* الوقفات التدبرية
١- ﴿إِذْ جَآءَ رَبَّهُۥ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ﴾
مخلص من الشرك والشك، وقال عوف الأعرابي: سألت محمد بن سيرين: ما القلب السليم ؟ فقال: الناصح لله- عز وجل- في خلقه . [القرطبي:١٨/٥٠]
السؤال: ما سمات القلب السليم لنتصف بها؟
٢- ﴿فَمَا ظَنُّكُم بِرَبِّ ٱلْعَٰلَمِينَ﴾
فما ظنكم برب العالمين أن يفعل بكم وقد عبدتم معه غيره؟ وهذا ترهيبٌ لهم بالجزاء بالعقاب على الإقامة على شركهم. [السعدي:٧٠٥]
السؤال: في الآية تخويفٌ وترهيبٌ للمشركين، بيِّن وجه ذلك.
٣- ﴿فَرَاغَ إِلَىٰٓ ءَالِهَتِهِمْ فَقَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ﴾
إنما قال ذلك على وجه الاستهزاء بالذين يعبدون تلك الأصنام. [ابن جزي:٢/٢٣٨]
السؤال: كيف خاطب إبراهيم- عليه السلام- الأصنام وهي لا تعقل؟
٤- ﴿وَقَالَ إِنِّى ذَاهِبٌ إِلَىٰ رَبِّى سَيَهْدِينِ﴾
هذه الآية أصل في الهجرة والعزلة، وأول من فعل ذلك إبراهيم عليه السلام، وذلك حين خلصه الله من النار؛ قال: ﴿إني ذاهب إلى ربي﴾ أي: مهاجر من بلد قومي ومولدي إلى حيث أتمكن من عبادة ربي. [القرطبي:١٨/٥٩]
السؤال: متى تشرع العزلة أو الهجرة للمؤمن؟
٥- ﴿رَبِّ هَبْ لِى مِنَ ٱلصَّٰلِحِينَ﴾
ووصفه بأنه من الصالحين لأن نعمة الولد تكون أكمل إذا كان صالحاً؛ فإن صلاح الأبناء قُرة عين للآباء، ومن صلاحهم برُّهم بوالديهم. [ابن عاشور:٢٣/١٤٨]
السؤال: بين أهمية الدعاء بالولد الصالح.
٦- ﴿فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ ٱلسَّعْىَ قَالَ يَٰبُنَىَّ إِنِّىٓ أَرَىٰ فِى ٱلْمَنَامِ أَنِّىٓ أَذْبَحُكَ فَٱنظُرْ مَاذَا تَرَىٰ ۚ قَالَ يَٰٓأَبَتِ ٱفْعَلْ مَا تُؤْمَرُ ۖ سَتَجِدُنِىٓ إِن شَآءَ ٱللَّهُ مِنَ ٱلصَّٰبِرِينَ﴾
إن قيل: لم شاوره في أمر هو حتم من الله؟ فالجواب: أنه لم يشاوره ليرجع إلى رأيه، ولكن ليعلم ما عنده، فيثبت قلبه، ويوطن نفسه على الصبر، فأجابه بأحسن جواب. [ابن جزي:٢/٢٣٨]
السؤال: لم شاور إبراهيم- عليه السلام- ابنه مع أن رؤيا الأنبياء حق؟
٧- ﴿سَتَجِدُنِىٓ إِن شَآءَ ٱللَّهُ مِنَ ٱلصَّٰبِرِينَ﴾
أخبر أباه أنه مُوَطِّنٌ نفسه على الصبر، وقرن ذلك بمشيئة الله تعالى؛ لأنه لا يكون شيء بدون مشيئة الله تعالى. [السعدي:٧٠٦]
السؤال: ما فائدة قرن إسماعيل صبره بمشيئة الله تعالى؟
* التوجيهات
١- كن من المحسنين؛ وذلك بإحسانك عبادة ربك، وبإحسانك إلى الناس، ﴿إِنَّا كَذَٰلِكَ نَجْزِى ٱلْمُحْسِنِينَ﴾
٢- طهر قلبك من كل دنس، واسأل الله سلامة قلبك، ﴿إِذْ جَآءَ رَبَّهُۥ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ﴾
٣- أنكر المنكر بحكمة إذا رأيته، ولو كان من أقرب قريب؛ كالأب ونحوه، ﴿إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِۦ مَاذَا تَعْبُدُونَ (٨٥) أَئِفْكًا ءَالِهَةً دُونَ ٱللَّهِ تُرِيدُونَ﴾
* العمل بالآيات
١- استعذ بالله من أمراض الشهوات والشبهات، ﴿إِذْ جَآءَ رَبَّهُۥ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ﴾
٢- قل: اللهم ارزقني ذرية صالحة؛ إنك سميع الدعاء، ﴿رَبِّ هَبْ لِى مِنَ ٱلصَّٰلِحِينَ﴾
٣- ساعد والدك وأجب طلبه على وجه السرعة،﴿قَالَ يَٰٓأَبَتِ ٱفْعَلْ مَا تُؤْمَرُ ۖ سَتَجِدُنِىٓ إِن شَآءَ ٱللَّهُ مِنَ ٱلصَّٰبِرِينَ (١٠٢)﴾
* معاني الكلمات
﴿وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ﴾ أَبْقَيْنَا لَهُ ذِكْرًا جَمِيلاً.
﴿فِي الآخِرِينَ﴾ فِيمَنْ جَاءَ بَعْدَهُ مِنَ النَّاسِ.
﴿شِيعَتِهِ﴾ مَنْ تَابَعَهُ عَلَى دِينِهِ، وَمِنْهَاجِهِ.
﴿سَلِيمٍ﴾ بَرِيءٍ مِنْ كُلِّ اعْتِقَادٍ بَاطِلٍ، وَخُلُقٍ ذَمِيمٍ.
﴿أَإِفْكًا آلِهَةً﴾ أَتُرِيدُونَ آلِهَةً مُخْتَلَقَةً تَعْبُدُونَهَا؟!
﴿فَنَظَرَ﴾ رَفَعَ بَصَرَهُ إِلَى النُّجُومِ مُتَفَكِّرًا فِيمَا يَعْتَذِرُ بِهِ مِنَ الخُرُوجِ مَعَهُمْ.
﴿سَقِيمٌ﴾ مَرِيضٌ؛ وَهَذَا تَعْرِيضٌ مِنْهُ؛ أَرَادَ: أَنِّي لاَ أَخْلُو مِنْ سَقَمٍ كَعَادَةِ النَّاسِ أَوْ أَنِّي ضَعِيفٌ، أَوْ سَقِيمُ القَلْبِ مِنْ عِبَادَتِكُمْ غَيْرَ الله.
﴿فَرَاغَ إِلَى آلِهَتِهِمْ﴾ مَالَ بِخُفْيَةٍ مُسْرِعًا إِلَى الأَصْنَامِ.
﴿بِالْيَمِينِ﴾ بِيَدِهِ اليُمْنَى.
﴿يَزِفُّونَ﴾ يَعْدُونَ مُسْرِعِينَ غَاضِبِينَ.
﴿بِغُلاَمٍ حَلِيمٍ﴾ هُوَ: إِسْمَاعِيلُ عليه السلام.
﴿بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ﴾ وَصَلَ دَرَجَةَ العَمَلِ مَعَهُ، وَقَضَاءِ حَوَائِجِهِ.
{"ayahs_start":77,"ayahs":["وَجَعَلۡنَا ذُرِّیَّتَهُۥ هُمُ ٱلۡبَاقِینَ","وَتَرَكۡنَا عَلَیۡهِ فِی ٱلۡـَٔاخِرِینَ","سَلَـٰمٌ عَلَىٰ نُوحࣲ فِی ٱلۡعَـٰلَمِینَ","إِنَّا كَذَ ٰلِكَ نَجۡزِی ٱلۡمُحۡسِنِینَ","إِنَّهُۥ مِنۡ عِبَادِنَا ٱلۡمُؤۡمِنِینَ","ثُمَّ أَغۡرَقۡنَا ٱلۡـَٔاخَرِینَ","۞ وَإِنَّ مِن شِیعَتِهِۦ لَإِبۡرَ ٰهِیمَ","إِذۡ جَاۤءَ رَبَّهُۥ بِقَلۡبࣲ سَلِیمٍ","إِذۡ قَالَ لِأَبِیهِ وَقَوۡمِهِۦ مَاذَا تَعۡبُدُونَ","أَىِٕفۡكًا ءَالِهَةࣰ دُونَ ٱللَّهِ تُرِیدُونَ","فَمَا ظَنُّكُم بِرَبِّ ٱلۡعَـٰلَمِینَ","فَنَظَرَ نَظۡرَةࣰ فِی ٱلنُّجُومِ","فَقَالَ إِنِّی سَقِیمࣱ","فَتَوَلَّوۡا۟ عَنۡهُ مُدۡبِرِینَ","فَرَاغَ إِلَىٰۤ ءَالِهَتِهِمۡ فَقَالَ أَلَا تَأۡكُلُونَ","مَا لَكُمۡ لَا تَنطِقُونَ","فَرَاغَ عَلَیۡهِمۡ ضَرۡبَۢا بِٱلۡیَمِینِ","فَأَقۡبَلُوۤا۟ إِلَیۡهِ یَزِفُّونَ","قَالَ أَتَعۡبُدُونَ مَا تَنۡحِتُونَ","وَٱللَّهُ خَلَقَكُمۡ وَمَا تَعۡمَلُونَ","قَالُوا۟ ٱبۡنُوا۟ لَهُۥ بُنۡیَـٰنࣰا فَأَلۡقُوهُ فِی ٱلۡجَحِیمِ","فَأَرَادُوا۟ بِهِۦ كَیۡدࣰا فَجَعَلۡنَـٰهُمُ ٱلۡأَسۡفَلِینَ","وَقَالَ إِنِّی ذَاهِبٌ إِلَىٰ رَبِّی سَیَهۡدِینِ","رَبِّ هَبۡ لِی مِنَ ٱلصَّـٰلِحِینَ","فَبَشَّرۡنَـٰهُ بِغُلَـٰمٍ حَلِیمࣲ","فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ ٱلسَّعۡیَ قَالَ یَـٰبُنَیَّ إِنِّیۤ أَرَىٰ فِی ٱلۡمَنَامِ أَنِّیۤ أَذۡبَحُكَ فَٱنظُرۡ مَاذَا تَرَىٰۚ قَالَ یَـٰۤأَبَتِ ٱفۡعَلۡ مَا تُؤۡمَرُۖ سَتَجِدُنِیۤ إِن شَاۤءَ ٱللَّهُ مِنَ ٱلصَّـٰبِرِینَ"],"ayah":"قَالُوا۟ ٱبۡنُوا۟ لَهُۥ بُنۡیَـٰنࣰا فَأَلۡقُوهُ فِی ٱلۡجَحِیمِ"}