الباحث القرآني

* الوقفات التدبرية ١- ﴿ٱصْبِرْ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَٱذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُۥدَ ذَا ٱلْأَيْدِ ۖ إِنَّهُۥٓ أَوَّابٌ﴾ ذكر داود ومن بعده من الأنبياء في هذه السورة فيه تسلية للنبي- صلى لله عليه وسلم- ،ووعد له بالنصر، وتفريج الكرب، وإعانة له على ما أمر به من الصبر؛ وذلك أن الله ذكر ما أنعم به على داود من تسخير الطير والجبال، وشدّة ملكه، وإعطائه الحكمة، وفصل الخطاب، ثم الخاتمة له في الآخرة بالزلفى وحسن المآب؛ فكأنه يقول: يا محمد كما أنعمنا على داود بهذه النعم كذلك ننعم عليك، فاصبر ولا تحزن على ما يقولون. [ابن جزي:٢/٢٤٩] السؤال: ما المناسبة بين أمر الله لسيدنا محمد ﷺ بالصبر، وأمره له بذكر داود؟ ٢- ﴿ٱصْبِرْ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَٱذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُۥدَ ذَا ٱلْأَيْدِ﴾ من الفوائد والحكم في قصة داود ... أن الله تعالى يمدح ويحب القوة في طاعته؛ قوة القلب والبدن؛ فإنه يحصل منها من آثار الطاعة وحسنها وكثرتها ما لا يحصل مع الوهن وعدم القوة، وأن العبد ينبغي له تعاطي أسبابها، وعدم الركون إلى الكسل والبطالة المخلقة بالقوى المضعفة للنفس. [السعدي:٧١٣] السؤال: إن الله تعالى يحب القوة في طاعته، بين ذلك من خلال وصفه تعالى لداود- عليه السلام- بأنه ﴿ذا الأيد﴾ أي: ذا القوة. ٣- ﴿وَءَاتَيْنَٰهُ ٱلْحِكْمَةَ وَفَصْلَ ٱلْخِطَابِ﴾ من الفوائد والحكم في قصة داود ... أن من أكبر نِعَم الله على عبده أن يرزقه العلم النافع، ويعرف الحكم والفصل بين الناس، كما امتن الله به على عبده داود عليه السلام. [السعدي:٧١٣] السؤال: ماذا تستفيد من امتنان الله على داود بإتيانه الحكمة؟ ٤- ﴿إِنَّ هَٰذَآ أَخِى لَهُۥ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِىَ نَعْجَةٌ وَٰحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِى فِى ٱلْخِطَابِ (٢٣) قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَىٰ نِعَاجِهِۦ ۖ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ ٱلْخُلَطَآءِ لَيَبْغِى بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ إِلَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ وَعَمِلُوا۟ ٱلصَّٰلِحَٰتِ وَقَلِيلٌ مَّا هُمْ ۗ وَظَنَّ دَاوُۥدُ أَنَّمَا فَتَنَّٰهُ فَٱسْتَغْفَرَ رَبَّهُۥ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ ۩﴾ وفي كتب بني إسرائيل في هذه القصة صور لا تليق، وقد حدث بها قصاص في صدر هذه الأمة، فقال علي بن أبي طالب- رضي الله عنه-: من حدث بما قال هؤلاء القصاص في أمر داود- عليه السلام- جلدته حدين لما ارتكب من حرمة من رفع الله محله. [ابن عطية:٤/٤٩٩] السؤال: فيما نقل عن علي بن أبي طالب- رضي الله عنه- في هذه القصة حفظ لمقام النبوة، وضح ذلك. ٥- ﴿وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ ٱلْخُلَطَآءِ لَيَبْغِى بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ إِلَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ وَعَمِلُوا۟ ٱلصَّٰلِحَٰتِ وَقَلِيلٌ مَّا هُمْ ۗ وَظَنَّ دَاوُۥدُ أَنَّمَا فَتَنَّٰهُ فَٱسْتَغْفَرَ رَبَّهُۥ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ ۩﴾ ﴿إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات﴾؛ فإنهم لا يظلمون أحداً، ﴿وقليل ما هم﴾ يعني: الصالحين . [القرطبي:١٨/١٧٢] السؤال: حثت الآية على أهمية مراعاة الإيمان والصلاح في اختيار الشريك، وضح ذلك. ٦- ﴿وَظَنَّ دَاوُۥدُ أَنَّمَا فَتَنَّٰهُ فَٱسْتَغْفَرَ رَبَّهُۥ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ ۩ (٢٤) فَغَفَرْنَا لَهُۥ ذَٰلِكَ﴾ الاستغفار والعبادة -خصوصاً الصلاة- من مكفرات الذنوب؛ فإن الله رتب مغفرة ذنب داود على استغفاره وسجوده. [السعدي:٧١٣] السؤال: من خلال الآية: ما أهمية الصلاة في تكفير الذنوب؟ ٧- ﴿يَٰدَاوُۥدُ إِنَّا جَعَلْنَٰكَ خَلِيفَةً فِى ٱلْأَرْضِ فَٱحْكُم بَيْنَ ٱلنَّاسِ بِٱلْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ ٱلْهَوَىٰ فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ ۚ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌۢ بِمَا نَسُوا۟ يَوْمَ ٱلْحِسَابِ﴾ ومعظم الكمالات صعبة على النفس؛ لأنها ترجع إلى تهذيب النفس، والارتقاء بها عن حضيض الحيوانية، فالاسترسال في اتباعها وقوع في الرذائل في الغالب. [ابن عاشور:٢٣/٢٤٤] السؤال: اتباع الهوى ينافي إدراك الكمالات، بين هذا المعنى من الآية الكريمة. * التوجيهات ١- كن دائم التذكر والتحدث عن قصص الأنبياء والصالحين، ﴿۞ وَهَلْ أَتَىٰكَ نَبَؤُا۟ ٱلْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا۟ ٱلْمِحْرَابَ﴾ ٢- اصبر على أذى من آذاك، ﴿ٱصْبِرْ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَٱذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُۥدَ ذَا ٱلْأَيْدِ ۖ إِنَّهُۥٓ أَوَّابٌ﴾ ٣- احذر اتباع الهوى؛ فهو سبب الضلال والإضلال، والزم العدل والحق في حكمك، ﴿يَٰدَاوُۥدُ إِنَّا جَعَلْنَٰكَ خَلِيفَةً فِى ٱلْأَرْضِ فَٱحْكُم بَيْنَ ٱلنَّاسِ بِٱلْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ ٱلْهَوَىٰ فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ﴾ * العمل بالآيات ١- اتخذ لنفسك ورداً من التسبيح وغيره من الأذكار في الصباح والمساء،﴿إِنَّا سَخَّرْنَا ٱلْجِبَالَ مَعَهُۥ يُسَبِّحْنَ بِٱلْعَشِىِّ وَٱلْإِشْرَاقِ﴾ ٢- قل: «اللهم إني أعوذ بك أن أضِل أو أُضَل، أو أزِل أو أُزَل، أو أَظْلِم أو أُظْلَم، أو أَجهَل أو يُجهَل علي»، ﴿وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ ٱلْخُلَطَآءِ لَيَبْغِى بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ إِلَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ وَعَمِلُوا۟ ٱلصَّٰلِحَٰتِ وَقَلِيلٌ مَّا هُمْ﴾ ٣- استغفر الله مائة مرة؛ واسأل الله أن يقبل استغفارك، ﴿فَٱسْتَغْفَرَ رَبَّهُۥ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ ۩ (٢٤) فَغَفَرْنَا لَهُۥ ذَٰلِكَ ۖ وَإِنَّ لَهُۥ عِندَنَا لَزُلْفَىٰ وَحُسْنَ مَـَٔابٍ﴾ * معاني الكلمات ﴿ذَا الأَيدِ﴾ صَاحِبَ القَُوَّةِ عَلَى الطَّاعَةِ، وَفِي الحَربِ. ﴿أَوَّابٌ﴾ كَثِيرُ الرُّجُوعِ إِلَى مَا يُرضِي اللهَ. ﴿وَلاَ تُشطِط﴾ لاَ تَجُر فِي حُكمِكَ، وَلاَ تَظلِم. ﴿أَكفِلنِيهَا﴾ أَعطِنِيهَا، وَانزِل لِي عَنهَا. ﴿الخُلَطَاءِ﴾ الشُّرَكَاءِ. ﴿لَزُلفَى﴾ لَقُربَى وَمَكَانَةً. ﴿مَآبٍ﴾ مَرجِعٍ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب