الباحث القرآني

* الوقفات التدبرية ١- ﴿قَالَ مَا خَطْبُكُمَا ۖ قَالَتَا لَا نَسْقِى حَتَّىٰ يُصْدِرَ ٱلرِّعَآءُ ۖ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ﴾ ﴿قالتا لا نسقي حتى يصدر الرعاء﴾: امرأتان لا نستطيع أن نزاحم الرجال، ﴿وأبونا شيخ كبير﴾ لا يقدر أن يمس ذلك من نفسه، ولا يسقي ماشيته، فنحن ننتظر الناس حتى إذا فرغوا أسقينا، ثم انصرفنا. [الطبري:١٩/٥٥٤] السؤال: دلت الآية على أن منع الاختلاط بين الجنسين من سنن الأنبياء والصالحين، وضح ذلك. ٢- ﴿فَسَقَىٰ لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّىٰٓ إِلَى ٱلظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّى لِمَآ أَنزَلْتَ إِلَىَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ﴾ فأول ذلك إيتاء الحكمة والعلم، ومن الخير: إنجاؤه من القتل، وتربيته الكاملة في بذخة الملك وعزته، وحفظه من أن تتسرب إليه عقائد العائلة التي ربي فيها؛ فكان منتفعاً بمنافعها، مجنباً رذائلها وأضرارها. ومن الخير: أن جعل نصر قومه على يده، وأن أنجاه من القتل الثاني ظلماً، وأن هداه إلى منجى من الأرض، ويسر له التعرف ببيت نبوءة. [ابن عاشور:٢٠/ ١٠٢] السؤال: اذكر ثلاثة من أوجه الخير التي أكرم الله به عبده موسى. ٣- ﴿فَجَآءَتْهُ إِحْدَىٰهُمَا تَمْشِى عَلَى ٱسْتِحْيَآءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِى يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا﴾ ولما كان الحياء كأنه مركب لها وهي متمكنة منه، مالكة لزمامه، عبر بأداة الاستعلاء، فقال: ﴿على استحياء﴾ أي: حياء موجود منها؛ لأنها كلفت الإتيان إلى رجل أجنبي؛ تكلمه، وتماشيه. [البقاعي:١٤/٢٦٨] السؤال: الحياء سبب للزواج من الرجل الصالح، وضح هذا من خلال الآية. ٤- ﴿قَالَتْ إِحْدَىٰهُمَا يَٰٓأَبَتِ ٱسْتَـْٔجِرْهُ ۖ إِنَّ خَيْرَ مَنِ ٱسْتَـْٔجَرْتَ ٱلْقَوِىُّ ٱلْأَمِينُ﴾ ﴿استأجره﴾ أي: اجعله أجيراً لك، ﴿إن خير من استأجرت القوي الأمين﴾: هذا الكلام حكمة جامعة بليغة؛ روي أن أباها قال لها: من أين عرفت قوته وأمانته؟ قالت: أما قوته ففي رفعه الحجر عن فم البئر، وأما أمانته فإنه لم ينظر إليّ. [ابن جزي:٢/١٤٣] السؤال: في الآية مشروعية تقديم النصح لمن بيده الأمر، بيِِّن ذلك. ٥- ﴿إِنَّ خَيْرَ مَنِ ٱسْتَـْٔجَرْتَ ٱلْقَوِىُّ ٱلْأَمِينُ﴾ هذان الوصفان ينبغي اعتبارهما في كل من يتولى للإنسان عملاً بإجارة أو غيرها؛ فإن الخلل لا يكون إلا بفقدهما أو فقد إحداهما، وأما اجتماعهما فإن العمل يتم ويكمل. [السعدي:٦١٤] السؤال: كيف نستنبط من الآية الصفات المثلى فيمن يتولى شؤون العامة ؟ ٦- ﴿وَمَآ أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ ۚ سَتَجِدُنِىٓ إِن شَآءَ ٱللَّهُ مِنَ ٱلصَّٰلِحِينَ﴾ فرغَّبه في سهولة العمل، وفي حسن المعاملة، وهذا يدل على أن الرجل الصالح ينبغي له أن يحسن خلقه مهما أمكنه. [السعدي:٦١٥] السؤال: كيف تدل الآية على الواجب في أخلاق أصحاب الأعمال وأربابها؟ ٧- ﴿سَتَجِدُنِىٓ إِن شَآءَ ٱللَّهُ مِنَ ٱلصَّٰلِحِينَ﴾ قصد بذلك تعريف خلقه لصاحبه، وليس هذا من تزكية النفس المنهي عنه؛ لأن المنهي عنه ما قصد به قائله الفخر والتمدح، فأما ما كان لغرض في الدين أو المعاملة؛ فذلك حاصل لداع حسن. [ابن عاشور:٢٠/١٠٩] السؤال: هل في قول شعيب: ﴿ستجدني إن شاء الله من الصالحين﴾ تزكية لنفسه؟ * التوجيهات ١- فضل الحياء للنساء، وشرف المؤمنات اللائي يتعففن عن الاختلاط بالرجال, ﴿وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ ٱمْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ ۖ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا ۖ قَالَتَا لَا نَسْقِى حَتَّىٰ يُصْدِرَ ٱلرِّعَآءُ ۖ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ﴾ ٢- رعاية الضعفاء والقيام على مصالحهم من أخلاق الأنبياء وشيَمهم, ﴿فَسَقَىٰ لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّىٰٓ إِلَى ٱلظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّى لِمَآ أَنزَلْتَ إِلَىَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ﴾ ٣- من أسباب إجابة الدعاء تضرع العبد، وإظهاره ذله ومسكنته، كما قال موسى عليه السلام: ﴿رَبِّ إِنِّى لِمَآ أَنزَلْتَ إِلَىَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ﴾ * العمل بالآيات ١- ساعد أحد الضعفاء بتقديم يد العون له, ﴿قَالَ مَا خَطْبُكُمَا ۖ قَالَتَا لَا نَسْقِى حَتَّىٰ يُصْدِرَ ٱلرِّعَآءُ ۖ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ (٢٣) فَسَقَىٰ لَهُمَ﴾ ٢- أرسل رسالة تنصح من تتكشف بستر نفسها، وأن الحياء سنة المؤمنات منذ القدم, ﴿فَجَآءَتْهُ إِحْدَىٰهُمَا تَمْشِى عَلَى ٱسْتِحْيَآ﴾﴿قَالَتَا لَا نَسْقِى حَتَّىٰ يُصْدِرَ ٱلرِّعَآءُ﴾ ٣- كافئ شخصاً أحسن إليك؛ فإن هذا من دأب الصالحين، ﴿قَالَتْ إِنَّ أَبِى يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا﴾ * معاني الكلمات ﴿تِلْقَاءَ مَدْيَنَ﴾ جِهَتَهَا. ﴿سَوَاءَ السَّبِيلِ﴾ الطَّرِيقَ الأَحْسَنَ إِلَى مَدْيَنَ. ﴿تَذُودَانِ﴾ تَحْبِسَانِ غَنَمَهُمَا عَنِ المَاءِ. ﴿مَا خَطْبُكُمَا﴾ مَا شَأْنُكُمَا؟ ﴿يُصْدِرَ الرِّعَاءُ﴾ يَنْصَرِفَ الرُّعَاةُ بِأَغْنَامِهِمْ عَنِ المَاءِ. ﴿شَيْخٌ كَبِيرٌ﴾ رَجُلٌ مُسِنٌّ وَلَيْسَ هُوَ شُعَيبًا، خِلاَفًا لِلمَشْهُورِ. ﴿تَأْجُرَنِي﴾ تَكُونَ أَجِيرًا لِي فِي رَعْيِ مَاشِيَتِي. ﴿حِجَجٍ﴾ سِنِينَ. ﴿الأَجَلَيْنِ﴾ المُدَّتَيْنِ، الثَّمَانِ أَوِ العَشْرِ. ﴿فَلاَ عُدْوَانَ عَلَيَّ﴾ فَلاَ أُطَالَبُ بِزِيَادَةٍ فِي المُدَّةِ. ﴿وَكِيلٌ﴾ حَافِظٌ يُرَاقِبُنَا.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب