحِبُهُ فِي الدُّنْيَا. ﴿مَا أَطْغَيْتُهُ﴾ مَا أَضْلَلْتُهُ. ﴿هَلْ مِنْ مَزِيدٍ﴾ هَلْ مِنْ زِيَادَةٍ مِنَ الجِنِّ وَالإِنْسِ؟! فَيَضَعُ الجَبَّارُ قَدَمَهُ عَلَيْهَا، فَيَنْزَوِي بَعْضُهَا عَلَى بَعْضٍ، وَتَقُولُ: قَطْ قَطْ، أَيْ: حَسْبِي؛ كَمَا ثَبَتَ فِي الحَدِيثِ الصَّحِيحِ. ﴿وَأُزْلِفَتِ﴾ قُرِّبَتْ. ﴿أَوَّابٍ﴾ رَجَّاعٍ إِلَى اللهِ بِالتَّوْبَةِ. ﴿حَفِيظٍ﴾ حَافِظٍ لِكُلِّ مَا يُقَرِّبُهُ مِنْ رَبِّهِ مِنَ الطَّاعَاتِ. ﴿مُنِيبٍ﴾ تَائِبٍ، مُقْبِلٍ عَلَى الطَّاعَةِ. ﴿بِسَلاَمٍ﴾ دُخُولاً مَقْرُونًا بِالسَّلاَمَةِ مِنَ الآفَاتِ. ﴿وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ﴾ عِنْدَنَا زِيَادَةُ نَعِيمٍ، وَأَعْظَمُهُ: النَّظَرُ إِلَى وَجْهِ اللهِ الكَـرِيـمِ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب