الباحث القرآني

* الوقفات التدبرية ١- ﴿فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِۦٓ إِلَّآ أَن قَالُوٓا۟ أَخْرِجُوٓا۟ ءَالَ لُوطٍ مِّن قَرْيَتِكُمْ ۖ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ﴾ ولما خص الله عملهم بوصف الظلم من بين عدة أحوال يشتمل عليها كفرهم كالفساد؛ كان ذلك إشارة إلى أن للظلم أثراً في خراب بلادهم. [ابن عاشور:١٩/٢٨٥] السؤال: لمَ اقتصرت الآية الكريمة على ذكر الظلم من بين أسباب عذاب ثمود؟ ٢- ﴿فَأَنجَيْنَٰهُ وَأَهْلَهُۥٓ إِلَّا ٱمْرَأَتَهُۥ قَدَّرْنَٰهَا مِنَ ٱلْغَٰبِرِينَ﴾ أي: من الهالكين مع قومها؛ لأنها كانت ردءاً لهم على دينهم، وعلى طريقتهم في رضاها بأفعالهم القبيحة، فكانت تدل قومها على ضيفان لوط ليأتوا إليها، لا أنها كانت تفعل الفواحش؛ تكرمةً لنبي الله ﷺ لا كرامة لها. [ابن كثير:٣/٣٥٦] السؤال: لماذا أُهلكت امرأة لوط؟ وما وجه موافقتها لقومها؟ ٣- ﴿قُلِ ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلَٰمٌ عَلَىٰ عِبَادِهِ ٱلَّذِينَ ٱصْطَفَىٰٓ ۗ ءَآللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ﴾ أَمر بأَن يتْبعه بِالسلامِ علَى الرسلِ؛ الَّذين سبقُوه قََدَراً لقَدرِ ما تجَشموه في نشرِ الدينِ الْحق. [ابن عاشور:٢٠/٦] السؤال: لماذا جاء الأمر بالسلام على الرسل بعد حمد الله تعالى؟ ٤- ﴿أَمَّن جَعَلَ ٱلْأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلَٰلَهَآ أَنْهَٰرًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَٰسِىَ وَجَعَلَ بَيْنَ ٱلْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا ۗ أَءِلَٰهٌ مَّعَ ٱللَّهِ ۚ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ﴾ وهذا تدبير عجيب، ولا يُدرك تمام هذا الصنع العجيب إلا عند العلم بأن هذه الأرض سابحة في الهواء، متحركة في كل لحظة، وهي مع ذلك قارّة فيما يبدو لسكانها، فهذا تدبير أعجب، وفيه مع ذلك رحمة ونعمة، ولولا قرارها لكان الناس عليها متزلزلين، مضطربين، ولكانت أشغالهم مُعنتة لهم. [ابن عاشور:٢٠/١٣] السؤال: كيف ندرك عظمة تدبير الله تعالى للأرض؟ ٥- ﴿وَٰسِىَ وَجَعَلَ بَيْنَ ٱلْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا ۗ أَءِلَٰهٌ مَّعَ ٱللَّهِ ۚ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ﴾ ﴿وجعل بين البحرين﴾ البحر المالح والبحر العَذب ﴿حاجزاً﴾ يمنع من اختلاطهما فتفوت المنفعة المقصودة من كل منهما. [السعدي:٦٠٨] السؤال: لماذا جعل بين البحرين حاجزاً؟ ٦- ﴿أَمَّن يُجِيبُ ٱلْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ ٱلسُّوٓءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَآءَ ٱلْأَرْضِ ۗ أَءِلَٰهٌ مَّعَ ٱللَّهِ ۚ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ﴾ الوجه في إجابة المضطر أن ذلك الاضطرار الحاصل له يتسبب عنه الإخلاص وقطع النظر عما سوى الله، وقد أخبر الله سبحانه بأنه يجيب دعاء المخلصين له الدين وإن كانوا كافرين؛ فقال: ﴿حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم بريح طيبة وفرحوا بها جاءتها ريح عاصف وجاءهم الموج من كل مكان وظنوا أنهم أحيط بهم دعوا الله مخلصين له الدين لئن أنجيتنا من هذه لنكونن من الشاكرين﴾ [يونس: ٢٢]، وقال: ﴿فلما نجاهم إلى البر إذا هم يشركون﴾ [العنكبوت: ٦٥]؛ فأجابهم عند ضرورتهم وإخلاصهم مع علمه بأنهم سيعودون إلى شركهم. [الشوكاني:٤/١٦٩] السؤال: ما سبب إجابة الله دعاء المضطر وإن كان كافرًا؟ ٧- ﴿أَمَّن يُجِيبُ ٱلْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ ٱلسُّوٓءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَآءَ ٱلْأَرْضِ﴾ ضمن الله تعالى إجابة المضطر إذا دعاه، وأخبر بذلك عن نفسه؛ والسبب في ذلك أن الضرورة إليه باللجاء ينشأ عن الإخلاص وقطع القلب عما سواه، وللإخلاص عنده سبحانه موقع وذمة، وجد من مؤمن أو كافر، طائع أو فاجر. [القرطبي:١٦/١٩٣] السؤال: بين ثمرة إخلاص الدعاء لله سبحانه وتعالى. * التوجيهات ١- الظالمون إذا أعيتهم الحجج والبراهين يفزعون إلى القوة, ﴿فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِۦٓ إِلَّآ أَن قَالُوٓا۟ أَخْرِجُوٓا۟ ءَالَ لُوطٍ مِّن قَرْيَتِكُمْ ۖ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ﴾ ٢- المرء إذا أدمن على معصية تصبح غير قبيحة عنده, ﴿فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِۦٓ إِلَّآ أَن قَالُوٓا۟ أَخْرِجُوٓا۟ ءَالَ لُوطٍ مِّن قَرْيَتِكُمْ ۖ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ﴾ ٣- سنة إنجاء الله أولياءه، وإهلاكه أعداءه,﴿فَأَنجَيْنَٰهُ وَأَهْلَهُۥٓ إِلَّا ٱمْرَأَتَهُۥ قَدَّرْنَٰهَا مِنَ ٱلْغَٰبِرِينَ﴾ * العمل بالآيات ١- ادع الله تعالى أن يحبب إليك الإيمان، وأن يزينه في قلبك، وأن يكره إليك الكفر والفسوق والعصيان، ﴿فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِۦٓ إِلَّآ أَن قَالُوٓا۟ أَخْرِجُوٓا۟ ءَالَ لُوطٍ مِّن قَرْيَتِكُمْ ۖ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ﴾ ٢- أكثر اليوم ودائما من دعاء: ﴿ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما ﴾، ﴿فَأَنجَيْنَٰهُ وَأَهْلَهُۥٓ إِلَّا ٱمْرَأَتَهُۥ قَدَّرْنَٰهَا مِنَ ٱلْغَٰبِرِينَ﴾ ٣- تذكر حاجة مِن حاجاتك صعبت عليك، وادع الله تعالى وألح عليه في الدعاء أن ييسرها لك، ﴿أَمَّن يُجِيبُ ٱلْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ ٱلسُّوٓءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَآءَ ٱلْأَرْضِ ۗ أَءِلَٰهٌ مَّعَ ٱللَّهِ ۚ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ﴾ * معاني الكلمات ﴿يَتَطَهَّرُونَ﴾ يَتَنَزَّهُونَ عَنْ إِتْيَانِ الذُّكْرَانِ. ﴿قَدَّرْنَاهَا﴾ جَعَلْنَا امْرَأَةَ لُوطٍ. ﴿الْغَابِرِينَ﴾ البَاقِينَ فِي العَذَابِ. ﴿مَطَرًا﴾ حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ. ﴿فَسَاءَ﴾ قَبُحَ. ﴿ذَاتَ بَهْجَةٍ﴾ ذَاتَ مَنْظَرٍ حَسَنٍ. ﴿يَعْدِلُونَ﴾ يَجْعَلُونَ للهِ عِدْلاً وَنَظِيرًا. ﴿خِلاَلَهَا﴾ وَسَطَهَا. ﴿رَوَاسِيَ﴾ جِبَالاً ثَوَابِتَ. ﴿الْبَحْرَيْنِ﴾ العَذْبِ، وَالمَالِحِ. ﴿وَيَكْشِفُ السُّوءَ﴾ يُزِيلُ المَكْرُوهَ. ﴿خُلَفَاءَ الأَرْضِ﴾ تَخْلُفُونَ مَنْ سَبَقَكُمْ فِي الأَرْضِ. ﴿يَهْدِيكُمْ﴾ يُرْشِدُكُمْ. ﴿بُشْراً﴾ مُبَشِّرَاتٍ بِالمَطَرِ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب