الباحث القرآني

* الوقفات التدبرية ١- ﴿وَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ ٱلَّذِى تَسَآءَلُونَ بِهِۦ وَٱلْأَرْحَامَ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾ مقام المراقبة -وهو مقام شريف- أصله: علمٌ وحال؛ أما العلم فهو: معرفة العبد أن الله مطلع عليه، ناظر إليه، يرى جميع أعماله، ويسمع جميع أقواله، ويعلم كل ما يخطر على باله. وأما الحال فهي: ملازمة هذا العلم للقلب بحيث يغلب عليه، ولا يغفل عنه. ولا يكفي العلم دون هذه الحال. [ابن جزي: ١/١٧٢] السؤال: ما أصل المراقبة؟ ٢- ﴿وَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ ٱلَّذِى تَسَآءَلُونَ بِهِۦ وَٱلْأَرْحَامَ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾ وأعيد فعل ﴿اتقوا﴾؛ لأن هذه التقوى مأمور بها المسلمون خاصة؛ فإنهم قد بقيت فيهم بقية من عوائد الجاهلية لا يشعرون بها؛ وهي التساهل في حقوق الأرحام والأيتام. [ابن عاشور: ٤/٢١٧] السؤال: لماذا كرر الأمر بالتقوى مرتين في هذه الآية؟ ٣- ﴿وَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ ٱلَّذِى تَسَآءَلُونَ بِهِۦ وَٱلْأَرْحَامَ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾ الموجب الداعي لتقواه تساؤلكم به، وتعظيمكم، حتى إنكم إذا أردتم قضاء حاجاتكم ومآربكم توسلتم لها بالسؤال بالله، فيقول من يريد ذلك لغيره: أسألك بالله أن تفعل الأمر الفلاني؛ لعلمه بما قام في قلبه من تعظيم الله الداعي أن لا يرد من سأله بالله، فكما عظمتموه بذلك فلتعظموه بعبادته وتقواه [. السعدي: ١٦٣] السؤال: نعظم الله سبحانه في أمور، ونغفل عن تعظيمه في أمور أخرى، وضح ذلك؟ ٤- ﴿وَءَاتُوا۟ ٱلْيَتَٰمَىٰٓ أَمْوَٰلَهُمْ ۖ وَلَا تَتَبَدَّلُوا۟ ٱلْخَبِيثَ بِٱلطَّيِّبِ﴾ قد تقدم في السورة الماضية ذكر قصة أحد التي انكشفت عن أيتام، ثم ذكر في قوله تعالى: ﴿كل نفس ذائقة الموت﴾ أن الموت مشرع لا بد لكل نفس من وروده؛ علم أنه [لا] بد من وجود الأيتام في كل وقت، فدعا إلى العفة والعدل فيهم؛ لأنهم بعد الأرحام أولى من يتقى الله فيه، ويخشى مراقبته بسببه، فقال: ﴿وآتوا اليتامى﴾. [البقاعي: ٢/٢٠٧] السؤال: ما مناسبة ذكر الأيتام في سورة النساء بعد ذكر الموت وقصة أحد في آخر آل عمران؟ ٥- ﴿فَٱنكِحُوا۟ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ ٱلنِّسَآءِ مَثْنَىٰ وَثُلَٰثَ وَرُبَٰعَ﴾ فاختاروا على نظركم، ومن أحسن ما يختار من ذلك صفة الدين؛ كما قال النبي ﷺ: ﴿تنكح المرأة لأربع: لمالها ولجمالها ولحسبها ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يمينك﴾. وفي هذه الآية أنه ينبغي للإنسان أن يختار قبل النكاح، بل وقد أباح له الشارع النظر إلى من يريد تزوجها؛ ليكون على بصيرة من أمره. [السعدي: ١٦٤] السؤال: في قوله تعالى ﴿ما طاب لكم﴾ إشارة إلى أهمية اختيار الزوجة، بين ذلك؟ ٦- ﴿فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا۟ فَوَٰحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَٰنُكُمْ﴾ وفي هذا: أن تعرض العبد للأمر الذي يخاف منه الجور والظلم وعدم القيام بالواجب -ولو كان مباحاً- أنه لا ينبغي له أن يتعرض له، بل يلزم السعة والعافية؛ فإن العافية خير ما أعطي العبد. [السعدي: ١٦٤] السؤال: إذا غلب على الظن حصول الظلم؛ فمن الحكمة الابتعاد عن أسبابه, وضح ذلك من الآية؟ ٧- ﴿وَلَا تُؤْتُوا۟ ٱلسُّفَهَآءَ أَمْوَٰلَكُمُ ٱلَّتِى جَعَلَ ٱللَّهُ لَكُمْ قِيَٰمًا﴾ في الآية إشارة إلى مدح الأموال، وكان السلف يقولون: المال سلاح المؤمن، ولأن أترك مالا يحاسبني الله تعالى عليه خير من أن أحتاج إلى الناس ... وكانوا يقولون: اتجروا، واكتسبوا؛ فإنكم في زمان إذا احتاج أحدكم كان أول ما يأكل دينه. [الألوسي: ٤/٢٠٢] السؤال: إلى ما ذا يشير قوله: ﴿أموالكم التي جعل الله لكم قياماً﴾؟ * التوجيهات ١- من غلب على ظنه عدم القدرة على العدل بين الزوجات فلا يُعَدِّد، ﴿فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا۟ فَوَٰحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَٰنُكُمْ﴾ ٢- تعامل مع مال اليتيم كما تحب أن يتعامل الناس مع مال ورثتك بعد موتك، ﴿وَلَا تُؤْتُوا۟ ٱلسُّفَهَآءَ أَمْوَٰلَكُمُ ٱلَّتِى جَعَلَ ٱللَّهُ لَكُمْ قِيَٰمًا وَٱرْزُقُوهُمْ فِيهَا وَٱكْسُوهُمْ وَقُولُوا۟ لَهُمْ قَوْلًا مَّعْرُوفًا﴾ ٣- الأمر بوجود شاهد عند دفع المال لليتيم تبرئة لذمة القائم على المال، وحفظا لسمعته، ﴿فَإِذَا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوَٰلَهُمْ فَأَشْهِدُوا۟ عَلَيْهِمْ﴾ * العمل بالآيات ١- ابدأ اليوم بوضع جدول لزيارة أرحامك، والاتصال على البعيد منهم، ﴿وَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ ٱلَّذِى تَسَآءَلُونَ بِهِۦ وَٱلْأَرْحَامَ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾ ٢- ساعد أيتاما على حفظ مالهم، ﴿وَءَاتُوا۟ ٱلْيَتَٰمَىٰٓ أَمْوَٰلَهُمْ﴾ ٣- ضع ميزانية شخصية توازن فيها بين متطلبات الدنيا والآخرة، ﴿وَلَا تُؤْتُوا۟ ٱلسُّفَهَآءَ أَمْوَٰلَكُمُ ٱلَّتِى جَعَلَ ٱللَّهُ لَكُمْ قِيَٰمًا وَٱرْزُقُوهُمْ فِيهَا وَٱكْسُوهُمْ وَقُولُوا۟ لَهُمْ قَوْلًا مَّعْرُوفًا﴾ * معاني الكلمات ﴿حُوبًا﴾ إِثْمًا. ﴿تُقْسِطُوا﴾ تَعْدِلُوا. ﴿أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُوا﴾ أَقْرَبُ إِلَى عَدَمِ الْجَوْرِ. ﴿صَدُقَاتِهِنَّ﴾ مُهُورِهِنَّ. ﴿نِحْلَةً﴾ فَرِيضَةً عَنْ طِيبِ نَفْسٍ. ﴿هَنِيئًا مَرِيئًا﴾ حَلاَلاً طَيِّبًا. ﴿السُّفَهَاءَ﴾ مَنْ لاَ يُحْسِنُونَ التَّصَرُّفَ فِي الْمَالِ. ﴿وَابْتَلُوا﴾ اخْتَبِرُوا. ﴿آنَسْتُمْ﴾ عَلِمْتُمْ. ﴿رُشْدًا﴾ حُسْنَ تَصَرُّفٍ فِي الأَمْوَالِ. ﴿وَبِدَارًا﴾ مُبَادَرَةً. ﴿حَسِيبًا﴾ مُحَاسِبًا، وَشَاهِدًا.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب