الباحث القرآني

* الوقفات التدبرية ١- ﴿لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِى مَسْكَنِهِمْ ءَايَةٌ﴾ جرَّ خبرُ سليمان عليه السلام إلى ذكر سبأ لما بين مُلك سليمان وبين مملكة سبأ من الاتصال بسبب قصة ﴿ بلقيس ﴾. ولأن في حال أهل سبأ مضادة لأحوال داود وسليمان؛ إذ كان هذان مثلاً في إسباغ النعمة على الشاكرين، وكان أولئك مثلاً لسلب النعمة عن الكافرين. [ابن عاشور:٢٢/١٦٥] السؤال: اذكر مناسبات مجيء قصة سبأ بعد قصة سليمان عليه السلام. ٢- ﴿فَأَعْرَضُوا۟ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ ٱلْعَرِمِ وَبَدَّلْنَٰهُم بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَىْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَىْءٍ مِّن سِدْرٍ قَلِيلٍ﴾ ﴿ فَأَعْرَضُواْ﴾ أي: أعرضوا عن شكر الله، أو عن طاعة الأنبياء. [ابن جزي:٢/٢٠٣] السؤال: ما الأمر الذي أعرض عنه أهل سبأ وبسببه تبدَّل حالهم؟ ٣- ﴿وَبَدَّلْنَٰهُم بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَىْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَىْءٍ مِّن سِدْرٍ قَلِيلٍ﴾ وهذا من جنس عملهم؛ فكما بدلوا الشكر الحسن بالكفر القبيح، بدلوا تلك النعمة بما ذكر. [السعدي:٦٧٧] السؤال: تكلم عن قاعدة ﴿الجزاء من جنس العمل﴾ من خلال الآية الكريمة. ٤- ﴿وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ ٱلْقُرَى ٱلَّتِى بَٰرَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَٰهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا ٱلسَّيْرَ ۖ سِيرُوا۟ فِيهَا لَيَالِىَ وَأَيَّامًا ءَامِنِينَ﴾ وقوله تعالى: ﴿وَقَدَّرْنا فِيهَا السَّيْرَ﴾ هو ما ذكرناه من أن المسافر فيها كان يبيت في قرية ويقيل في أخرى على أي طريق سلك؛ لا يعوزه ذلك. وقوله تعالى: ﴿سِيرُوا﴾ معناه: قلنا لهم. و﴿آمِنِينَ﴾ معناه: من الخوف من الناس المفسدين، وآمِنِينَ من الجوع والعطش وآفات المسافر. [ابن عطية:٤/٤١٦] السؤال: ما معنى كل من: ﴿وَقَدَّرْنا فِيهَا السَّيْرَ﴾ و﴿آمِنِينَ﴾ الواردين في الآية ؟ ٥- ﴿إِنَّ فِى ذَٰلِكَ لَءَايَٰتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ﴾ وجُمع ﴿ الآيات ﴾ لأن في تلك القصة عدة آيات وعِبَر؛ فحالةُ مساكنهم آية على قدرة الله ورحمته وإنعامه ... وفي إرسال سيل العرم عَليهم آية على انفراده تعالى بالتصرف، وعلى أنه المنتقم ... وفي انعكاس حالهم من الرفاهة إلى الشظف آية على تقلب الأحوال وتغير العالم ... وفي ذلك آية مِن عدم الاطمئنان لدوام حال في الخير والشر. وفيما كان من عمران إقليمهم واتساع قراهم إلى بلاد الشام آية على مبلغ العمران وعظم السلطان من آيات التصرفات، وآية على أن الأمن أساس العمران. وفي تمنيهم زوال ذلك آية على ما قد تبلغه العقول من الانحطاط المفضي إلى اختلال أمور الأمة وذهاب عظمتها، وفيما صاروا إليه من النزوحِ عن الأوطان والتشتت في الأرض آية على ما يُلجىء الاضطرارُ إليه الناس من ارتكاب الأخطار والمكاره... والجمع بين ﴿ صبار ﴾ و﴿ شكور﴾ في الوصف لإِفادة أن واجب المؤمن التخلق بالخُلقين وهما: الصبر على المكاره، والشكر على النعم، وهؤلاء المتحدث عنهم لم يشكروا النعمة فبطروها، ولم يصبروا على ما أصابهم من زوالها. [ابن عاشور:٢٢/١٨٠] السؤال: لماذا جمعت كلمة ﴿ الآيات ﴾ في الآية؟ ولماذا جمع في آخرها بين ﴿ صبار ﴾ و﴿ شكور﴾؟ ٦- ﴿وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُۥ فَٱتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقًا مِّنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ﴾ قال ابن قتيبة : إن إبليس لما سأل النظرة فأنظره الله، قال: لأغوينهم ولأضلنهم، لم يكن مستيقناً وقت هذه المقالة أن ما قاله فيهم يتم، وإنما قاله ظنا، فلما اتبعوه وأطاعوه صدق عليهم ما ظنه فيهم. قال الحسن: لم يسل عليهم سيفاً ولا ضربهم بسوط، وإنما وعدهم ومناهم فاغتروا. [البغوي:٣/٦٠٤] السؤال: بين كيف صدق عليهم إبليس ظنه. ٧- ﴿وَمَا كَانَ لَهُۥ عَلَيْهِم مِّن سُلْطَٰنٍ إِلَّا لِنَعْلَمَ مَن يُؤْمِنُ بِٱلْءَاخِرَةِ مِمَّنْ هُوَ مِنْهَا فِى شَكٍّ ۗ وَرَبُّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَىْءٍ حَفِيظٌ﴾ لم يقهرهم إبليس على الكفر ، وإنما كان منه الدعاء والتزيين ... لم تكن له حجة يتتبعهم بها، وإنما اتبعوه بشهوة وتقليد وهوى نفس لا عن حجة ودليل. [البغوي:٣/٦٠٤] السؤال: هل لإبليس قوة يقهر بها الإنسان على الكفر والمعاصي؟ * التوجيهات ١- احذر من كفر نعم الله تعالى، ﴿ذَٰلِكَ جَزَيْنَٰهُم بِمَا كَفَرُوا۟ ۖ وَهَلْ نُجَٰزِىٓ إِلَّا ٱلْكَفُورَ﴾ ٢- ادعُ بما ينفعك واحذر من الدعاء بما يضرك، ﴿فَقَالُوا۟ رَبَّنَا بَٰعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا وَظَلَمُوٓا۟ أَنفُسَهُمْ فَجَعَلْنَٰهُمْ أَحَادِيثَ وَمَزَّقْنَٰهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ﴾ ٣- . احذر وساوس الشيطان ونزغاته، ﴿وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُۥ فَٱتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقًا مِّنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ﴾ * العمل بالآيات ١- سمّ الله قبل الأكل، واحمده بعده؛ شكراً لله تعالى، ﴿كُلُوا۟ مِن رِّزْقِ رَبِّكُمْ وَٱشْكُرُوا۟ لَهُۥ ۚ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ﴾ ٢- عدد ثـلاث عـواقب من عـواقب كفر النعم من خلال آيـات قـصة سـبأ﴿لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِى مَسْكَنِهِمْ ءَايَةٌ ۖ جَنَّتَانِ عَن يَمِينٍ وَشِمَالٍ ۖ كُلُوا۟ مِن رِّزْقِ رَبِّكُمْ وَٱشْكُرُوا۟ لَهُۥ ۚ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ﴾ ٣- ارسل رسالة لأقاربك وزملائك تذكّرهم بالعقوبات الإلهية لمن أعرض عن دين الله، ﴿فَأَعْرَضُوا۟ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ ٱلْعَرِمِ وَبَدَّلْنَٰهُم بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَىْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَىْءٍ مِّن سِدْرٍ قَلِيلٍ﴾ * معاني الكلمات ﴿لِسَبَإٍ﴾ قَبِيلَةٍ بِاليَمَنِ سُمُّوا بِاسْمِ جَدِّهِمْ. ﴿آيَةٌ﴾ دَلاَلَةٌ عَلَى قُدْرَتِنَا. ﴿جَنَّتَانِ﴾ بُسْتَانَانِ. ﴿بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ﴾ كَرِيمَةُ التُّرْبَةِ، طَيِّبَةُ الهَوَاءِ. ﴿سَيْلَ الْعَرِمِ﴾ السَّيْلَ الجَارِفَ الشَّدِيدَ الَّذِي خَرَّبَ السَّدَّ، وَأَغْرَقَ البَسَاتِينَ. ﴿ذَوَاتَيْ﴾ صَاحِبَتَيْ. ﴿أُكُلٍ خَمْطٍ﴾ ثَمَرٍ مُرٍّ، كَرِيهِ الطَّعْمِ. ﴿وَأَثْلٍ﴾ شَجَرٍ مَعْرُوفٍ شَبِيهٍ بِالطَّرْفَاءِ، لاَ ثَمَرَ لَهُ. ﴿سِدْرٍ﴾ شَجَرِ النَّبَقِ، كَثِيرِ الشَّوْكِ. ﴿الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا﴾ قُرَى الشَّامِ. ﴿قُرىً ظَاهِرَةً﴾ مُدُنًا مُتَّصِلَةً يُرَى بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ. ﴿وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ﴾ جَعَلْنَا السَّيْرَ بَيْنَهَا عَلَى مَرَاحِلَ مُتَقَارِبَةٍ. ﴿فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ﴾ جَعَلْنَاهُمْ عِبَرًا وَأَحَادِيثَ لِمَنْ يَأْتِي بَعْدَهُمْ. ﴿وَمَزَّقْنَاهُمْ﴾ فَرَّقْنَاهُمْ فِي البِلاَدِ. ﴿صَدَّقَ عَلَيْهِمْ﴾ حَقَّقَ عَلَيْهِمْ. ﴿سُلْطَانٍ﴾ قَهْرٍ عَلَى الكُفْرِ. ﴿مِثْقَالَ ذَرَّةٍ﴾ وَزْنَ نَمْلَةٍ صَغِيرَةٍ. ﴿شِرْكٍ﴾ شَرَاكَةٍ فِي الخَلْقِ. ﴿ظَهِيرٍ﴾ مُعِينٍ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب