الباحث القرآني

* الوقفات التدبرية ١- ﴿وَٱلصُّلْحُ خَيْرٌ ۗ وَأُحْضِرَتِ ٱلْأَنفُسُ ٱلشُّحَّ﴾ جبلت النفوس على الشح؛ وهو عدم الرغبة في بذل ما على الإنسان، والحرص على الحق الذي له؛ فالنفوس مجبولة على ذلك طبعاًً؛ أي: فينبغي لكم أن تحرصوا على قلع هذا الخلق الدنيء من نفوسكم، وتستبدلوا به ضده؛ وهو السماحة، وهو بذل الحق الذي عليك، والاقتناع ببعض الحق الذي لك. [السعدي: ٢٠٧] السؤال: ما تعريف الشح باختصار، وما علاجه؟ ٢- ﴿وَأُحْضِرَتِ ٱلْأَنفُسُ ٱلشُّحَّ ۚ وَإِن تُحْسِنُوا۟ وَتَتَّقُوا۟ فَإِنَّ ٱللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا﴾ ﴿وإن تحسنوا﴾ أي: توقعوا الإحسان بالإقامة على نكاحكم وما نُدِبتم إليه من حسن العشرة وإن كنتم كارهين. ﴿وتتقوا﴾ أي: توقعوا التقوى بمجانبة كل ما يؤذي نوع أذى؛ إشارة إلى أن الشحيح لا محسن، ولا متق. ﴿فإن الله كان بما تعملون خبيراً﴾ أي: بالغ العلم به، وأنتم تعلمون أنه أكرم الأكرمين؛ فهو مجازيكم عليه أحسن جزاء. [البقاعي: ٢/٣٢٩] السؤال: الجزاء من جنس العمل، وضح ذلك من الآية؟ ٣- ﴿وَإِن تُصْلِحُوا۟ وَتَتَّقُوا۟ فَإِنَّ ٱللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا﴾ ﴿وإن تصلحوا﴾ ما بينكم وبين زوجاتكم؛ بإجبار أنفسكم على فعل ما لا تهواه النفس، احتساباً وقياماً بحق الزوجة، ﴿فإن الله كان غفوراً رحيماً﴾: يغفر ما صدر منكم من الذنوب والتقصير في الحق الواجـب، ويرحمكم كما عطفتم على أزواجكم ورحمتموهن. [السعدي: ٢٠٧] السؤال: ما جزاء إحسان الزوج إلى زوجته، وعطفه عليها؟ ٤- ﴿وَلَن تَسْتَطِيعُوٓا۟ أَن تَعْدِلُوا۟ بَيْنَ ٱلنِّسَآءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ ۖ فَلَا تَمِيلُوا۟ كُلَّ ٱلْمَيْلِ﴾ لاتجوروا على المرغوب عنها كل الجور؛ فتمنعوها حقها من غير رضا منها، واعدلوا ما استطعتم؛ فان عجزكم عن حقيقة العدل لا يمنع عن تكليفكم بما دونها من المراتب التى تستطيعونها. [الألوسي: ٥/١٦٢] السؤال: العجز عن كمال العدل هل يعتبر مبرراًً لوقوع الظلم؟ ٥- ﴿وَلَن تَسْتَطِيعُوٓا۟ أَن تَعْدِلُوا۟ بَيْنَ ٱلنِّسَآءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ ۖ فَلَا تَمِيلُوا۟ كُلَّ ٱلْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَٱلْمُعَلَّقَةِ ۚ وَإِن تُصْلِحُوا۟ وَتَتَّقُوا۟ فَإِنَّ ٱللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا﴾ ﴿ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء﴾ معناه: العدل التام الكامل في الأقوال، والأفعال، والمحبة، وغير ذلك، فرفع الله ذلك عن عباده؛ فإنهم لا يستطيعون. [ابن جزي: ١/٢١٣] السؤال: ما العدل الذي لا يستطيعه الزوج بين زوجاته؟ ٦- ﴿إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ أَيُّهَا ٱلنَّاسُ وَيَأْتِ بِـَٔاخَرِينَ﴾ قال بعض السلف: ما أهون العباد على الله إذا أضاعوا أمره. [ابن كثير: ١/٥٣٥] السؤال: ما القيمة الحقيقية للإنسان عند الله سبحانه وتعالى؟ ٧- ﴿مَّن كَانَ يُرِيدُ ثَوَابَ ٱلدُّنْيَا فَعِندَ ٱللَّهِ ثَوَابُ ٱلدُّنْيَا وَٱلْءَاخِرَةِ﴾ عند ﴿الله﴾ أي: الذي له الكمال المطلق، ﴿ثواب الدنيا﴾: الخسيسة الفانية، ﴿والآخرة﴾ أي: النفيسة الباقية؛ فليطلبها منه؛ فإنه يعطي من أراد ما شاء. ومن علت همته عن ذلك فأقبل بقلبه إليه، وقصر همه عليه فلم يطلب إلا الباقي؛ جمع سبحانه وتعالى له بينهما؛ كمن يجاهد لله خالصاً؛ فإنه يجمع له بين الأجر والمغنم. [البقاعي: ٢/٣٣٣] السؤال: ماذا تفيد من قوله تعالى: ﴿فعند الله ثواب الدنيا والآخرة﴾؟ * التوجيهات ١- الصلح أحب إلى الله سبحانه من الطلاق، ﴿وَإِنِ ٱمْرَأَةٌ خَافَتْ مِنۢ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَآ أَن يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا ۚ وَٱلصُّلْحُ خَيْرٌ﴾ ٢- احذر من مطاوعة النفس على الشح والطمع، وربها على الإيثار والسماحة، ﴿ۗ وَأُحْضِرَتِ ٱلْأَنفُسُ ٱلشُّحَّ﴾ ٣- لا تجعل الدنيا أكبر همك، ﴿مَّن كَانَ يُرِيدُ ثَوَابَ ٱلدُّنْيَا فَعِندَ ٱللَّهِ ثَوَابُ ٱلدُّنْيَا وَٱلْءَاخِرَةِ﴾ * العمل بالآيات ١- أصلح أو شارك في الإصلاح بين زوجين مختلفين، ﴿وَإِنِ ٱمْرَأَةٌ خَافَتْ مِنۢ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَآ أَن يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا ۚ وَٱلصُّلْحُ خَيْرٌ﴾ ٢- سل الله تعالى أن يرزقك الإنصاف والعدل، ودرب نفسك على ذلك، ﴿وَلَن تَسْتَطِيعُوٓا۟ أَن تَعْدِلُوا۟ بَيْنَ ٱلنِّسَآءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ﴾ ٣- تذكر أمراًً ضاق عليك، وادع الله تعالى بصفتيه: ﴿الواسع﴾ و﴿الحكيم﴾ أن يفرجه لك، ﴿وَكَانَ ٱللَّهُ وَٰسِعًا حَكِيمًا﴾ * معاني الكلمات ﴿نُشُوزًا﴾ تَرَفُّعًا وَانْصِرَافًا عَنْهَا. ﴿وَأُحْضِرَتِ الأَنْفُسُ الشُّحَّ﴾ جُبِلَتْ عَلَى الشُّحِّ وَالْبُخْلِ. ﴿فَتَذَرُوهَا﴾ تَتْرُكُوهَا. ﴿كَالْمُعَلَّقَةِ﴾ الَّتِي لَيْسَتْ بِذَاتِ زَوْجٍ، وَلاَ مُطَلَّقَةٍ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب