الباحث القرآني

* الوقفات التدبرية ١- ﴿وَمَا كُنتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَن يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَآ أَبْصَٰرُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ﴾ في معناه وجهان: أحدهما: لم تقدروا أن تستتروا من سمعكم وأبصاركم وجلودكم؛ لأنها ملازمة لكم، فلم يمكنكم احتراس من ذلك، فشهدت عليكم. والآخر: لم تتحفظوا من شهادة سمعكم وأبصاركم وجلودكم؛ لأنكم لم تبالوا بشهادتها، ولم تظنوا أنها تشهد عليكم. [ابن جزي: ٢/٢٩١] السؤال: ما المراد بقوله: ﴿تستترون﴾؟ وما الفائدة التي تؤخذ من هذه الآية؟ ٢- ﴿وَذَٰلِكُمْ ظَنُّكُمُ ٱلَّذِى ظَنَنتُم بِرَبِّكُمْ أَرْدَىٰكُمْ فَأَصْبَحْتُم مِّنَ ٱلْخَٰسِرِينَ﴾ قال الحسن البصري: «إن قوماً ألهتهم الأماني حتى خرجوا من الدنيا وما لهم من حسنة، ويقول أحدهم: إني أحسن الظن بربي. وكذب؛ ولو أحسن الظن لأحسن العمل». [القرطبي: ١٨/٤٠٩- ٤١٠. ] السؤال: بين متى يكون حسن الظن بالله في غير محله. ٣- ﴿۞ وَقَيَّضْنَا لَهُمْ قُرَنَآءَ فَزَيَّنُوا۟ لَهُم مَّا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ﴾ أي: هيأنا لهم شياطين، وقيل: سلطنا عليهم قرناء يزينون عندهم المعاصي، وهؤلاء القرناء من الجن والشياطين، ومن الإنس أيضا. [القرطبي: ١٨/٤١١. ] السؤال: بينت الآية علامة إرادة الشر بالعبد، فما هي؟ ٤- ﴿وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوا۟ لَا تَسْمَعُوا۟ لِهَٰذَا ٱلْقُرْءَانِ وَٱلْغَوْا۟ فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ﴾ وهذا من شأن دعاة الضلال والباطل: أن يُكَمِّموا أفواه الناطقين بالحق والحجة بما يستطيعون من تخويف وتسويل، وترهيب وترغيب، ولا يَدعوا الناس يتجادلون بالحجة، ويتراجعون بالأدلة؛ لأنهم يوقنون أن حجة خصومهم أنهَضُ، فهم يسترونها ويدافعونها لا بمثلها؛ ولكن بأساليب من البهتان والتضليل، فإذا أعيتهم الحِيَل، ورأوا بوارق الحق تخفق؛ خَشُوا أن يعُمَّ نورُها الناسَ الذين فيهم بقية من خير ورشد، عدلوا إلى لغو الكلام، ونفخوا في أبواق اللغو. [ابن عاشور: ٢٤/٢٧٧] السؤال: بين من الآية الكريمة صفة من صفات أهل الضلال في صد الحق. ٥- ﴿وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوا۟ لَا تَسْمَعُوا۟ لِهَٰذَا ٱلْقُرْءَانِ وَٱلْغَوْا۟ فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ﴾ وهذه شهادة من الأعداء، وأوضح الحق ما شهدت به الأعداء؛ فإنهم لم يحكموا بغلبتهم لمن جاء بالحق إلا في حال الإعراض عنه والتواصي بذلك، ومفهوم كلامهم: أنهم إن لم يلغوا فيه، بل استمعوا إليه، وألقوا أذهانهم أنهم لا يَغلِبُون. [السعدي: ٧٤٨] السؤال: في الآية شهادة من الكفار للحق، ما وجه هذه الشهادة؟ ٦- ﴿وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوا۟ لَا تَسْمَعُوا۟ لِهَٰذَا ٱلْقُرْءَانِ وَٱلْغَوْا۟ فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ﴾ قال ابن عباس رضي الله عنهما: «يعني الغطوا فيه»، وكان بعضهم يوصي إلى بعض: إذا رأيتم محمدًا يقرأ فعارضوه بالرجز والشعر واللغو، قال مجاهد: والغوا فيه بالمكاء والصفير، وقال الضحاك: أكثروا الكلام؛ فيختلط عليه ما يقول. [القرطبي: ٤/٦٥. ] السؤال: في الآية بيان لبعض أساليب المفسدين في منع الإفادة من الذكر والمواعظ، وضحها. ٧- ﴿وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوا۟ رَبَّنَآ أَرِنَا ٱلَّذَيْنِ أَضَلَّانَا مِنَ ٱلْجِنِّ وَٱلْإِنسِ نَجْعَلْهُمَا تَحْتَ أَقْدَامِنَا لِيَكُونَا مِنَ ٱلْأَسْفَلِينَ﴾ ثم ذكر عز وجل مقالة كفار يوم القيامة إذا دخلوا النار؛ فإنهم يرون عظيم ما حل بهم وسوء منقلبهم، فتجول أفكارهم فيمن كان سبب غوايتهم وبادي ضلالتهم، فيعظم غيظهم وحنقهم عليه، ويودون أن يحصل في أشد عذاب، فحينئذ يقولون: ﴿ربنا أرنا اللذين أضلانا﴾. [ابن عطية: ٥/١٤] السؤال: ما الذي دفع أصحاب النار لطلب أن يكون تحت أقدامهم من أضلهم من الجن والإنس؟ * التوجيهات ١- أحسن الظن بالله مخالفةً لظن المشركين به، ﴿وَذَٰلِكُمْ ظَنُّكُمُ ٱلَّذِى ظَنَنتُم بِرَبِّكُمْ أَرْدَىٰكُمْ فَأَصْبَحْتُم مِّنَ ٱلْخَٰسِرِينَ﴾ ٢- من الناس من يصبر في سبيل طاعة الله، ومن الناس من يصبر في سبيل معصية الله، ﴿فَإِن يَصْبِرُوا۟ فَٱلنَّارُ مَثْوًى لَّهُمْ﴾ ٣- إذا خالفت أوامر المتبوعين أوامر الله هلكوا وأهلكوا من يتبعهم، ﴿وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوا۟ رَبَّنَآ أَرِنَا ٱلَّذَيْنِ أَضَلَّانَا مِنَ ٱلْجِنِّ وَٱلْإِنسِ نَجْعَلْهُمَا تَحْتَ أَقْدَامِنَا لِيَكُونَا مِنَ ٱلْأَسْفَلِينَ﴾ * العمل بالآيات ١- حدد من يزين لك فعل السوء واحذر من مجالسته، ﴿۞ وَقَيَّضْنَا لَهُمْ قُرَنَآءَ فَزَيَّنُوا۟ لَهُم مَّا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ﴾ ٢- ألح على الله تعالى بالدعاء أن يرزقك جليساًً صالحاًً، وأن يصرف عنك جُلساء السوء، ﴿۞ وَقَيَّضْنَا لَهُمْ قُرَنَآءَ فَزَيَّنُوا۟ لَهُم مَّا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ﴾ ٣- استمع إلى أحد المشايخ المجيدين في قراءة القرآن متدبراًً الآيات، ﴿وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوا۟ لَا تَسْمَعُوا۟ لِهَٰذَا ٱلْقُرْءَانِ وَٱلْغَوْا۟ فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ﴾ * معاني الكلمات ﴿تَسْتَتِرُونَ﴾ تَسْتَخْفُونَ عِنْدَ ارْتِكَابِكُمُ المَعَاصِيَ. ﴿أَنْ يَشْهَدَ﴾ خَوْفًا مِنْ أَنْ يَشْهَدَ. ﴿أَرْدَاكُمْ﴾ أَهْلَكَكُمْ. ﴿مَثْوىً﴾ مَأْوًى وَمَسْكَنٌ. ﴿يَسْتَعْتِبُوا﴾ يَطْلُبُوا العُتْبَى وَهِيَ المَغْفِرَةُ. ﴿فَمَا هُمْ مِنَ الْمُعْتَبِينَ﴾ مَا هُمْ مِنَ المُجَابِينَ إِلَى مَا طَلَبُوا. ﴿وَقَيَّضْنَا﴾ هَيَّأْنَا. ﴿قُرَنَاءَ﴾ مُصَاحِبِينَ مِنْ شَيَاطِينِ الإِنْسِ وَالجِنِّ. ﴿وَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ﴾ وَجَبَ عَلَيْهِمُ الوَعِيدُ بِالعَذَابِ. ﴿خَلَتْ﴾ مَضَتْ. ﴿وَالْغَوْا فِيهِ﴾ ائْتُوا بِاللَّغْوِ؛ مِنَ الصَّفِيرِ، وَالصِّيَاحِ، وَالجَلَبَةِ، عِنْدَ قِرَاءَتِهِ. ﴿الأَسْفَلِينَ﴾ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب