* الوقفات التدبرية
١- ﴿وَلَا تَنفَعُ ٱلشَّفَٰعَةُ عِندَهُۥٓ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ﴾
وهذا تنبيه من الله تعالى وإخبار أن الملائكة مع اصطفائهم ورفعتهم لا يمكنهم أن يشفعوا لأحد حتى يؤذن لهم، فإذا أذن لهم وسمعوا صعقوا، وكانت هذه حالهم؛ فكيف تشفع الأصنام؟! أو كيف تؤملون أنتم الشفاعة ولا تعترفون بالقيامة؟! [القرطبي:١٧/٣١١]
السؤال: بين عظم أمر الشفاعة عند الله يوم القيامة من هذه الآية.
٢- ﴿ۚ حَتَّىٰٓ إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمْ قَالُوا۟ مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ ۖ قَالُوا۟ ٱلْحَقَّ ۖ وَهُوَ ٱلْعَلِىُّ ٱلْكَبِيرُ﴾
تظاهرت الأحاديث عن رسول الله أن هذه الآية في الملائكة- عليهم السلام- فإنهم إذا سمعوا الوحي إلى جبريل يفزعون لذلك فزعاً عظيماً، فإذا زال الفزع عن قلوبهم قال بعضهم لبعض: ماذا قال ربكم؟ فيقولون: قال الحق. [ابن جزي:٢/٢٠٥]
السؤال: في هذه الآية دليل على عظَمة الوحي, بيّن ذلك.
٣- ﴿حَتَّىٰٓ إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمْ قَالُوا۟ مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ ۖ قَالُوا۟ ٱلْحَقَّ ۖ وَهُوَ ٱلْعَلِىُّ ٱلْكَبِيرُ﴾
وتخصيص هاتين الصفتين لمناسبة مقام الجواب، أي: قد قضى بالحق لكل أحد بما يستحقه؛ فإنه لا يخفى عليه حال أحد، ولا يعوقه عن إيصاله إلى حقه عائق. [ابن عاشور:٢٢/١٩٠- ١٩١]
السؤال: ما فائدة تخصيص صفتي: ﴿العلي الكبير﴾ بالذكر في الآية الكريمة؟
٤- ﴿وَإِنَّآ أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَىٰ هُدًى أَوْ فِى ضَلَٰلٍ مُّبِينٍ﴾
أي: واحد من الفريقين مبطل، والآخر محق؛ لا سبيل إلى أن تكونوا أنتم ونحن على الهدى أو على الضلال، بل واحد منا مصيب. [ابن كثير:٣/٥١٦]
السؤال: ما رأيك فيمن يهون من الخلافات بين الفرق وبين الديانات، ويرى أن كل واحد مصيب؟
٥- ﴿قُلْ يَجْمَعُ بَيْنَنَا رَبُّنَا ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنَا بِٱلْحَقِّ وَهُوَ ٱلْفَتَّاحُ ٱلْعَلِيمُ﴾
وإنما أتبع ﴿الفتاح﴾ بـــ﴿العليم﴾ للدلالة على أن حكمه عدْلُ مَحض؛ لأنه عليم لا تحفّ بحكمه أسباب الخطأ والجور الناشئة عن الجهل والعجز واتباع الضعف النفساني الناشيء عن الجهل بالأحوال والعواقب. [ابن عاشور:٢٢/١٩٥]
السؤال: لماذا أتبع اسمه تعالى ﴿الفتاح﴾ باسمه سبحانه ﴿العليم﴾؟
٦- ﴿وَمَآ أَرْسَلْنَٰكَ إِلَّا كَآفَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾
هذا إعلام من الله تعالى بأنه بعث محمدا ﷺ إلى جميع العالم ... وهذه إحدى الخصال التي خص بها محمد ﷺ من بين الأنبياء. [ابن عطية:٤/٤٢٠]
السؤال: ذكرت الآية خصلة مما خص به نبينا محمد ﷺ فما هي؟
٧- ﴿وَلَوْ تَرَىٰٓ إِذِ ٱلظَّٰلِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِندَ رَبِّهِمْ يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ ٱلْقَوْلَ يَقُولُ ٱلَّذِينَ ٱسْتُضْعِفُوا۟ لِلَّذِينَ ٱسْتَكْبَرُوا۟ لَوْلَآ أَنتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ﴾
﴿ولو ترى﴾ يا محمد ﴿إذ الظالمون موقوفون عند ربهم﴾ أي: محبوسون في موقف الحساب، يتراجعون الكلام فيما بينهم باللوم والعتاب بعد أن كانوا في الدنيا أخلاء متناصرين. وجواب ﴿لو﴾ محذوف؛ أي: لرأيت أمراً هائلاً فظيعاً. [القرطبي:١٧/٣١٦]
السؤال: صف حال الأخلاء من المشركين إذا وقفوا بين يدي الله تعالى.
* التوجيهات
١- سل الله أن يملأ قلبك من خشيته وتعظيمه ومحبته، ﴿حَتَّىٰٓ إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمْ قَالُوا۟ مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ ۖ قَالُوا۟ ٱلْحَقَّ ۖ وَهُوَ ٱلْعَلِىُّ ٱلْكَبِيرُ﴾
٢- تذكر أن الرازق هو الله وحده، فلا تسأل سواه، ﴿۞ قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضِ ۖ قُلِ ٱللَّهُ﴾
٣- استخدم في دعوتك التبشير بالخير، والإنذار من الشر، ﴿بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾
* العمل بالآيات
١- ادع الله أن يشفعك فيمن تحب، ﴿وَلَا تَنفَعُ ٱلشَّفَٰعَةُ عِندَهُۥٓ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُۥ﴾
٢- سل الله سبحانه أن يُشَفِّع فيك أنبياءه وملائكته وصالحي خلقه، ولا تسألها من أحدٍ غيره كائناً من كان، ﴿وَلَا تَنفَعُ ٱلشَّفَٰعَةُ عِندَهُۥٓ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُۥ﴾
٣- اشكر الله سبحانه وتعالى على رزقه الذي رزقك إياه، ﴿۞ قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضِ﴾
* معاني الكلمات
﴿فُزِّعَ﴾ زَالَ الفَزَعُ عَنْ قُلُوبِهِمْ.
﴿يَفْتَحُ﴾ يَقْضِي.
﴿بِالْحَقِّ﴾ بِالعَدْلِ.
﴿الْفَتَّاحُ﴾ الحَاكِمُ بَيْنَ خَلْقِهِ.
﴿وَلاَ بِالَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ﴾ وَلاَ بِالَّذِي تَقَدَّمَهُ مِنَ التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ وَالزَّبُورِ.
﴿مَوْقُوفُونَ﴾ مَحْبُوسُونَ فِي مَوْقِفِ الحِسَابِ.
﴿يَرْجِعُ﴾ يَرُدُّ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ.
{"ayahs_start":23,"ayahs":["وَلَا تَنفَعُ ٱلشَّفَـٰعَةُ عِندَهُۥۤ إِلَّا لِمَنۡ أَذِنَ لَهُۥۚ حَتَّىٰۤ إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمۡ قَالُوا۟ مَاذَا قَالَ رَبُّكُمۡۖ قَالُوا۟ ٱلۡحَقَّۖ وَهُوَ ٱلۡعَلِیُّ ٱلۡكَبِیرُ","۞ قُلۡ مَن یَرۡزُقُكُم مِّنَ ٱلسَّمَـٰوَ ٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ قُلِ ٱللَّهُۖ وَإِنَّاۤ أَوۡ إِیَّاكُمۡ لَعَلَىٰ هُدًى أَوۡ فِی ضَلَـٰلࣲ مُّبِینࣲ","قُل لَّا تُسۡـَٔلُونَ عَمَّاۤ أَجۡرَمۡنَا وَلَا نُسۡـَٔلُ عَمَّا تَعۡمَلُونَ","قُلۡ یَجۡمَعُ بَیۡنَنَا رَبُّنَا ثُمَّ یَفۡتَحُ بَیۡنَنَا بِٱلۡحَقِّ وَهُوَ ٱلۡفَتَّاحُ ٱلۡعَلِیمُ","قُلۡ أَرُونِیَ ٱلَّذِینَ أَلۡحَقۡتُم بِهِۦ شُرَكَاۤءَۖ كَلَّاۚ بَلۡ هُوَ ٱللَّهُ ٱلۡعَزِیزُ ٱلۡحَكِیمُ","وَمَاۤ أَرۡسَلۡنَـٰكَ إِلَّا كَاۤفَّةࣰ لِّلنَّاسِ بَشِیرࣰا وَنَذِیرࣰا وَلَـٰكِنَّ أَكۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا یَعۡلَمُونَ","وَیَقُولُونَ مَتَىٰ هَـٰذَا ٱلۡوَعۡدُ إِن كُنتُمۡ صَـٰدِقِینَ","قُل لَّكُم مِّیعَادُ یَوۡمࣲ لَّا تَسۡتَـٔۡخِرُونَ عَنۡهُ سَاعَةࣰ وَلَا تَسۡتَقۡدِمُونَ","وَقَالَ ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ لَن نُّؤۡمِنَ بِهَـٰذَا ٱلۡقُرۡءَانِ وَلَا بِٱلَّذِی بَیۡنَ یَدَیۡهِۗ وَلَوۡ تَرَىٰۤ إِذِ ٱلظَّـٰلِمُونَ مَوۡقُوفُونَ عِندَ رَبِّهِمۡ یَرۡجِعُ بَعۡضُهُمۡ إِلَىٰ بَعۡضٍ ٱلۡقَوۡلَ یَقُولُ ٱلَّذِینَ ٱسۡتُضۡعِفُوا۟ لِلَّذِینَ ٱسۡتَكۡبَرُوا۟ لَوۡلَاۤ أَنتُمۡ لَكُنَّا مُؤۡمِنِینَ"],"ayah":"وَلَا تَنفَعُ ٱلشَّفَـٰعَةُ عِندَهُۥۤ إِلَّا لِمَنۡ أَذِنَ لَهُۥۚ حَتَّىٰۤ إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمۡ قَالُوا۟ مَاذَا قَالَ رَبُّكُمۡۖ قَالُوا۟ ٱلۡحَقَّۖ وَهُوَ ٱلۡعَلِیُّ ٱلۡكَبِیرُ"}