الباحث القرآني

* الوقفات التدبرية ١- ﴿إِنِّى وَجَدتُّ ٱمْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَىْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ (٢٣) وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ ٱلشَّيْطَٰنُ أَعْمَٰلَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ ٱلسَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ﴾ عن أَبي بَكْرةَ -رضي اللَّه عنه- قَال: لَمَّا بلَغ رسول اللَّه - صلَّى اللَّه علَيه وسلَّم- أنَّ أَهل فَارِس ملَّكُوا علَيهِم بنت كسرى قال: «لن يفلح قوم ولو أمرهم امرأة». [البغوي:٣/٤٩٩] السؤال: استخرج فائدة من الآية. ٢- ﴿أَلَّا يَسْجُدُوا۟ لِلَّهِ ٱلَّذِى يُخْرِجُ ٱلْخَبْءَ فِى ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ﴾ أي: يعبدوا الذي له الكمال كله بالسجود الذي هو محل الأنس، ومحط القرب، ودارة المناجاة، وآية المعافاة؛ فإنهم لو سجدوا له سبحانه لاهتدوا، فإن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، ففات الشيطان ما يقصده منهم من الضلال. [البقاعي:١٤/١٥٢-١٥٣] السؤال: ما أثر السجود لله في حياة الإنسان؟ ٣- ﴿قَالَ سَنَنظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ ٱلْكَٰذِبِينَ﴾ في قوله: ﴿أصدقت أم كنت من الكاذبين﴾ دليل على أن الإمام يجب عليه أن يقبل عذر رعيته، ويدرأ العقوبة عنهم في ظاهر أحوالهم بباطن أعذارهم؛ لأن سليمان لم يعاقب الهدهد حين اعتذر إليه، وإنما صار صدق الهدهد عذرا. [البغوي:٣/٤٥٩] السؤال: من سنن الأنبياء التثبت من الأقوال، وضح ذلك من الآية. ٤- ﴿إِنَّهُۥ مِن سُلَيْمَٰنَ وَإِنَّهُۥ بِسْمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحْمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ﴾ فيه: استحباب ابتداء الكتب بالبسملة كاملة . [السعدي:٦٠٤] السؤال: ما المستحب في بداية الكتابة؟ ٥- ﴿قَالَتْ يَٰٓأَيُّهَا ٱلْمَلَؤُا۟ أَفْتُونِى فِىٓ أَمْرِى مَا كُنتُ قَاطِعَةً أَمْرًا حَتَّىٰ تَشْهَدُونِ﴾ واستدل بالآية على استحباب المشاورة والاستعانة بالآراء في الأمور المهمة. [الألوسي: ١٠/١٩٢] السؤال: كيف تتصرف في الأمور المهمة؟ ٦- ﴿وَإِنِّى مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِم بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌۢ بِمَ يَرْجِعُ ٱلْمُرْسَلُونَ﴾ قال قتادة: «رحمها الله ورضي عنها، ما كان أعقلها في إسلامها وفي شركها! علمت أن الهدية تقع موقعا من الناس». وقال ابن عباس وغير واحد: «قالت لقومها: إن قبل الهدية فهو ملك فقاتلوه، وإن لم يقبلها فهو نبي فاتبعوه». [ابن كثير:٦/١٩٠] السؤال: التعامل بحكمة قد يؤدي إلى الهداية، وضح ذلك من الآية. ٧- ﴿وَإِنِّى مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِم بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌۢ بِمَ يَرْجِعُ ٱلْمُرْسَلُونَ﴾ قالت لقومها: إني أجرب هذا الرجل بهدية من نفائس الأموال، فإن كان ملكاً دنيوياً أرضاه المال، وإن كان نبياً لم يرضه المال، وإنما يرضيه دخولنا في دينه، فبعثت إليه هدية عظيمة. [ابن جزي:٢/ ١٣٠] السؤال: كيف استطاعت ملكة سبأ أن تعرف صدق سليمان؟ وماذا تستفيد من هذا التصرف؟ * التوجيهات ١- العاقل يعرف ضعف المرأة، فلا يزج بها فيما لا يصلح لها من الأعمال، ﴿إِنِّى وَجَدتُّ ٱمْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَىْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ﴾ ٢- تذكر أن الشيطان يزين القبيح للغافلين عن ذكر الله، ويصد العبد عن طاعة الله تعالى، ﴿وَزَيَّنَ لَهُمُ ٱلشَّيْطَٰنُ أَعْمَٰلَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ ٱلسَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ﴾ ٣- يستحب في تأليف الكتب والخطب والرسائل أن يُبتدأ فيها بالبسملة, ﴿إِنَّهُۥ مِن سُلَيْمَٰنَ وَإِنَّهُۥ بِسْمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحْمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ﴾ * العمل بالآيات ١- تثبت اليوم من خبر سمعته؛ فإن التثبت من الأخبار منهج قرآني لا يغفل عنه الصالحون، ﴿قَالَ سَنَنظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ ٱلْكَٰذِبِينَ﴾ ٢- أنكر منكرًاً رأيته في الحي؛ فهذا الهدهد أنكر الشرك بالله تعالى، ﴿وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ ٱللَّهِ﴾ ٣- قدّم هدية لمن تطمع في هدايته؛ لما فيها من توادّ القلوب, ﴿وَإِنِّى مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِم بِهَدِيَّةٍ﴾ * معاني الكلمات ﴿عَرْشٌ﴾ سَرِيرٌ. ﴿أَلاَّ يَسْجُدُوا﴾ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ ذَلِكَ لِئَلاَّ يَسْجُدُوا. ﴿الْخَبْءَ﴾ المَخْبُوءَ المَسْتُورَ عَنِ الأَعْيُنِ. ﴿تَوَلَّ عَنْهُمْ﴾ تَنَحَّ عَنْهُمْ قَرِيبًا مِنْهُمْ. ﴿فَانْظُرْ﴾ تَأَمَّلْ، وَاسْمَعْ. ﴿مَاذَا يَرْجِعُونَ﴾ مَا يَتَرَدَّدُ بَيْنَهُمْ مِنَ الكَلاَمِ. ﴿الْمَلأَ﴾ أَشْرَافُ النَّاسِ. ﴿كَرِيمٌ﴾ جَلِيلُ القَدْرِ. ﴿تَعْلُوا عَلَى﴾ تَتَكَبَّرُوا عَلَيَّ. ﴿أَفْتُونِي﴾ أَشِيرُوا عَلَيَّ. ﴿قَاطِعَةً أَمْرًا﴾ قَاضِيَةً حُكْمًا وَفَاصِلَةً فِيهِ. ﴿تَشْهَدُونَ﴾ تَحْضُرُونِي. ﴿أُولُو﴾ أَصْحَابُ. ﴿فَنَاظِرَةٌ﴾ مُنْتَظِرَةٌ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب