الباحث القرآني

* الوقفات التدبرية ١- ﴿وَلَوْلَا رِجَالٌ مُّؤْمِنُونَ وَنِسَآءٌ مُّؤْمِنَٰتٌ لَّمْ تَعْلَمُوهُمْ أَن تَطَـُٔوهُمْ فَتُصِيبَكُم مِّنْهُم مَّعَرَّةٌۢ بِغَيْرِ عِلْمٍ ۖ لِّيُدْخِلَ ٱللَّهُ فِى رَحْمَتِهِۦ مَن يَشَآءُ ۚ لَوْ تَزَيَّلُوا۟ لَعَذَّبْنَا ٱلَّذِينَ كَفَرُوا۟ مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا﴾ فربما عَسَّرَ عليه أمراً يظهر له أن السعادة كانت فيه وفي باطنه سم قاتل، فيكون منع الله له منه رحمة في الباطن, وإن كان نقمة في الظاهر، فالزم التسليم مع الاجتهاد في الخير والحرص عليه، والندم على فواته، وإياك والاعتراض. وفي الآية أيضاً أن الله تعالى قد يدفع عن الكافر لأجل المؤمن. [البقاعي:١٨/٣٢٩] السؤال: قدر الله مرتبط بحكمته ورحمته سبحانه وضح ذلك من الآية. ٢- ﴿إِذْ جَعَلَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوا۟ فِى قُلُوبِهِمُ ٱلْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ ٱلْجَٰهِلِيَّةِ﴾ إضافة الحمية إلى الجاهلية لقصد تحقيرها وتشنيعها؛ فإنها من خلق أهل الجاهلية؛ فإن ذلك انتساب ذم في اصطلاح القرآن كقوله: ﴿يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية﴾ [آل عمران: ١٥٤]، وقوله: ﴿أفحكم الجاهلية يبغون﴾ [المائدة: ٥٠]. [ابن عاشور:٢٦/١٩٤] السؤال: ما فائدة إضافة الحمية إلى الجاهلية؟ ٣- ﴿فَأَنزَلَ ٱللَّهُ سَكِينَتَهُۥ عَلَىٰ رَسُولِهِۦ وَعَلَى ٱلْمُؤْمِنِينَ﴾ وثمرة هذه السكينة: الطمأنينة للخبر تصديقاً وإيقاناً، وللأمر تسليماً وإذعاناً؛ فلا تدع شبهة تعارض الخبر، ولا إرادة تعارض الأمر، فلا تمر معارضات السوء بالقلب إلا وهي مجتازة من مرور الوساوس الشيطانية التي يبتلى بها العبد؛ ليقوى إيمانه، ويعلو عند الله ميزانه بمدافعتها وردها وعدم السكون إليها، فلا يظن المؤمن أنها لنقص درجته عند الله. [ابن القيم:٢/٤٥٩] السؤال: ما ثمرة إنزال السكينة في قلوب المؤمنين؟ ٤- ﴿﴾ إِذْ جَعَلَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوا۟ فِى قُلُوبِهِمُ ٱلْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ ٱلْجَٰهِلِيَّةِ فَأَنزَلَ ٱللَّهُ سَكِينَتَهُۥ عَلَىٰ رَسُولِهِۦ وَعَلَى ٱلْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ ٱلتَّقْوَىٰ﴾ لَمَّا كانت حَمِيَّة الجاهلية توجب من الأقوال والأعمال ما يناسبها، جعل الله في قلوب أوليائه السكينة تقابل حمية الجاهلية، وفي ألسنتهم كلمة التقوى مقابلة لما توجبه حمية الجاهلية من كلمة الفجور. [ابن القيم:٢/٤٥٨-٤٥٩] السؤال: ما سبب إنعام الله سبحانه على المؤمنين بالسكينة وكلمة التقوى؟ ٥- ﴿وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ ٱلتَّقْوَىٰ﴾ هي لا إله إلا الله، وأضيفت إلى التقوى لأنها بها يتقى الشرك؛ فهي رأس كل تقوى. [الألوسي:١٣/٢٧١] السؤال: ما المقصود بكلمة التقوى؟ ولماذا يلتزم بها المؤمن دائماً؟ ٦- ﴿لَّقَدْ صَدَقَ ٱللَّهُ رَسُولَهُ ٱلرُّءْيَا بِٱلْحَقِّ ۖ لَتَدْخُلُنَّ ٱلْمَسْجِدَ ٱلْحَرَامَ إِن شَآءَ ٱللَّهُ﴾ فيه تعريض بأن وقوع الدخول من مشيئته تعالى لا من جلادتهم وتدبيرهم. [الألوسي:١٣/٢٧٣] السؤال: ما دلالة التقييد بالمشيئة في الآية؟ ٧- ﴿هُوَ ٱلَّذِىٓ أَرْسَلَ رَسُولَهُۥ بِٱلْهُدَىٰ وَدِينِ ٱلْحَقِّ لِيُظْهِرَهُۥ عَلَى ٱلدِّينِ كُلِّهِۦ﴾ ذكر القرآن صلاح القوة النظرية العلمية، والقوة الإرادية العملية في غير موضع؛ كقوله: ﴿هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله﴾؛ فالهدى كمال العلم ودين الحق كمال العمل؛ كقوله: ﴿أولي الأيدي والأبصار﴾ [ص: ٤٥]. [ابن تيمية:٦/٣٨] السؤال: يحتاج المسلم إلى نوعين من القوة, ما هما؟ * التوجيهات ١- عِظم حرمة دم المؤمن عند الله؛ فقد منع الله عذاب أهل مكة لوجود مؤمنين بينهم، ﴿وَلَوْلَا رِجَالٌ مُّؤْمِنُونَ وَنِسَآءٌ مُّؤْمِنَٰتٌ لَّمْ تَعْلَمُوهُمْ أَن تَطَـُٔوهُمْ فَتُصِيبَكُم مِّنْهُم مَّعَرَّةٌۢ بِغَيْرِ عِلْمٍ﴾ ٢- حكمة الله البالغة في تأخير بعض الخير كما في فتح مكة، ﴿فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا۟ فَجَعَلَ مِن دُونِ ذَٰلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا﴾ ٣- تكريم الله سبحانه للصحابة رضي الله عنهم، فكن موقراً لهم، معادياً من عاداهم من الرافضة وأشباههم، ﴿فَأَنزَلَ ٱللَّهُ سَكِينَتَهُۥ عَلَىٰ رَسُولِهِۦ وَعَلَى ٱلْمُؤْمِنِينَ﴾ * العمل بالآيات ١- قل: اللهم أنزل السكينة على قلبي، ﴿فَأَنزَلَ ٱللَّهُ سَكِينَتَهُۥ عَلَىٰ رَسُولِهِۦ وَعَلَى ٱلْمُؤْمِنِينَ﴾ ٢- ساعد أخا في الله ليس بينك وبينه نسبٍ أو رابطة إلا أخوة الدين، ﴿إِذْ جَعَلَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوا۟ فِى قُلُوبِهِمُ ٱلْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ ٱلْجَٰهِلِيَّةِ﴾ ٣- الزم قول: «إن شاء الله تعالى» فيما تخبر به للمستقبل، ﴿لَتَدْخُلُنَّ ٱلْمَسْجِدَ ٱلْحَرَامَ إِن شَآءَ ٱللَّهُ﴾ * معاني الكلمات ﴿بِبَطْنِ مَكَّةَ﴾ بِالحُدَيْبِيَةِ قُرْبَ مَكَّةَ. ﴿أَظْفَرَكُمْ﴾ أَقْدَرَكُمْ عَلَيْهِمْ؛ فَأَمْسَكْتُمْ بِهِمْ، وَكَانُوا ثَمَانِينَ رَجُلاً. ﴿وَالْهَدْيَ﴾ البُدْنَ الَّتِي سَاقَهَا رَسُولُ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم فِي عَامِ الحُدَيْبِيَةِ؛ لِيُهْدِيَهَا فِي الحَرَمِ. ﴿مَعْكُوفًا﴾ مَحْبُوسًا. ﴿مَحِلَّهُ﴾ المَكَانَ الَّذِي يَحِلُّ فِيهِ نَحْرُهُ؛ وَهُوَ الحَرَمُ. ﴿رِجَالٌ مُؤْمِنُونَ﴾ مُسْتَضْعَفُونَ، مُسْتَخْفُونَ بِإِيمَانِهِمْ. ﴿تَطَؤُوهُمْ﴾ خَشْيَةَ أَنْ تُهْلِكُوهُمْ إِذَا حَارَبْتُمُ الكُفَّارَ. ﴿مَعَرَّةٌ﴾ إِثْمٌ، وَعَيْبٌ، وَغَرَامَةٌ. ﴿تَزَيَّلُوا﴾ تَمَيَّزَ هَؤُلاَءِ المُسْتَضْعَفُونَ عَنِ الكُفَّارِ. ﴿الْحَمِيَّةَ﴾ الأَنَفَةَ. ﴿سَكِينَتَهُ﴾ الاِطْمِئْنَانَ والوَقَارَ. ﴿كَلِمَةَ التَّقْوَى﴾ هِيَ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ. ﴿فَتْحًا قَرِيبًا﴾ هُوَ: صُلْحُ الحُدَيْبِيَةِ، وَفَتْحُ خَيْبَرَ. ﴿بِالْهُدَى﴾ بِالبَيَانِ الوَاضِحِ، وَالعِلْمِ النَّافِعِ. ﴿لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ﴾ لِيُعْلِيَهُ عَلَى المِلَلِ كُلِّهَا.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب