الباحث القرآني

* الوقفات التدبرية ١- ﴿هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُۥ ۖ قَالَ رَبِّ هَبْ لِى مِن لَّدُنكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً ۖ إِنَّكَ سَمِيعُ ٱلدُّعَآءِ﴾ وجاء الطلب بلفظ الهبة؛ لأن الهبة إحسان محض ليس في مقابلة شيء، وهو يناسب ما لا دخل فيه للوالد لكبر سنه، ولا للوالدة لكونها عاقرة لا تلد. [الألوسي: ٣/١٤٤] السؤال: لماذا جاء الطلب بلفظ الهبة؟ ٢- ﴿فَنَادَتْهُ ٱلْمَلَٰٓئِكَةُ وَهُوَ قَآئِمٌ يُصَلِّى فِى ٱلْمِحْرَابِ أَنَّ ٱللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَىٰ﴾ واختلفوا في أنه لم سمي يحيى؟ فقال ابن عباس رضي الله عنهما: لأن الله أحيا به عقر أمه، و قال قتادة: لأن الله تعالى أحيا قلبه بالإيمان، وقيل: سمي يحيى لأنه استشهد، والشهداء أحياء. [البغوي: ١/٣٤٨] السؤال: لم سمى الله تعالى نبيه يحيى بهذا الاسم؟ ٣- ﴿ءَايَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ ٱلنَّاسَ ثَلَٰثَةَ أَيَّامٍ إِلَّا رَمْزًا﴾ ﴿رب اجعل لي آية﴾ أي: علامة على وجود الولد. قال: ﴿آيتك ألا تكلم الناس ثلاثة أيام إلا رمزا﴾ أي: ينحبس لسانك عن كلامهم من غير آفة ولا سوء؛ فلا تقدر إلا على الإشارة والرمز. وهذا آية عظيمة أن لا تقدر على الكلام، وفيه مناسبة عجيبة؛ وهي أنه كما يمنع نفوذ الأسباب مع وجودها، فإنه يوجدها بدون أسبابها؛ ليدل ذلك أن الأسباب كلها مندرجة في قضائه وقدره. [السعدي: ١٣٠] السؤال: في انحباس لسان زكريا عن الكلام ومجيء ولده بعد عقم آيتان على قدرة الله، وضح ذلك. ٤- ﴿إِنَّ ٱللَّهَ ٱصْطَفَىٰكِ﴾ اختارها لكثرة عبادتها، وزهادتها، وشرفها، وطهارتها من الأكدار والوساوس. [ابن كثير: ١/٣٤٢] السؤال: ما سبب اصطفاء الله لمريم بنت عمران؟ ٥- ﴿يَٰمَرْيَمُ ٱقْنُتِى لِرَبِّكِ وَٱسْجُدِى وَٱرْكَعِى مَعَ ٱلرَّٰكِعِينَ﴾ يراد بالركوع: الخشوع والتواضع؛ وكأن أمرها بذلك [حفظٌ] لها من الوقوع في مهاوي التكبر والاستعلاء بما لها من علو الدرجة. [الألوسي: ٣/١٥٧] السؤال: لماذا أمرت مريم عليها السلام بالسجود والركوع؟ ٦- ﴿يَٰمَرْيَمُ ٱقْنُتِى لِرَبِّكِ وَٱسْجُدِى وَٱرْكَعِى مَعَ ٱلرَّٰكِعِينَ﴾ وصوها بالمحافظة على الصلاة بعد أن أخبروها بعلو درجتها وكمال قربها إلى الله تعالى؛ لئلا تفتر، ولا تغفل عن العبادة. [الألوسي: ٣/١٥٦] السؤال: ما دلالة قول الملائكة لمريم: ﴿واسجدي واركعي مع الراكعين﴾؟ ٧- ﴿وَٱسْجُدِى وَٱرْكَعِى مَعَ ٱلرَّٰكِعِينَ﴾ خص السجود والركوع؛ لفضلهما، ودلالتهما على غاية الخضوع لله. [السعدي: ١٣٠] السؤال: لماذا خص السجود والركوع بالذكر؟ * التوجيهات ١- إذا رأيت نعمة من الله على غيرك فادع الله؛ بماتريد فإن زكريا لما رأى كرامة الله تعالى لمريم دعا بالولد،فاستجيب له ﴿هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُۥ ۖ قَالَ رَبِّ هَبْ لِى مِن لَّدُنكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً ۖ إِنَّكَ سَمِيعُ ٱلدُّعَآءِ﴾ ٢- اختر الأسماء ذات المعاني الحسنة، وسم بها أبناءك وبناتك؛ ودع الأسماء المستغربة والممجوجة ﴿أَنَّ ٱللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَىٰ مُصَدِّقًۢا بِكَلِمَةٍ مِّنَ ٱللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِّنَ ٱلصَّٰلِحِينَ﴾ ٣- إذا اصطفى الله عبدا لمهمة جليلة؛ عليه أن يقبل على الله تعالى شكرا له، واستعانة به على إتمامها، والصبر على أدائها، ﴿وَإِذْ قَالَتِ ٱلْمَلَٰٓئِكَةُ يَٰمَرْيَمُ إِنَّ ٱللَّهَ ٱصْطَفَىٰكِ وَطَهَّرَكِ وَٱصْطَفَىٰكِ عَلَىٰ نِسَآءِ ٱلْعَٰلَمِينَ (٤٢) يَٰمَرْيَمُ ٱقْنُتِى لِرَبِّكِ وَٱسْجُدِى وَٱرْكَعِى مَعَ ٱلرَّٰكِعِينَ ﴿﴾ * العمل بالآيات ١- ادعُ اليوم بهذا الدعاء النبوي: ﴿رَبِّ هَبْ لِى مِن لَّدُنكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً ۖ إِنَّكَ سَمِيعُ ٱلدُّعَآءِ﴾ ٢- حافظ على الأذكارفي الصباح والمساء وعقب الصلوات المفروضة، ﴿وَسَبِّحْ بِٱلْعَشِىِّ وَٱلْإِبْكَٰرِ﴾ ٣- سبح الله تعالى هذا اليوم كثيرا، وعلى كل أحوالك، ﴿وَٱذْكُر رَّبَّكَ كَثِيرًا﴾ * معاني الكلمات ﴿لَدُنْكَ﴾ عِنْدَكَ. ﴿وَحَصُورًا﴾ لاَ يَقْرَبُ الذُّنُوبَ وَالشَّهَوَاتِ تَعَفُّفًا. ﴿عَاقِرٌ﴾ عَقِيمٌ لاَ تَلِدُ. ﴿آيَةً﴾ عَلاَمَةً أَسْتَدِلُّ بِهَا عَلَى وُجُودِ الْوَلَدِ مِنِّي. ﴿رَمْزًا﴾ إِشَارَةً. ﴿بِالْعَشِيِّ﴾ آخِرِ النَّهَارِ. ﴿اقْنُتِي﴾ دَاوِمِي عَلَى الطَّاعَةِ. ﴿يُلْقُونَ أَقْلاَمَهُمْ﴾ يَطْرَحُونَ سِهَامَهُمْ لِلاِقْتِرَاعِ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب