الباحث القرآني

* الوقفات التدبرية ١- ﴿لَا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ﴾ والمبلس في هذا الموضع هو: الآيس من النجاة، الذي قد قنط فاستسلم للعذاب والبلاء. [الطبري:٢١/٦٤٣] السؤال: ما المراد بإبلاس الكفار في النار؟ ٢- ﴿لَا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ﴾ أي: حزينون من شدة اليأس، قال الراغب: «الإبلاس: الحزن المعترض من شدة اليأس, ومنه اشتُقَّ إبليس فيما قيل. ولما كان المُبْلِس كثيراً ما يلزم السكوت وينسى ما يعنيه, قيل: أبلس فلان إذا سكت وانقطعت حجته» انتهى. وقد فسر الإبلاس هنا بالسكوت وانقطاع الحجة. [الألوسي:٢٥/١٤١] السؤال: ما معنى ﴿مبلسون﴾؟ ٣- ﴿قَالَ إِنَّكُم مَّٰكِثُونَ (٧٧) لَقَدْ جِئْنَٰكُم بِٱلْحَقِّ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَٰرِهُونَ﴾ فلما سألوا أن يموتوا أجابهم مالك: ﴿قال إنكم ماكثون﴾، ثم ذكر سبب شقوتهم، وهو مخالفتهم للحق ومعاندتهم له، فقال: ﴿لقد جئناكم بالحق ولكن أكثركم للحق كارهون﴾. [ابن كثير:٤/١٣٧] السؤال: ما فائدة قوله: ﴿لقد جئناكم بالحق﴾ بعد قوله: ﴿قال إنكم ماكثون﴾؟ ٤- ﴿لَقَدْ جِئْنَٰكُم بِٱلْحَقِّ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَٰرِهُونَ﴾ لقد جئناكم في الدنيا بالحق؛ وهو التوحيد وسائر ما يجب الإيمان به؛ وذلك بإرسال الرسل وإنزال الكتب. ولكن أكثركم للحق -أيِّ حقٍ كان- كارهون لا يقبلونه وينفرون منه. [الألوسي:٢٥/١٤٢] السؤال: ما المراد بالحق الوارد في الآية؟ ٥- ﴿قُلْ إِن كَانَ لِلرَّحْمَٰنِ وَلَدٌ فَأَنَا۠ أَوَّلُ ٱلْعَٰبِدِينَ﴾ ﴿فأنا أول العابدين﴾ لذلك الولد؛ لأنه جزء من والده، وأنا أولى الخلق انقياداً للأمور المحبوبة لله، ولكني أول المنكرين لذلك وأشدهم له نفياً، فعلم بذلك بطلانه. فهذا احتجاج عظيم عند من عرف أحوال الرسل. [السعدي:٧٧٠] السؤال: يستفاد من هذه الآية أن الرسل أسبق الناس للكمالات وأبعدهم عن الشرور والنقائص، بين وجه هذه الفائدة من الآية. ٦- ﴿سُبْحَٰنَ رَبِّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضِ رَبِّ ٱلْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ﴾ وقصد بذكر السماء والأرض الإحاطة بعوالم التدبير والخلق؛ لأن المشركين جعلوا لله شركاء في الأرض، وهم أصنامهم المنصوبة، وجعلوا له شركاء في السماء، وهم الملائكة؛ إذ جعلوهم بنات لله تعالى. [ابن عاشور:٢٥/٢٦٧] السؤال: لماذا خصت الآية السماوات والأرض بربوبية الله تعالى لهما؟ ٧- ﴿فَٱصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلَٰمٌ ۚ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ﴾ فليس ذلك أمراً بالسلام عليهم والتحية, وإنما هو أمر بالمتاركة؛ وحاصله إذا أبيتم القبول فأمري التَسَلُّم مِنكُم. [الألوسي:٢٥/١٥١] السؤال: أمرنا بالرفق والحكمة عند عناد المدعوين ورفضهم، بين ذلك من خلال الآية. * التوجيهات ١- إحاطة الله تعالى وسعة علمه تدعو العبد إلى مراقبته وتقواه،﴿أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَىٰهُم ۚ بَلَىٰ وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ﴾ ٢- . تنزيه الله تعالى عما افتراه عليه الكفار من نسبة الولد إليه، ﴿قُلْ إِن كَانَ لِلرَّحْمَٰنِ وَلَدٌ فَأَنَا۠ أَوَّلُ ٱلْعَٰبِدِينَ (٨١) سُبْحَٰنَ رَبِّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضِ رَبِّ ٱلْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ﴾ ٣- أمر الله نبيه بالصفح عن الكافرين, فما أحرانا بالصفح عمن آذانا, ﴿فَٱصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلَٰمٌ ۚ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ﴾ * العمل بالآيات ١- سبح الله تعالى اقتداء بالآية الكريمة: ﴿سُبْحَٰنَ رَبِّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضِ رَبِّ ٱلْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ﴾ ٢- ادعُ الله أن تنالك شفاعة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم، ﴿وَلَا يَمْلِكُ ٱلَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ ٱلشَّفَٰعَةَ إِلَّا مَن شَهِدَ بِٱلْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ﴾ ٣- اصفح اليوم عمن ظلمك، ﴿فَٱصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلَٰمٌ ۚ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ﴾ * معاني الكلمات ﴿لاَ يُفَتَّرُ عَنْهُمْ﴾ لاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمْ. ﴿مُبْلِسُونَ﴾ آيِسُونَ مِنْ رَحْمَةِ اللهِ. ﴿يَامَالِكُ﴾ هُوَ: خَازِنُ جَهَنَّمَ. ﴿لِيَقْضِ﴾ لِيُمِتْنَا. ﴿أَمْ أَبْرَمُوا أَمْرًا﴾ أَحْكَمُوا أَمْرًا فِي كَيْدِ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ صلّى الله عليه وسلّم. ﴿يَحْسَبُونَ﴾ يَظُنُّونَ. ﴿وَنَجْوَاهُمْ﴾ مَا تَكَلَّمُوا فِيهِ فِيمَا بَيْنَهُمْ. ﴿وَرُسُلُنَا﴾ مَلاَئِكَتُنَا الكِرَامُ الحَفَظَةُ. ﴿عَمَّا يَصِفُونَ﴾ عَمَّا يَصِفُونَ اللهَ بِهِ؛ مِنَ الصَّاحِبَةِ، وَالوَلَدِ. ﴿فَذَرْهُمْ﴾ اتْرُكْهُمْ. ﴿يَخُوضُوا﴾ يَتَكَلَّمُوا بِبَاطِلِهِمْ. ﴿إِلَهٌ﴾ مَعْبُودٌ بِحَقٍّ. ﴿وَتَبَارَكَ﴾ تَكَاثَرَتْ بَرَكَةُ اللهِ، وَكَثُرَ خَيْرُهُ. ﴿شَهِدَ بِالْحَقِّ﴾ أَقَرَّ بِتَوْحِيدِ اللهِ، وَنُبُوَّةِ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ صلّى الله عليه وسلّم. ﴿فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ﴾ كَيْفَ يَنْصَرِفُونَ عَنْ عِبَادَةِ اللهِ؟! ﴿وَقِيلِهِ﴾ وَقَوْلِ مُحَمَّدٍ فِي شَكْوَاهُ. ﴿فَاصْفَحْ﴾ أَعْرِضْ عَنْ أَذَاهُمْ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب