الباحث القرآني

* الوقفات التدبرية ١- ﴿۞ ٱللَّهُ ٱلَّذِى خَلَقَكُم مِّن ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنۢ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنۢ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً ۚ يَخْلُقُ مَا يَشَآءُ ۖ وَهُوَ ٱلْعَلِيمُ ٱلْقَدِيرُ﴾ وذكر وصف العلم والقدرة؛ لأن التطور هو مقتضى الحكمة؛ وهي من شؤون العلم. [ابن عاشور:٢١/١٢٨] السؤال: ما مناسبة ختام الآية الكريمة بصفتي: ﴿العليم القدير﴾ ؟ ٢- ﴿۞ ٱللَّهُ ٱلَّذِى خَلَقَكُم مِّن ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنۢ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنۢ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً ۚ يَخْلُقُ مَا يَشَآءُ ۖ وَهُوَ ٱلْعَلِيمُ ٱلْقَدِيرُ﴾ ﴿خلقكم من ضعف﴾ الضعف الأول: كون الإنسان من ماء مهين، وكونه ضعيفاً في حال الطفولية، والضعف الثاني الأخير الهرم. [ابن جزي:٢/١٧١] السؤال: وضح ما المراد بالضعفين الواردين في الآية. ٣- ﴿وَيَوْمَ تَقُومُ ٱلسَّاعَةُ يُقْسِمُ ٱلْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا۟ غَيْرَ سَاعَةٍ﴾ يخبر تعالى عن جهل الكفار في الدنيا والآخرة، ففي الدنيا فعلوا ما فعلوا من عبادة الأوثان، وفي الآخرة يكون منهم جهل عظيم أيضاً، فمنه: إقسامهم بالله أنهم ما لبثوا غير ساعة واحدة في الدنيا، ومقصودهم بذلك: عدم قيام الحجة عليهم، وأنهم لم ينظروا حتى يعذر إليهم. [ابن كثير:٣/٤٢٤] السؤال: دلَّت الآية على جهل الكفار في الدنيا والآخرة، بَيِّن ذلك. ٤- ﴿وَقَالَ ٱلَّذِينَ أُوتُوا۟ ٱلْعِلْمَ وَٱلْإِيمَٰنَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِى كِتَٰبِ ٱللَّهِ إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْبَعْثِ ۖ فَهَٰذَا يَوْمُ ٱلْبَعْثِ وَلَٰكِنَّكُمْ كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾ وعطف الإيمان على العلم للاهتمام به؛ لأن العلم بدون إيمان لا يرشد إلى العقائد الحق التي بها الفوز في الحياة الآخرة. [ابن عاشور:٢١/١٣١] السؤال: لماذا عطف الإيمان على العلم في الآية الكريمة؟ ٥- ﴿كَذَٰلِكَ يَطْبَعُ ٱللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِ ٱلَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ﴾ أي: يختم ﴿الله﴾ الذي جلت عظمته، وعظمت قدرته ﴿على قلوب الذين لا يعلمون﴾ أي: لا يطلبون العلم، ولا يتحرون الحق، بل يصرون على خرافات اعتقدوها، وترهات ابتدعوها؛ فإن الجهل المركب يمنع إدراك الحق، ويوجب تكذيب المحق، ومن هنا قالوا: هو شر من الجهل البسيط. [الألوسي:١١/٦٠- ٦١] السؤال: بين خطر عدم تحري الحق، والإصرار على الجهل. ٦- ﴿فَٱصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ ٱللَّهِ حَقٌّ﴾ وهذا مما يعين على الصبر؛ فإن العبد إذا علم أن عمله غير ضائع، بل سيجده كاملاً؛ هان عليه ما يلقاه من المكاره، ويسر عليه كل عسير. [السعدي:٦٤٦] السؤال: لماذا ذكر الصبر قبل ذكر الله أن وعده حقٌ؟ ٧- ﴿وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ ٱلَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ﴾ وهذا مما يدل على أن كل مؤمن موقن: رزين العقل يسهل عليه الصبر، وكل ضعيف اليقين: ضعيف العقل خفيفه؛ فالأول بمنْزلة اللب، والآخر بمنْزلة القشور. [السعدي:٦٤٦] السؤال: هذه الآية تدل على اختلاف عقول من يقع عليهم الابتلاء، بَيِّن ذلك. * التوجيهات ١- احذر أن تضيع قوة شبابك وصحتك في غفلة ولهو، ﴿۞ ٱللَّهُ ٱلَّذِى خَلَقَكُم مِّن ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنۢ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنۢ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً﴾ ٢- العلم عطية من الله تعالى، والجهد والذكاء مجرد سبب، فأكثر من قولك: ﴿رب زدني علماً﴾، ﴿وَقَالَ ٱلَّذِينَ أُوتُوا۟ ٱلْعِلْمَ وَٱلْإِيمَٰنَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِى كِتَٰبِ ٱللَّهِ إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْبَعْثِ ۖ فَهَٰذَا يَوْمُ ٱلْبَعْثِ وَلَٰكِنَّكُمْ كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾ ٣- أسوأ أحوال الإنسان عندما يطبع على قلبه لكثرة ذنوبه؛ فيصبح لا يفهم، ولا يعقل شيئا، ﴿كَذَٰلِكَ يَطْبَعُ ٱللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِ ٱلَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ﴾ * العمل بالآيات ١- سل الله تعالى حسن الخاتمة،﴿ثُمَّ جَعَلَ مِنۢ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنۢ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً﴾ ٢- تُبْ إلى الله سبحانه من كل ذنوبك قبل أن يأتي يوم لا تنفع فيه التوبة ﴿فَيَوْمَئِذٍ لَّا يَنفَعُ ٱلَّذِينَ ظَلَمُوا۟ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ﴾ ٣- ادع الله تعالى أن يجعل قلبك سليماً, وأن يثبت قلبك على دينه, ﴿كَذَٰلِكَ يَطْبَعُ ٱللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِ ٱلَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ﴾ * معاني الكلمات ﴿مُصْفَرًّا﴾ صَارَ أَصْفَرَ بَعْدَ خُضْرَتِهِ؛ مِنَ الفَسَادِ. ﴿مِنْ ضَعْفٍ﴾ مِنَ النُّطْفَةِ المَهِينَةِ. ﴿مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً﴾ بَعْدَ ضَعْفِ الطُّفُولَةِ قُوَّةَ الرُّجُولَةِ. ﴿وَشَيْبَةً﴾ شَيْخُوخَةً، وَهَرَمًا. ﴿غَيْرَ سَاعَةٍ﴾ غَيْرَ فَتْرَةٍ قَصِيرَةٍ مِنَ الزَّمَنِ. ﴿يُؤْفَكُونَ﴾ يُصْرَفُونَ عَنِ الحَقِّ. ﴿مَعْذِرَتُهُمْ﴾ مَا يُقَدِّمُونَهُ مِنْ أَعْذَارٍ. ﴿وَلاَ هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ﴾ لاَ يُطْلَبُ مِنْهُمْ إِرْضَاءُ اللهِ بِالطَّاعَةِ وَالتَّوْبَةِ. ﴿يَطْبَعُ﴾ يَخْتِمُ. ﴿وَلاَ يَسْتَخِفَّنَّكَ﴾ لاَ يَسْتَفِزَّنَّكَ، وَلاَ يَحْمِلَنَّكَ عَلَى الخِفَّةِ، وَالطَّيْشِ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب