الباحث القرآني

* الوقفات التدبرية ١- ﴿وَقَالَتِ ٱلْيَهُودُ وَٱلنَّصَٰرَىٰ نَحْنُ أَبْنَٰٓؤُا۟ ٱللَّهِ وَأَحِبَّٰٓؤُهُۥ ۚ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُم بِذُنُوبِكُم﴾ إن كان الأمر كما زعمتم أنكم أبناؤه وأحباؤه؛ فإن الأب لا يعذب ولده، والحبيب لا يعذب حبيبه، وأنتم مقرون أنه معذبكم! وقيل: ﴿فلم يعذبكم﴾ أي: لم عذب من قبلكم بذنوبهم؛ فمسخهم قردة وخنازير؟! ﴿بل أنتم بشر ممن خلق﴾: كسائر بني آدم؛ مجزيون بالإساءة والإحسان. [البغوي:١/٦٥٥] السؤال: من حيل الشيطان على بعض البشر أن يعتبروا أنفسهم ليسوا كبقية الناس؛ فيغترون بذلك، وضح ذلك؟ ٢- ﴿يَٰٓأَهْلَ ٱلْكِتَٰبِ قَدْ جَآءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَىٰ فَتْرَةٍ مِّنَ ٱلرُّسُلِ﴾ والمقصود: أن الله بعث محمداً ﷺ على فترة من الرسل، وطموس من السبل، وتغير الأديان، وكثرة عبادة الأوثان والنيران والصلبان، فكانت النعمة به أتم النعم، والحاجة إليه أمر عمم؛ فإن الفساد كان قد عم جميع البلاد، والطغيان والجهل قد ظهر في سائر العباد، إلا قليلاً من المتمسكين ببقايا من دين الأنبياء الأقدمين، من بعض أحبار اليهود، وعباد النصارى، والصابئين. [ابن كثير:٢/٣٤] السؤال: بَيِّن شدة حاجة الناس إلى بعثة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم؟ ٣- ﴿مِ ٱذْكُرُوا۟ نِعْمَةَ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ﴾ بقلوبكم وألسنتكم؛ فإن ذكرها داعٍ إلى محبته تعالى، ومنشط على العبادة. [السعدي:٢٢٧] السؤال: كثيراً ما يأمرنا الله - سبحانه وتعالى- بتذكر نعمته علينا، فلماذا؟ ٤- ﴿وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِۦ يَٰقَوْمِ ٱذْكُرُوا۟ نِعْمَةَ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنۢبِيَآءَ وَجَعَلَكُم مُّلُوكًا وَءَاتَىٰكُم مَّا لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِّنَ ٱلْعَٰلَمِينَ﴾ وعن الحسن وزيد بن أسلم: أن من كانت له دار وزوجة وخادم فهو ملك، وهو قول عبدالله بن عمرو -رضي الله عنهما- كما في صحيح مسلم ..... ويقال: من استغنى عن غيره فهو ملك. [القرطبي:٧/٣٩٣-٣٩٤] السؤال: متى يوصف الإنسان بكونه ملكاً؟ وهل شكرنا هذه النعمة؟ ٥- ﴿وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِۦ يَٰقَوْمِ ٱذْكُرُوا۟ نِعْمَةَ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنۢبِيَآءَ وَجَعَلَكُم مُّلُوكًا وَءَاتَىٰكُم مَّا لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِّنَ ٱلْعَٰلَمِينَ﴾ ففعل معكم بذلك وغيره من النِعم التي فضلكم بها على العالمين في تلك الأزمان فِعل المحب مع حبيبه، والوالد مع ولده، ومع ذلك عاقبكم حين عصيتم، وغضب عليكم إذ أبيتم، فعُلِم أنَّ الإكرام والإهانة دائران بعد مشيئته على الطاعة والمعصية. [البقاعي:٢/٤٢٤] السؤال: ما الأسباب الحقيقية الجالبة للنِعَم والدافعة للنِقَم في هذه الحياة الدنيا؟ ٦- ﴿قَالَ رَجُلَانِ مِنَ ٱلَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ ٱللَّهُ عَلَيْهِمَا ٱدْخُلُوا۟ عَلَيْهِمُ ٱلْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَٰلِبُونَ ۚ وَعَلَى ٱللَّهِ فَتَوَكَّلُوٓا۟ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِي﴾ ﴿أنعم الله عليهما﴾ أي: بالإسلام، أو باليقين والصلاح. ﴿ادخلوا عليهم الباب فإذا دخلتموه فإنكم غالبون﴾: قالا لبني إسرائيل: لا يهولنكم عظم أجسامهم؛ فقلوبهم ملئت رعبا منكم، فأجسامهم عظيمة وقلوبهم ضعيفة. [القرطبي:٧/٣٩٦] السؤال: ما سبب تردي حال بني إسرائيل من النِّعَم والملك إلى المذلة والمسكنة؟ ٧- ﴿قَالَ رَجُلَانِ مِنَ ٱلَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ ٱللَّهُ عَلَيْهِمَا ٱدْخُلُوا۟ عَلَيْهِمُ ٱلْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَٰلِبُونَ ۚ وَعَلَى ٱللَّهِ فَتَوَكَّلُوٓا۟ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِ﴾ ذيلا بقولهما: ﴿إن كنتم مؤمنين﴾ لأن الشك في صدق الرسول مبطل للإيمان. [ابن عاشور:٦/١٦٥] السؤال: لماذا ذيل الرجلان نصيحتهما بقولهما: ﴿إن كنتم مؤمنين﴾؟ * التوجيهات ١- محبة الله تعالى وولايته لا تنال بالادعاء والتمني، وإنما بالصدق في التزام شرعه، وفعل ما يرضاه ويحبه، ﴿وَقَالَتِ ٱلْيَهُودُ وَٱلنَّصَٰرَىٰ نَحْنُ أَبْنَٰٓؤُا۟ ٱللَّهِ وَأَحِبَّٰٓؤُهُۥ ۚ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُم بِذُنُوبِكُم ۖ بَلْ أَنتُم بَشَرٌ مِّمَّنْ خَلَقَ﴾ ٢- البشارة والنذارة هي مهمة الأنبياء؛ فاحرص أن تجمع بين هذين الأمرين، ﴿أَن تَقُولُوا۟ مَا جَآءَنَا مِنۢ بَشِيرٍ وَلَا نَذِيرٍ ۖ فَقَدْ جَآءَكُم بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ﴾ ٣- التوكل على الله سبحانه من أسباب تيسير الأمور،﴿ٱدْخُلُوا۟ عَلَيْهِمُ ٱلْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَٰلِبُونَ ۚ وَعَلَى ٱللَّهِ فَتَوَكَّلُوٓا۟ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ﴾ * العمل بالآيات ١- اترك اليوم ذنبا أنت مصر عليه، أو معصية تفعلها، متذكراً أن الذنوب سبب لنزول العذاب وزوال النعم عنك، ﴿قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُم بِذُنُوبِكُم﴾ ٢- عدد ثلاثاً من النعم التي اختصك الله بها دون أقرانك، واشكره عليها؛ فذلك معين على محبته سبحانه، والحياء منه، ﴿ٱذْكُرُوا۟ نِعْمَةَ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنۢبِيَآءَ وَجَعَلَكُم مُّلُوكًا وَءَاتَىٰكُم مَّا لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِّنَ ٱلْعَٰلَمِينَ﴾ ٣- حدد طاعة تتردد في فعلها، أو معصية تتردد في تركها، واعزم على ما يحبه الله سبحانه وتعالى؛ فستجد التيسير والفرج في حياتك، ﴿قَالَ رَجُلَانِ مِنَ ٱلَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ ٱللَّهُ عَلَيْهِمَا ٱدْخُلُوا۟ عَلَيْهِمُ ٱلْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَٰلِبُونَ ۚ وَعَلَى ٱللَّهِ فَتَوَكَّلُوٓا۟ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ﴾ * معاني الكلمات ﴿فَتْرَةٍ﴾ فُتُورٍ وَانْقِطَاعٍ، وَهِيَ الْمُدَّةُ بَيْنَ النَّبِيِّ عِيسَى وَنَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ ـ عَلَيْهِمَا الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ ـ. ﴿مُلُوكًا﴾ تَمْلِكُونَ أَمْرَكُمْ بَعْدَ أَنْ كُنْتُمْ مَمْلُوكِينَ لِفِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ. ﴿الْمُقَدَّسَةَ﴾ الْمُطَهَّرَةَ، وَهِيَ بَيْتُ الْمَقْدِسِ وَمَا حَوْلَهَا. ﴿وَلاَ تَرْتَدُّوا﴾ لاَ تَرْجِعُوا عَنْ قِتَالِهِمْ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب