الباحث القرآني

* الوقفات التدبرية ١- ﴿وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ ٱلسَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبًا (٦٣) إِنَّ ٱللَّهَ لَعَنَ ٱلْكَٰفِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيرًا﴾ ومجرد مجيء الساعة قرباً وبعداً ليس تحته نتيجة ولا فائدة، وإنما النتيجة والخسار والربح والشقاء والسعادة: هل يستحق العبد العذاب، أو يستحق الثواب؟! فهذه سأخبركم بها، وأصف لكم مستحقها، فوصف مستحق العذاب، ووصف العذاب؛ لأن الوصف المذكور منطبق على هؤلاء المكذبين بالساعة، فقال: ﴿إن الله لعن الكافرين﴾. [السعدي:٦٧٢] السؤال: ما الحكمة من ذكر عذاب الكافرين بعد ذكر قرب الساعة؟ ٢- ﴿يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِى ٱلنَّارِ يَقُولُونَ يَٰلَيْتَنَآ أَطَعْنَا ٱللَّهَ وَأَطَعْنَا ٱلرَّسُولَا۠﴾ وتخصيص الوجوه بالذكر من بين سائر الأعضاء؛ لأن حر النار يؤذي الوجوه أشد مما يؤذي بقية الجلد؛ لأن الوجوه مقرّ الحواس الرقيقة: العيون، والأفواه، والآذان، والمنافس؛ كقوله تعالى: ﴿أفمن يتقي بوجهه سوء العذاب يوم القيامة﴾ [الزمر:٢٤]. [ابن عاشور:٢٢/١١٦] السؤال: لماذا خصت الوجوه بالذكر من بين سائر الأعضاء في الآية الكريمة؟ ٣- ﴿فَبَرَّأَهُ ٱللَّهُ مِمَّا قَالُوا۟ ۚ وَكَانَ عِندَ ٱللَّهِ وَجِيهًا﴾ قال ابن عباس: «كان حظياً عند الله لا يسأل شيئاً إلا أعطاه»، وقال الحسن: «كان مستجاب الدعوة»، وقيل: كان محبباً مقبولاً. [البغوي:٣/٥٨٨] السؤال: بين منزلة موسى- عليه السلام- عند ربه تعالى. ٤- ﴿وَقُولُوا۟ قَوْلًا سَدِيدًا (٧٠) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَٰلَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾ ﴿وقولوا قولا سديداً﴾: قال ابن عباس: صواباً، وقال قتادة: عدلاً، وقال الحسن: صدقاً ... ﴿يصلح لكم أعمالكم﴾: قال ابن عباس: يتقبل حسناتكم، وقال مقاتل : يزك أعمالكم. ﴿ويغفرلكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً﴾: أي: ظفر بالخير كله. [البغوي:٣/٥٨٩] السؤال: ما العواقب الحسنة لحفظ اللسان وتحري القول السديد؟ ٥- ﴿إِنَّا عَرَضْنَا ٱلْأَمَانَةَ عَلَى ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضِ وَٱلْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا ٱلْإِنسَٰنُ ۖ إِنَّهُۥ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا﴾ الأمانة هي التكاليف الشرعية من: التزام الطاعات وترك المعاصي، وقيل: هي الأمانة في الأموال، وقيل: غسل الجنابة، والصحيح العموم في التكاليف. [ابن جزي:٢/١٩٨] السؤال: ما الأمانة التي حمّلنا الله إياها؟ ٦- ﴿إِنَّا عَرَضْنَا ٱلْأَمَانَةَ عَلَى ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضِ وَٱلْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا ٱلْإِنسَٰنُ ۖ إِنَّهُۥ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا﴾ وعطف الجبال على الأرض وهي منها؛ لأن الجبال أعظم الأجزاء المعروفة من ظاهر الأرض، وهي التي تشاهد الأبصارُ عظمتها. [ابن عاشور:٢٢/١٢٥] السؤال: لماذا عطف الجبال على الأرض وهي منها؟ ٧- ﴿إِنَّا عَرَضْنَا ٱلْأَمَانَةَ عَلَى ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضِ وَٱلْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا ٱلْإِنسَٰنُ ۖ إِنَّهُۥ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا (٧٢) لِّيُعَذِّبَ ٱللَّهُ ٱلْمُنَٰفِقِينَ وَٱلْمُنَٰفِقَٰتِ وَٱلْمُشْرِكِينَ وَٱلْمُشْرِكَٰتِ وَيَتُوبَ ٱللَّهُ عَلَى ٱلْمُؤْمِنِينَ وَٱلْمُؤْمِنَٰتِ ۗ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًۢا﴾ يعظم تعالى شأن الأمانة التي ائتمن الله عليها المكلفين ... فانقسم الناس بحسب قيامهم بها وعدمه إلى ثلاثة أقسام: منافقون أظهروا أنهم قاموا بها ظاهراً لا باطناً، ومشركون تركوها ظاهراً وباطناً، ومؤمنون قائمون بها ظاهراً وباطناً، فذكر الله تعالى أعمال هذه الأقسام الثلاثة، وما لهم من الثواب والعقاب، فقال: ﴿ليعذب الله المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات ويتوب الله على المؤمنين والمؤمنات وكان الله غفوراً رحيماً﴾. [السعدي:٦٧٤] السؤال: ما أقسام الناس تجاه الأمانة؟ * التوجيهات ١- لا تتبع سيداً ولا كبيراً في معصية الله؛ فإنهم لن يغنوا عنك من الله شيئا، ﴿وَقَالُوا۟ رَبَّنَآ إِنَّآ أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَآءَنَا فَأَضَلُّونَا ٱلسَّبِيلَا۠﴾ ٢- أحسن إلى عباد الله، ولا تؤذ مسلماً؛ خصوصا العلماء والمصلحين، ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ لَا تَكُونُوا۟ كَٱلَّذِينَ ءَاذَوْا۟ مُوسَىٰ فَبَرَّأَهُ ٱللَّهُ مِمَّا قَالُوا۟﴾ ٣- تذكر عظيم الأمانة التي تحملها ابن آدم، ﴿إِنَّا عَرَضْنَا ٱلْأَمَانَةَ عَلَى ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضِ وَٱلْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا ٱلْإِنسَٰنُ ۖ إِنَّهُۥ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا﴾ * العمل بالآيات ١- قل: اللهم اصرف عني عذاب جهنم إن عذابها كان غراما، ﴿يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِى ٱلنَّارِ يَقُولُونَ يَٰلَيْتَنَآ أَطَعْنَا ٱللَّهَ وَأَطَعْنَا ٱلرَّسُولَا۠﴾ ٢- دافع بكتابة رسالةٍ أو مقالٍ، أو بإلقاء كلمة عن رجلٍ صالح اتهم زوراً وبهتاناً، ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ لَا تَكُونُوا۟ كَٱلَّذِينَ ءَاذَوْا۟ مُوسَىٰ فَبَرَّأَهُ ٱللَّهُ مِمَّا قَالُوا۟ ۚ وَكَانَ عِندَ ٱللَّهِ وَجِيهًا﴾ ٣- قل: اللهم سدد لساني، واهد قلبي، ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ ٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ وَقُولُوا۟ قَوْلًا سَدِيدًا﴾ * معاني الكلمات ﴿سَعِيرًا﴾ نَارًا مُوقَدَةً، شَدِيدَةَ الحَرَارَةِ. ﴿السَّبِيلاَ﴾ طَرِيقَ الهُدَى. ﴿ضِعْفَيْنِ﴾ مِثْلَيْنِ. ﴿وَجِيهًا﴾ عَظِيمَ القَدْرِ. ﴿سَدِيدًا﴾ مُوَافِقًا لِلحَقِّ، خَالِيًا مِنَ الكَذِبِ وَالبَاطِلِ. ﴿الأَمَانَةَ﴾ مَا أَمَرَ اللهُ بِهِ، وَنَهَى عَنْهُ. ﴿فَأَبَيْنَ﴾ امْتَنَعْنَ. ﴿وَأَشْفَقْنَ﴾ خِفْنَ مِنَ الخِيَانَةِ فِيهَا.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب