* الوقفات التدبرية
١- ﴿يَوْمَ يَغْشَىٰهُمُ ٱلْعَذَابُ مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ﴾
فالنار تغشاهم من سائر جهاتهم، وهذا أبلغ في العذاب الحسي. [ابن كثير:٣/٤٠٤]
السؤال: لماذا وصف العذاب بأنه يغشاهم من فوقهم ومن تحتهم؟
٢- ﴿وَيَقُولُ ذُوقُوا۟ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (٥٥)﴾
وهذا عذاب معنوي على النفوس. [ابن كثير:٣/٤٠٤]
السؤال: لماذا يقال لهم في جهنم هذه المقولة؟
٣- ﴿يَٰعِبَادِىَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓا۟ إِنَّ أَرْضِى وَٰسِعَةٌ فَإِيَّٰىَ فَٱعْبُدُونِ﴾
فإذا تعذرت عليكم عبادة ربكم في أرض فارتحلوا منها إلى أرض أخرى؛ حيث كانت العبادة لله وحده؛ فأماكن العبادة ومواضعها واسعة والمعبود واحد [السعدي:٦٣٤]
السؤال: ما المراد من إخبار المؤمنين بأن أرض الله واسعة؟
٤- ﴿يَٰعِبَادِىَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓا۟ إِنَّ أَرْضِى وَٰسِعَةٌ فَإِيَّٰىَ فَٱعْبُدُونِ (٥٦) كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ ٱلْمَوْتِ ۖ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ﴾
وإنما ذكره ها هنا تحقيراً لأمر الدنيا ومخاوفها؛ كأن بعض المؤمنين نظر في عاقبة تلحقه في خروجه من وطنه من مكة أنه يموت، أو يجوع، أو نحو هذا، فحقر الله شأن الدنيا. أي: أنتم لا محالة ميتون، ومحشورون إلينا، فالبدار إلى طاعة الله، والهجرة إليه وإلى ما يمتثل. [القرطبي:١٦/٣٨٢]
السؤال: بما ترد على من يقول: كيف أعيش إن خرجت من أرض المعاصي ورزقي فيها؟
٥- ﴿وَٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ وَعَمِلُوا۟ ٱلصَّٰلِحَٰتِ لَنُبَوِّئَنَّهُم مِّنَ ٱلْجَنَّةِ غُرَفًا تَجْرِى مِن تَحْتِهَا ٱلْأَنْهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَا ۚ نِعْمَ أَجْرُ ٱلْعَٰمِلِينَ﴾
وقصد منها أيضاً تهوين ما يلاقيه المؤمنون من الأذى في الله -ولو بلغ إلى الموت- بالنسبة لما يترقبهم من فضل الله وثوابه الخالد. [ابن عاشور:٢١/٢٣]
السؤال: وضح في ضوء الآية هوان ما يلاقيه المؤمن من أذى مقابل ما ينتظره من ثواب.
٦- ﴿وَكَأَيِّن مِّن دَآبَّةٍ لَّا تَحْمِلُ رِزْقَهَا ٱللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ ۚ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْعَلِيمُ﴾
أي: كم من دابة ضعيفة لا تقدر على حمل رزقها، ولكن الله يرزقها مع ضعفها، والقصد بالآية: تقوية لقلوب المؤمنين؛ إذا خافوا الفقر والجوع في الهجرة إلى بلاد الناس، أي: كما يرزق الله الحيوانات الضعيفة كذلك يرزقكم إذا هاجرتم من بلدكم. [ابن جزي:٢/١٦٢]
السؤال: في هذه الآية تقوية لقلوب المؤمنين، وتزكية للنفوس, وضح ذلك.
٧- ﴿وَكَأَيِّن مِّن دَآبَّةٍ لَّا تَحْمِلُ رِزْقَهَا ٱللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ ۚ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْعَلِيمُ﴾
﴿الله يرزقها وإياكم﴾: يسوي بين الحريص والمتوكل في رزقه، وبين الراغب والقانع، وبين الحيول والعاجز؛ حتى لا يغتر الجلد أنه مرزوق بجلده، ولا يتصور العاجز أنه ممنوع بعجزه. [القرطبي:١٦/٣٨٦]
السؤال: هل يزاد في رزق الحريص على الرزق لحرصه؟
* التوجيهات
١- ١. احذر أن يأتيك أجلك وأنت على معصية الله، ﴿وَلَوْلَآ أَجَلٌ مُّسَمًّى لَّجَآءَهُمُ ٱلْعَذَابُ وَلَيَأْتِيَنَّهُم بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ﴾
٢- ٢. لا عذر لأحد في ترك عبادة الله وتوحيده؛ لأنه إن منع منها في بلد وجب عليه أن يهاجر إلى بلد آخر، ﴿يَٰعِبَادِىَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓا۟ إِنَّ أَرْضِى وَٰسِعَةٌ فَإِيَّٰىَ فَٱعْبُدُونِ﴾
٣- ٣. لا تحمل هم الرزق؛ فإن الله قد ﴿وَكَأَيِّن مِّن دَآبَّةٍ لَّا تَحْمِلُ رِزْقَهَا ٱللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ﴾كفاك إياه،
* العمل بالآيات
١- سَل الله أن يرزقك الصبر، ويعينك عليه، ﴿ٱلَّذِينَ صَبَرُوا۟ وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ﴾
٢- حدد أوقات قدرتك على العمل في يومك وأسبوعك ثم اقسمها بين العمل للدنيا وللآخرة متيقنا أن رزقك على الله لا على جهدك، ﴿وَكَأَيِّن مِّن دَآبَّةٍ لَّا تَحْمِلُ رِزْقَهَا ٱللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ ۚ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْعَلِيمُ﴾
٣- ٣. تأمل النمل والطير كيف يسوق الله تعالى إليها رزقها، ثم ادع الله أن يرزقك رزقا حلالا طيبا، مباركا فيه، ﴿وَكَأَيِّن مِّن دَآبَّةٍ لَّا تَحْمِلُ رِزْقَهَا ٱللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ ۚ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْعَلِيمُ﴾
* معاني الكلمات
﴿أَجَلٌ مُسَمّىً﴾ وَقْتُ عَذَابِهِمُ المُقَدَّرُ عِنْدَ اللهِ.
﴿بَغْتَةً﴾ فَجْأَةً.
﴿يَغْشَاهُمُ﴾ يُحِيطُ بِهِمْ وَيَعْلُوهُمْ.
﴿لَنُبَوِّئَنَّهُمْ﴾ لِنُنْزِلَنَّهُمْ.
﴿غُرَفًا﴾ مَنَازِلَ عَالِيَةً.
﴿وَكَأَيِّنْ مِنْ﴾ وَكَمْ مِنْ؟
﴿لاَ تَحْمِلُ رِزْقَهَا﴾ لاَ تَدَّخِرُهُ لِغَدٍ.
﴿فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ﴾ فَكَيْفَ يُصْرَفُونَ عَنِ الإِيمَانِ؟
﴿يَبْسُطُ﴾ يُوَسِّعُ.
﴿وَيَقْدِرُ﴾ يُضَيِّقُ.
{"ayahs_start":53,"ayahs":["وَیَسۡتَعۡجِلُونَكَ بِٱلۡعَذَابِ وَلَوۡلَاۤ أَجَلࣱ مُّسَمࣰّى لَّجَاۤءَهُمُ ٱلۡعَذَابُۚ وَلَیَأۡتِیَنَّهُم بَغۡتَةࣰ وَهُمۡ لَا یَشۡعُرُونَ","یَسۡتَعۡجِلُونَكَ بِٱلۡعَذَابِ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِیطَةُۢ بِٱلۡكَـٰفِرِینَ","یَوۡمَ یَغۡشَىٰهُمُ ٱلۡعَذَابُ مِن فَوۡقِهِمۡ وَمِن تَحۡتِ أَرۡجُلِهِمۡ وَیَقُولُ ذُوقُوا۟ مَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ","یَـٰعِبَادِیَ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ إِنَّ أَرۡضِی وَ ٰسِعَةࣱ فَإِیَّـٰیَ فَٱعۡبُدُونِ","كُلُّ نَفۡسࣲ ذَاۤىِٕقَةُ ٱلۡمَوۡتِۖ ثُمَّ إِلَیۡنَا تُرۡجَعُونَ","وَٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ وَعَمِلُوا۟ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ لَنُبَوِّئَنَّهُم مِّنَ ٱلۡجَنَّةِ غُرَفࣰا تَجۡرِی مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَـٰرُ خَـٰلِدِینَ فِیهَاۚ نِعۡمَ أَجۡرُ ٱلۡعَـٰمِلِینَ","ٱلَّذِینَ صَبَرُوا۟ وَعَلَىٰ رَبِّهِمۡ یَتَوَكَّلُونَ","وَكَأَیِّن مِّن دَاۤبَّةࣲ لَّا تَحۡمِلُ رِزۡقَهَا ٱللَّهُ یَرۡزُقُهَا وَإِیَّاكُمۡۚ وَهُوَ ٱلسَّمِیعُ ٱلۡعَلِیمُ","وَلَىِٕن سَأَلۡتَهُم مَّنۡ خَلَقَ ٱلسَّمَـٰوَ ٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ وَسَخَّرَ ٱلشَّمۡسَ وَٱلۡقَمَرَ لَیَقُولُنَّ ٱللَّهُۖ فَأَنَّىٰ یُؤۡفَكُونَ","ٱللَّهُ یَبۡسُطُ ٱلرِّزۡقَ لِمَن یَشَاۤءُ مِنۡ عِبَادِهِۦ وَیَقۡدِرُ لَهُۥۤۚ إِنَّ ٱللَّهَ بِكُلِّ شَیۡءٍ عَلِیمࣱ","وَلَىِٕن سَأَلۡتَهُم مَّن نَّزَّلَ مِنَ ٱلسَّمَاۤءِ مَاۤءࣰ فَأَحۡیَا بِهِ ٱلۡأَرۡضَ مِنۢ بَعۡدِ مَوۡتِهَا لَیَقُولُنَّ ٱللَّهُۚ قُلِ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِۚ بَلۡ أَكۡثَرُهُمۡ لَا یَعۡقِلُونَ"],"ayah":"ٱللَّهُ یَبۡسُطُ ٱلرِّزۡقَ لِمَن یَشَاۤءُ مِنۡ عِبَادِهِۦ وَیَقۡدِرُ لَهُۥۤۚ إِنَّ ٱللَّهَ بِكُلِّ شَیۡءٍ عَلِیمࣱ"}