الباحث القرآني

* الوقفات التدبرية ١- ﴿إِنَّ ٱللَّهَ يُدْخِلُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ وَعَمِلُوا۟ ٱلصَّٰلِحَٰتِ جَنَّٰتٍ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا ٱلْأَنْهَٰرُ﴾ أنساهم دخولهم غصص ما كانوا فيه في الدنيا من نكد العيش ومعاناة الشدائد، وضموا نعيمها إلى ما كانوا فيه في الدنيا من نعيم الوصلة بالله، ثم لا يحصل لهم كدر ما أصلا، وهي مأواهم لا يبغون عنها حولا، وهذا في نظير ما زوي عنهم من الدنيا وضيق فيها عيشهم نفاسة منهم عنها، حتى فرغهم لخدمته وألزمهم حضرته حبا لهم وتشريفا لمقاديرهم. [البقاعي:١٨/٢١٤] السؤال: ما أثر دخول المؤمنين الجنة؟ ٢- ﴿وَٱلَّذِينَ كَفَرُوا۟ يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ ٱلْأَنْعَٰمُ وَٱلنَّارُ مَثْوًى لَّهُمْ﴾ ﴿والذين كفروا يتمتعون﴾: في الدنيا كأنهم أنعام، ليس لهم همة إلا بطونهم وفروجهم، ساهون عما في غدهم. وقيل : المؤمن في الدنيا يتزود، والمنافق يتزين، والكافر يتمتع. [القرطبي:١٩/٢٥٧. ] السؤال: ما أكبر همّ للكفار في الدنيا؟ ومالفرق بين همّة كل من المؤمن والكافر والمنافق؟ ٣- ﴿وَٱلَّذِينَ كَفَرُوا۟ يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ ٱلْأَنْعَٰمُ وَٱلنَّارُ مَثْوًى لَّهُمْ﴾ والذين جحدوا توحيد الله، وكذبوا رسوله صلى الله عليه وسلم يتمتعون في هذه الدنيا بحطامها ورياشها وزينتها الفانية ... فمثلهم في أكلهم ما يأكلون فيها من غير علم منهم بذلك وغير معرفة، مثل الأنعام من البهائم المسخرة التي لا همة لها إلا في الاعتلاف دون غيره. [الطبري:٢٢ / ١٦٤] السؤال: ما وجه الشبه بين الكفار والبهائم في هذه الدنيا؟ ٤- ﴿وَٱلَّذِينَ كَفَرُوا۟ يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ ٱلْأَنْعَٰمُ وَٱلنَّارُ مَثْوًى لَّهُمْ﴾ ﴿كما تأكل الأنعام﴾: أكل التذاذ ومرح من أي موضع كان، وكيف كان الأكل في سبعة أمعاء؛ أي في جميع بطونهم، من غير تمييز للحرام من غيره؛ لأن الله تعالى أعطاهم الدنيا، ووسع عليهم فيها، وفرغهم لها حتى شغلهم عنه. [البقاعي:١٨/٢١٤] السؤال: ما دلالة إعطاء الإنسان نعيم الدنيا وحرمانه العبادة؟ ٥- ﴿فَٱعْلَمْ أَنَّهُۥ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا ٱللَّهُ وَٱسْتَغْفِرْ لِذَنۢبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَٱلْمُؤْمِنَٰتِ ۗ وَٱللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَىٰكُمْ﴾ عن أبي موسى قال: قال رسول اللّه ﷺ: ﴿ما أصبحت غداة قط إلا استغفرت اللّه فيها مائة مرة﴾. عن ابن عمر -رضي اللّه تعالى عنهما- قال: إنا كنا لنَعُدُّ لرسول اللّه ﷺفي المجلس يقول: ﴿رب اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الرحيم﴾ مائة مرة. [الألوسي:٢٥/٢٩٤] السؤال: اذكر مثالاً على تدبر النبي ﷺ للقرآن وعمله به. ٦- ﴿فَٱعْلَمْ أَنَّهُۥ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا ٱللَّهُ وَٱسْتَغْفِرْ لِذَنۢبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَٱلْمُؤْمِنَٰتِ﴾ عن سفيان بن عيينة أنه سئل عن فضل العلم فقال: ألم تسمع قوله حين بدأ به: ﴿فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك﴾ فأمر بالعمل بعد العلم، وقال: ﴿اعلموا أنما الحياة الدنيا لعب...﴾ إلى قوله: ﴿سابقوا إلى مغفرة من ربكم...﴾ [الحديد: ٢٠- ٢١]، وقال: ﴿واعلموا أنما أموالكم وأولادكم فتنة﴾ [الأنفال: ٢٨]، ثم قال بعد: ﴿فاحذروهم﴾ [التغابن: ١٤]، وقال تعالى : ﴿واعلموا أنما غنمتم من شيء...﴾ [الأنفال: ٤١]، ثم أمر بالعمل بعد. [القرطبي:١٩/٢٦٧] السؤال: بين كيف دلت الآية على فضل العمل بعد العلم. ٧- ﴿وَٱسْتَغْفِرْ لِذَنۢبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَٱلْمُؤْمِنَٰتِ﴾ وإذا كان مأموراً بالاستغفار لهم المتضمن لإزالة الذنوب وعقوباتها عنهم، فإن من لوازم ذلك النصح لهم، وأن يحب لهم من الخير ما يحب لنفسه، ويكره لهم من الشر ما يكره لنفسه، ويأمرهم بما فيه الخير لهم، وينهاهم عما فيه ضررهم، ويعفو عن مساويهم ومعايبهم، ويحرص على اجتماعهم اجتماعاً تتألف به قلوبهم، ويزول ما بينهم من الأحقاد المفضية للمعاداة والشقاق الذي به تكثر ذنوبهم ومعاصيهم. [السعدي:٧٨٧- ٧٨٨] السؤال: ما لوازم الاستغفار للمؤمنين والمؤمنات؟ * التوجيهات ١- انظر واعتبر في إهلاك الله تعالى للقرى الظالمة،﴿وَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ هِىَ أَشَدُّ قُوَّةً مِّن قَرْيَتِكَ ٱلَّتِىٓ أَخْرَجَتْكَ أَهْلَكْنَٰهُمْ فَلَا نَاصِرَ لَهُمْ﴾ ٢- استعد ليوم القيامة بالعمل الصالح، ﴿فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا ٱلسَّاعَةَ أَن تَأْتِيَهُم بَغْتَةً ۖ فَقَدْ جَآءَ أَشْرَاطُهَا ۚ فَأَنَّىٰ لَهُمْ إِذَا جَآءَتْهُمْ ذِكْرَىٰهُمْ﴾ ٣- أهمية العلم فهو الذي يجعلك تعمل على بصيرة وهدى، ﴿فَٱعْلَمْ أَنَّهُۥ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا ٱللَّهُ وَٱسْتَغْفِرْ لِذَنۢبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَٱلْمُؤْمِنَٰتِ﴾ * العمل بالآيات ١- سم الله عند الأكل، واحمده في آخره، ولا تأكل كما تأكل الأنعام بدون التسمية، ﴿ۖ وَٱلَّذِينَ كَفَرُوا۟ يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ ٱلْأَنْعَٰمُ وَٱلنَّارُ مَثْوًى لَّهُمْ﴾ ٢- اقرأ كتاباً في صفة وضوء النبي ﷺ وصلاته حتى تعبد الله على بينة، ﴿أَفَمَن كَانَ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِۦ كَمَن زُيِّنَ لَهُۥ سُوٓءُ عَمَلِهِۦ وَٱتَّبَعُوٓا۟ أَهْوَآءَهُم﴾ ٣- استغفر الله من ذنوبك ، ثم سَل الله أن يغفر للمؤمنين والمؤمنات ذنوبهم، ﴿وَٱسْتَغْفِرْ لِذَنۢبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَٱلْمُؤْمِنَٰتِ﴾ * معاني الكلمات ﴿مَثْوىً﴾ مَأْوًى، وَمسْكَنٌ. ﴿وَكَأَيِّن مِنْ قَرْيَةٍ﴾ كَثِيرٌ مِنَ القُرَى. ﴿مَثَلُ﴾ صِفَةُ. ﴿غَيْرِ آسِنٍ﴾ غَيْرِ مُتَغَيِّرٍ، وَلاَ مُنْتِنٍ. ﴿حَمِيمًا﴾ بَالِغَ الغَايَةِ فِي الحَرَارَةِ. ﴿وَمِنْهُمْ﴾ مِنَ المُنَافِقِينَ. ﴿آنِفًا﴾ الآنَ. ﴿يَنْظُرُونَ﴾ يَنْتَظِرُونَ. ﴿بَغْتَةً﴾ فَجْأَةً. ﴿جَاءَ أَشْرَاطُهَا﴾ ظَهَرَتْ عَلاَمَاتُهَا. ﴿فَأَنَّى﴾ مِنْ أَيْنَ لَهُمْ؟! ﴿ذِكْرَاهُمْ﴾ تَذَكُّرُهُمْ. ﴿مُتَقَلَّبَكُمْ﴾ تَصَرُّفَكُمْ فِي يَقَظَتِكُمْ نَهَارًا. ﴿وَمَثْوَاكُمْ﴾ مُسْتَقَرَّكُمْ فِي نَوْمِكُمْ لَيْلاً.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب