الباحث القرآني

* الوقفات التدبرية ١- ﴿رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَٰرَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ ٱللَّهِ﴾ ﴿رجال﴾: فيه إشعار بهممهم السامية، ونياتهم وعزائمهم العالية؛ التي بها صاروا عماراً للمساجد؛ التي هي بيوت الله في أرضه، ومواطن عبادته، وشكره، وتوحيده، وتنْزيهه. [ابن كثير:٣/٢٨٤] السؤال: ما المستفاد من وصف عامري المساجد بأنهم ﴿رجال﴾؟ ٢- ﴿رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَٰرَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ ٱللَّهِ وَإِقَامِ ٱلصَّلَوٰةِ وَإِيتَآءِ ٱلزَّكَوٰةِ﴾ قال كثير من الصحابة: نزلت هذه الآية في أهل الأسواق الذين إذا سمعوا النداء بالصلاة تركوا كل شغل، وبادروا، ورأى سالم بن عبد الله أهل الأسواق وهم مقبلون إلى الصلاة فقال: هؤلاء الذين أراد الله بقوله: ﴿لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله﴾. [القرطبي:١٥/٢٨٦] السؤال: ما صفات الرجال الذين أثنى الله تعالى عليهم في هذه الآية؟ ٣- ﴿رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَٰرَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ ٱللَّهِ وَإِقَامِ ٱلصَّلَوٰةِ وَإِيتَآءِ ٱلزَّكَوٰةِ ۙ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ ٱلْقُلُوبُ وَٱلْأَبْصَٰرُ﴾ ولما كان ترك الدنيا شديداً على أكثر النفوس، وحب المكاسب بأنواع التجارات محبوباً لها، ويشق عليها تركه في الغالب، وتتكلف من تقديم حق الله على ذلك، ذكر ما يدعوها إلى ذلك ترغيباً وترهيباً، فقال: ﴿يخافون يوماً تتقلب فيه القلوب والأبصار﴾. [السعدي:٥٦٩] السؤال: لماذا ختمت الآية بقوله: ﴿يخافون يوماً تتقلب فيه القلوب والأبصار﴾؟ ٤- ﴿لِيَجْزِيَهُمُ ٱللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا۟ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِۦ ۗ وَٱللَّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَآءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾ فذكر الجزاء على الحسنات، ولم يذكر الجزاء على السيئات –وإن كان يُجازي عليها-لأمرين: أحدهما أنه ترغيب، فاقتصر على ذكر الرغبة، الثاني: أنه صفة قوم لا تكون منهم الكبائر؛ فكانت صغائرهم مغفورة . [القرطبي:١٥/٣٠٤] السؤال: لم ذكر الجزاء والأجر على الحسنات ولم يذكر السيئات؟ ٥- ﴿وَٱلَّذِينَ كَفَرُوٓا۟ أَعْمَٰلُهُمْ كَسَرَابٍۭ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ ٱلظَّمْـَٔانُ مَآءً حَتَّىٰٓ إِذَا جَآءَهُۥ لَمْ يَجِدْهُ شَيْـًٔا﴾ الكافر يحسب أنه قد عمل عملا، وأنه قد حصل شيئا، فإذا وافى الله يوم القيامة وحاسبه عليها، ونوقش على أفعاله، لم يجد له شيئا بالكلية قد قبل، إما لعدم الإخلاص، وإما لعدم سلوك الشرع؛ كما قال تعالى: ﴿وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا﴾ [الفرقان: ٢٣]. [ابن كثير:٣/٢٨٦] السؤال: ما سبب ردّ الأعمال يوم القيامة ؟ ٦- ﴿وَٱلَّذِينَ كَفَرُوٓا۟ أَعْمَٰلُهُمْ كَسَرَابٍۭ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ ٱلظَّمْـَٔانُ مَآءً حَتَّىٰٓ إِذَا جَآءَهُۥ لَمْ يَجِدْهُ شَيْـًٔا وَوَجَدَ ٱللَّهَ عِندَهُۥ فَوَفَّىٰهُ حِسَابَهُۥ ۗ وَٱللَّهُ سَرِيعُ ٱلْحِسَابِ﴾ لما ذكر الله حال المؤمنين أعقب ذلك بمثالين لأعمال الكافرين: الأول يقتضي حال أعمالهم في الآخرة، وأنها لا تنفعهم، بل يضمحل ثوابها كما يضمحل السراب ... والسراب هو ما يرى في الفلوات من ضوء الشمس في الهجيرة حتى يظهر كأنه ماء يجري على وجه الأرض. [ابن جزي:٢/٩٤] السؤال: للمشركين عبادات كثيرة لكن دخلها الشرك، ما مصيرها يوم القيامة؟ ٧- ﴿أَلَمْ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُۥ مَن فِى ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضِ وَٱلطَّيْرُ صَٰٓفَّٰتٍ ۖ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُۥ وَتَسْبِيحَهُۥ﴾ خص الطير بالذكر من جملة الحيوان؛ لأنها تكون بين السماء والأرض؛ فتكون خارجة عن حكم من في السماء والأرض. [القرطبي:٣/٣٠٦] السؤال: لم خص الطير بالذكر بعد ذكر من في السموات والأرض؟ * التوجيهات ١- من أسباب الأمان يوم القيامة: الخوف من الله تعالى في الدنيا، ﴿يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ ٱلْقُلُوبُ وَٱلْأَبْصَٰرُ﴾ ٢- بيان خسران الكافرين في أعمالهم الدينية، ﴿لِيَجْزِيَهُمُ ٱللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا۟ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِۦ ۗ وَٱللَّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَآءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾ ٣- ادع الله تعالى عند نزول المطر؛ فالدعاء مستجاب, ﴿أَلَمْ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ يُزْجِى سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُۥ ثُمَّ يَجْعَلُهُۥ رُكَامًا فَتَرَى ٱلْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَٰلِهِۦ﴾ * العمل بالآيات ١- إذا أذن المؤذن اترك مشاغلك، وحافظ على تكبيرة الإحرام, ﴿رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَٰرَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ ٱللَّهِ وَإِقَامِ ٱلصَّلَوٰةِ وَإِيتَآءِ ٱلزَّكَوٰةِ ۙ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ ٱلْقُلُوبُ وَٱلْأَبْصَٰرُ﴾ ٢- اطلب النور والهداية من الله تعالى وحده؛ فهو المالك لذلك دون من سواه، ﴿وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ ٱللَّهُ لَهُۥ نُورًا فَمَا لَهُۥ مِن نُّورٍ﴾ ٣- قل: «سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم» مائة مرة, ﴿أَلَمْ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُۥ مَن فِى ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضِ وَٱلطَّيْرُ صَٰٓفَّٰتٍ ۖ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُۥ وَتَسْبِيحَهُۥ ۗ وَٱللَّهُ عَلِيمٌۢ بِمَا يَفْعَلُونَ﴾ * معاني الكلمات ﴿يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ﴾ أَيْ: بَيْنَ الرَّجَاءِ، وَالخَوْفِ. ﴿بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾ بِلاَ عَدٍّ، وَيُعْطَى مِنَ الأَجْرِ مَا لاَ يَبْلُغُهُ عَمَلُ العَامِلِ. ﴿كَسَرَابٍ﴾ هُوَ مَا يُشَاهَدُ كَالمَاءِ عَلَى الأَرْضِ المُسْتَوِيَةِ فِي الظَّهِيرَةِ. ﴿بِقِيعَةٍ﴾ الأَرْضُ المُنْخَفِضَةُ المُسْتَوِيَةُ. ﴿لُجِّيٍّ﴾ عَمِيقٍ. ﴿يَغْشَاهُ﴾ يَعْلُوهُ. ﴿صَآفَّاتٍ﴾ بَاسِطَاتٍ أَجْنِحَتَهُنَّ فِي الهَوَاءِ. ﴿يُزْجِي﴾ يَسُوقُ. ﴿يُؤَلِّفُ﴾ يَجْمَعُ. ﴿رُكَامًا﴾ مُتَرَاكِمًا. ﴿الْوَدْقَ﴾ المَطَرَ. ﴿مِنْ خِلاَلِهِ﴾ مِنْ بَيْنِهِ. ﴿سَنَا بَرْقِهِ﴾ ضَوْءُ البَرْقِ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب