الباحث القرآني

* الوقفات التدبرية ١- ﴿قُلْ أَطِيعُوا۟ ٱللَّهَ وَأَطِيعُوا۟ ٱلرَّسُولَ ۖ فَإِن تَوَلَّوْا۟ فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُم مَّا حُمِّلْتُمْ ۖ وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا۟ ۚ وَمَا عَلَى ٱلرَّسُولِ إِلَّا ٱلْبَلَٰغُ ٱلْمُبِينُ﴾ وجملة: ﴿وإن تطيعوه تهتدوا﴾ إرداف الترهيب الذي تضمنه قوله: ﴿وعليكم ما حملتم﴾ بالترغيب في الطاعة. [ابن عاشور:١٨/٢٨١] السؤال: جمعت الآية بين الترغيب والترهيب، بين ذلك. ٢- ﴿وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا۟﴾ ﴿وإن تطيعوه تهتدوا﴾: إلى الصراط المستقيم قولاً وعملاً؛ فلا سبيل لكم إلى الهداية إلا بطاعته، وبدون ذلك لا يمكن، بل هو محال. [السعدي:٥٧٣] السؤال: هل من سبيل إلى الهداية غير طاعة الرسول ﷺ ؟ ٣- ﴿وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ مِنكُمْ وَعَمِلُوا۟ ٱلصَّٰلِحَٰتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِى ٱلْأَرْضِ كَمَا ٱسْتَخْلَفَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ ٱلَّذِى ٱرْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّنۢ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا﴾ في الآية دلالة واضحة على أن خلفاء الأمة مثل: أبي بكر وعمر وعثمان وعلي والحسن ومعاوية كانوا بمحل الرضى من الله تعالى؛ لأنه استخلفهم استخلافاً كاملاً كما استخلف الذين من قبلهم، وفتح لهم البلاد من المشرق إلى المغرب، وأخاف منهم الأكاسرة والقياصرة. [ابن عاشور:١٨/٢٨٦] السؤال: كيف دلت الآية الكريمة على فضل هؤلاء الصحابة رضي الله عنهم؟ ٤- ﴿وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُو۟لَٰٓئِكَ هُمُ ٱلْفَٰسِقُونَ﴾ ﴿ومن كفر بعد ذلك﴾ التمكين والسلطنة التامة لكم يا معشر المسلمين ﴿فأولئك هم الفاسقون﴾ الذين خرجوا عن طاعة الله وفسدوا، فلم يصلحوا لصالح، ولم يكن فيهم أهلية للخير؛ لأن الذي يترك الإيمان في حال عزه وقهره وعدم وجود الأسباب المانعة منه يدل على فساد نيته، وخبث طويته؛ لأنه لا داعي له لترك الدين إلا ذلك. [السعدي:٥٧٣] السؤال: لماذا وصف الله الذين كفروا بعد التمكين بالفسق؟ ٥- ﴿وَأَقِيمُوا۟ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتُوا۟ ٱلزَّكَوٰةَ وَأَطِيعُوا۟ ٱلرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾ يأمر تعالى بإقامة الصلاة...وبإيتاء الزكاة...فهذان أكبر الطاعات وأجلهما؛ جامعتان لحقه وحق خلقه، للإخلاص للمعبود، وللإحسان إلى العبيد. ثم عطف عليهما الأمر العام فقال: ﴿وأطيعوا الرسول﴾...﴿لعلكم﴾ حين تقومون بذلك ﴿ترحمون﴾ فمن أراد الرحمة فهذا طريقها، ومن رجاها من دون إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وطاعة الرسول فهو مُتَمَنٍّ كاذب، وقد منته نفسه بالأماني الكاذبة. [السعدي:٥٧٣] السؤال: لماذا خصت الصلاة والزكاة من بين الأوامر التي يجب فيها إطاعة الرسول؟ وما رأيك فيمن تمنى رحمة الله وهو مقصر في صلاته وزكاته، عاصٍ لرسوله؟ ٦- ﴿لَا تَحْسَبَنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُوا۟ مُعْجِزِينَ فِى ٱلْأَرْضِ ۚ وَمَأْوَىٰهُمُ ٱلنَّارُ ۖ وَلَبِئْسَ ٱلْمَصِيرُ﴾ وقوله تعالى: ﴿في الأرض﴾ ظرف لمعجزين...لإفادة شمول عدم الإعجاز لجميع أجزائها؛ أي: لا تحسبنهم معجزين الله تعالى عن إدراكهم وإهلاكهم في قطر من أقطار الأرض بما رحبت وإن هربوا منها كل مهرب. [الألوسي:٩/٣٩٨] السؤال: ما الذي أفاده قوله تعالى في الآية: ﴿في الأرض﴾؟ ٧- ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ لِيَسْتَـْٔذِنكُمُ ٱلَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَٰنُكُمْ وَٱلَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا۟ ٱلْحُلُمَ مِنكُمْ ثَلَٰثَ مَرَّٰتٍ﴾ وإنما خص هذه الأوقات لأنها ساعات الخلوة ووضع الثياب، فربما يبدو من الإنسان ما لا يحب أن يراه أحد. [القرطبي ١٥/٣١٣. ] السؤال: لم خص هذه الساعات بالأمر بتعليم الاستئذان فيها؟ * التوجيهات ١- اتباع آيات القرآن الكريم والأحاديث الصحيحة موجب لسعادة الدارين، ومعارضتهما موجبة للضلال والخسران, ﴿قُلْ أَطِيعُوا۟ ٱللَّهَ وَأَطِيعُوا۟ ٱلرَّسُولَ ۖ فَإِن تَوَلَّوْا۟ فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُم مَّا حُمِّلْتُمْ ۖ وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا۟﴾ ٢- وعد الله تعالى بالتمكين في الأرض والاستخلاف فيها مشروط بتحقيق العبادة وترك الشرك، ﴿وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ مِنكُمْ وَعَمِلُوا۟ ٱلصَّٰلِحَٰتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِى ٱلْأَرْضِ كَمَا ٱسْتَخْلَفَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ ٱلَّذِى ٱرْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّنۢ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ۚ يَعْبُدُونَنِى لَا يُشْرِكُونَ بِى شَيْـًٔا﴾ ٣- قارن بين دولة كافرة قوية معاصرة وأمة كافرة قديمة أهلكها الله، واستخرج أوجه الشبه بينهما, ﴿لَا تَحْسَبَنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُوا۟ مُعْجِزِينَ فِى ٱلْأَرْضِ ۚ وَمَأْوَىٰهُمُ ٱلنَّارُ ۖ وَلَبِئْسَ ٱلْمَصِيرُ﴾ * العمل بالآيات ١- صل الصلوات الخمس مع الجماعة، واخشع فيها؛ فذلك من إقامتها، ﴿وَأَقِيمُوا۟ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتُوا۟ ٱلزَّكَوٰةَ وَأَطِيعُوا۟ ٱلرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾ ٢- تصدق بشيء من مالك، ﴿وَءَاتُوا۟ ٱلزَّكَوٰةَ﴾ ٣- تدارس مع من حولك بعضاً من آداب الاستئذان، ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ لِيَسْتَـْٔذِنكُمُ ٱلَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَٰنُكُمْ وَٱلَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا۟ ٱلْحُلُمَ مِنكُمْ ثَلَٰثَ مَرَّٰتٍ﴾ * معاني الكلمات ﴿عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ﴾ عَلَى الرَّسُولِ فِعْلُ مَا أُمِرَ بِهِ مِنْ تَبْلِيغِ الرِّسَالَةِ. ﴿وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ﴾ عَلَيْكُمْ فِعْلُ مَا كُلِّفْتُمْ بِهِ مِنَ الاِمْتِثَالِ. ﴿مُعْجِزِينَ﴾ فَائِتِينَ مِنَ العَذَابِ بِالهَرَبِ. ﴿لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ﴾ أَيْ: دُونَ سِنِّ الاِحْتِلاَمِ، وَالبُلُوغِ. ﴿جُنَاحٌ﴾ حَرَجٌ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب