الباحث القرآني

* الوقفات التدبرية ١- ﴿ذَٰلِكَ ٱلَّذِى يُبَشِّرُ ٱللَّهُ عِبَادَهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ وَعَمِلُوا۟ ٱلصَّٰلِحَٰتِ﴾ يقول تعالى لما ذكر روضات الجنات لعباده الذين آمنوا وعملوا الصالحات: ﴿ذلك الذي يبشر الله عباده الذين آمنوا وعملوا الصالحات﴾ أي: هذا حاصل لهم كائن لا محالة؛ ببشارة الله تعالى لهم به. [ابن كثير:٤/١١٤] السؤال: ما وجه البشارة للمؤمنين في هذه الآية؟ ٢- ﴿وَهُوَ ٱلَّذِى يَقْبَلُ ٱلتَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِۦ وَيَعْفُوا۟ عَنِ ٱلسَّيِّـَٔاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ﴾ لما كانت التوبة من الأعمال العظيمة التي قد تكون كاملة بسبب تمام الإخلاص والصدق فيها، وقد تكون ناقصة عند نقصهما، وقد تكون فاسدة إذا كان القصد منها بلوغ غرض من الأغراض الدنيوية، وكان محل ذلك القلب الذي لا يعلمه إلا الله؛ ختم هذه الآية بقوله ﴿ويعلم ما تفعلون﴾. [السعدي:٧٥٨] السؤال: لماذا ختمت الآية بقوله تعالى: ﴿ويعلم ما تفعلون﴾؟ ٣- ﴿وَهُوَ ٱلَّذِى يَقْبَلُ ٱلتَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِۦ وَيَعْفُوا۟ عَنِ ٱلسَّيِّـَٔاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ﴾ وفي ذكر اسم العباد دون نحو: الناس، أو التائبين، أو غير ذلك، إيماء إلى أن الله رفيق بعباده لمقام العبودية؛ فإن الخالق والصانع يحب صلاح مصنوعه. [ابن عاشور:٢٥/٩٠] السؤال: ما فائدة التعبير بالعباد دون الناس أو التائبين في الآية الكريمة؟ ٤- ﴿۞ وَلَوْ بَسَطَ ٱللَّهُ ٱلرِّزْقَ لِعِبَادِهِۦ لَبَغَوْا۟ فِى ٱلْأَرْضِ وَلَٰكِن يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَّا يَشَآءُ ۚ إِنَّهُۥ بِعِبَادِهِۦ خَبِيرٌۢ بَصِيرٌ﴾ قد يعلم من حال عبد أنه لو بسط عليه قاده ذلك إلى الفساد فيزوي عنه الدنيا مصلحة له؛ فليس ضيق الرزق هوانا ولا سعته فضيلة ... وروي: «إن من عبادي المؤمنين من يسألني الباب من العبادة وإني عليم أن لو أعطيته إياه لدخله العجب فأفسده. وإن من عبادي المؤمنين من لا يصلحه إلا الغنى ولو أفقرته لأفسده الفقر. وإن من عبادي المؤمنين من لا يصلحه إلا الفقر ولو أغنيته لأفسده الغنى». [القرطبي:١٨/٤٧٥. ] السؤال: هل سعة الرزق خير للإنسان على كل حال؟ ٥- ﴿وَهُوَ ٱلَّذِى يُنَزِّلُ ٱلْغَيْثَ مِنۢ بَعْدِ مَا قَنَطُوا۟ وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُۥ ۚ وَهُوَ ٱلْوَلِىُّ ٱلْحَمِيدُ﴾ وخصها بالذكر دون غيرها من النعم الدنيوية لأنها نعمة لا يختلف الناس فيها؛ لأنها أصل دوام الحياة بإيجاد الغذاء الصالح للناس والدواب. [ابن عاشور:٢٥/٩٥] السؤال: لماذا خص الغيث بالذكر بعد الرزق العام؟ ٦- ﴿وَهُوَ ٱلَّذِى يُنَزِّلُ ٱلْغَيْثَ مِنۢ بَعْدِ مَا قَنَطُوا۟ وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُۥ ۚ وَهُوَ ٱلْوَلِىُّ ٱلْحَمِيدُ﴾ وذكر صفتي ﴿الولي الحميد﴾ دون غيرهما لمناسبتهما للإغاثة؛ لأن ﴿الولي﴾ يحسن إلى مواليه، و ﴿الحميد﴾ يعطي ما يُحمد عليه. [ابن عاشور:٢٥/٩٦] السؤال: من أنسب الأسماء الحسنى في هذا الموضع ﴿الولي الحميد﴾ بين ذلك. ٧- ﴿وَمَآ أَصَٰبَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُوا۟ عَن كَثِيرٍ﴾ المعنى: أن المصائب التي تصيب الناس في أنفسهم وأموالهم إنما هي بسبب الذنوب. [ابن جزي:٢/٣٠٣] السؤال: ما رأيك فيمن يقول: إن سبب الكوارث أسباب طبيعية، والذنوب والمعاصي لا دخل لها بذلك؟ * التوجيهات ١- وعد الله بمحو الباطل، ﴿وَيَمْحُ ٱللَّهُ ٱلْبَٰطِلَ وَيُحِقُّ ٱلْحَقَّ بِكَلِمَٰتِهِۦٓ ۚ إِنَّهُۥ عَلِيمٌۢ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ﴾ ٢- حكمة الله سبحانه في قسمة الأرزاق بين الخلق،﴿۞ وَلَوْ بَسَطَ ٱللَّهُ ٱلرِّزْقَ لِعِبَادِهِۦ لَبَغَوْا۟ فِى ٱلْأَرْضِ وَلَٰكِن يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَّا يَشَآءُ ۚ إِنَّهُۥ بِعِبَادِهِۦ خَبِيرٌۢ بَصِيرٌ﴾ ٣- من مظاهر رحمة الله بخلقه نزول المطر, وهي نعمة تستوجب الشكر، ﴿وَهُوَ ٱلَّذِى يُنَزِّلُ ٱلْغَيْثَ مِنۢ بَعْدِ مَا قَنَطُوا۟ وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُۥ﴾ * العمل بالآيات ١- قل: اللهم اقبل توبتي واعف عن سيئاتي, ﴿وَهُوَ ٱلَّذِى يَقْبَلُ ٱلتَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِۦ وَيَعْفُوا۟ عَنِ ٱلسَّيِّـَٔاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ﴾ ٢- انظر أمرا أمر الله به ورد في الآيات واستجب له حتى يزيدك الله من فضله، ﴿وَيَسْتَجِيبُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ وَعَمِلُوا۟ ٱلصَّٰلِحَٰتِ وَيَزِيدُهُم مِّن فَضْلِهِۦ﴾ ٣- . تذكر مصيبة وقعت لك ثم أكثر من الاستغفار مستحضرا قوله تعالى: ﴿وَمَآ أَصَٰبَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُوا۟ عَن كَثِيرٍ﴾ * معاني الكلمات ﴿إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى﴾ لاَ تُؤْذُونِي فِي تَبْلِيغِ الدَّعْوَةِ؛ لِمَا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ مِنَ القَرَابَةِ. ﴿يَقْتَرِفْ حَسَنَةً﴾ يَكْتَسِبْ طَاعَةً. ﴿افْتَرَى﴾ اخْتَلَقَ. ﴿يَخْتِمْ﴾ يَطْبَعْ. ﴿لَبَغَوْا﴾ لَطَغَوْا وَتَجَبَّرُوا. ﴿قَنَطُوا﴾ يَئِسُوا مِنْ نُزُولِهِ. ﴿وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ﴾ يَبْسُطُ مَطَرَهُ. ﴿الْوَلِيُّ﴾ الَّذِي يَتَوَلَّى عِبَادَهُ بِإِحْسَانِهِ. ﴿بَثَّ﴾ فَرَّقَ، وَنَشَرَ. ﴿دَآبَّةٍ﴾ مَا يَدُبُّ عَلَى الأَرْضِ؛ مِنْ إِنْسٍ، وَحَيَوَانٍ، وَغَيْرِهِمَا. ﴿بِمُعْجِزِينَ﴾ بِفَائِتِينَ مِنَ العَذَابِ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب