الباحث القرآني

* الوقفات التدبرية ١- ﴿وَأَنكِحُوا۟ ٱلْأَيَٰمَىٰ مِنكُمْ وَٱلصَّٰلِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَآئِكُمْ ۚ إِن يَكُونُوا۟ فُقَرَآءَ يُغْنِهِمُ ٱللَّهُ مِن فَضْلِهِۦ ۗ وَٱللَّهُ وَٰسِعٌ عَلِيمٌ﴾ أردفت أوامر العفاف بالإرشاد إلى ما يعين عليه، ويُعف نفوس المؤمنين والمؤمنات، ويغض من أبصارهم، فأمر الأولياء بأن يزوجوا أياماهم ولا يتركوهن متأيمات؛ لأن ذلك أعف لهن وللرجال الذين يتزوجونهن. [ابن عاشور:١٨/٢١٥] السؤال: حين أمر القرآن بغض البصر وبالعفاف بين الوسائل المعينة على ذلك كيف دلت الآية الكريمة على ذلك؟ ٢- ﴿وَأَنكِحُوا۟ ٱلْأَيَٰمَىٰ مِنكُمْ وَٱلصَّٰلِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَآئِكُمْ ۚ إِن يَكُونُوا۟ فُقَرَآءَ يُغْنِهِمُ ٱللَّهُ مِن فَضْلِهِۦ ۗ وَٱللَّهُ وَٰسِعٌ عَلِيمٌ﴾ لما طبع الآدمي عليه من الهلع في قلة الوثوق بالرزق، أجاب من كأنه قال: قد يكون الإنسان غير قادر لكونه معدماً بقوله: ﴿إن يكونوا فقراء يغنهم الله﴾ إذا تزوجوا. ﴿من فضله﴾؛ لأنه قد كتب لكل نفس رزقها فلا يمنعكم فقرهم من إنكاحهم ... وعن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أنه قال: «أطيعوا الله فيما أمركم من النكاح ينجز لكم ما وعدكم من الغنى». [البقاعي:١٣/٢٦٥] السؤال: بينت الآية سببا من أسباب الغنى فما هو؟ ٣- ﴿وَلْيَسْتَعْفِفِ ٱلَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّىٰ يُغْنِيَهُمُ ٱللَّهُ مِن فَضْلِهِۦ﴾ إرشاد للتائقين العاجزين عن مبادي النكاح وأسبابه إلى ما هو أولى لهم وأحرى بهم؛ أي وليجتهد في العفة وصون النفس. [الألوسي:٩/٣٤٤] السؤال: بماذا ننصح من لم يتزوج؟ وما وعد الله له؟ ٤- ﴿وَلْيَسْتَعْفِفِ ٱلَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّىٰ يُغْنِيَهُمُ ٱللَّهُ مِن فَضْلِهِۦ﴾ أمر بالاستعفاف؛ وهو الاجتهاد في طلب العفة من الحرام لمن لا يقدر على التزويج؛ فقوله:﴿لا يَجِدونَ نِكاحاًً﴾ معناه لا يجدون استطاعة على التزويج؛ بأي وجه تعذر التزويج. [ابن جزي:٢/٩١] السؤال: ما الواجب على من لا يستطيع النكاح؟ ٥- ﴿ٱللَّهُ نُورُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضِ ....... نُّورٌ عَلَىٰ نُورٍ ۗ يَهْدِى ٱللَّهُ لِنُورِهِۦ مَن يَشَآءُ﴾ وذكر سبحانه آية النور عقيب آيات غض البصر، فقال: ﴿الله نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ﴾، وكان شاه بن شجاع الكرماني لا تخطئ له فراسة، وكان يقول: «من عمر ظاهره باتباع السنة، وباطنه بدوام المراقبة، وغض بصره عن المحارم، وكف نفسه عن الشهوات، وذكر خصلة خامسة وهي أكل الحلال: لم تخطئ له فراسة». والله تعالى يجزي العبد على عمله بما هو من جنس عمله؛ فغض بصره عما حرم يعوضه الله عليه من جنسه بما هو خير منه، فيطلق نور بصيرته ويفتح عليه. [ابن تيمية:٤/٥١٣] السؤال: لماذا جاءت آية النور عقيب آيات غض البصر؟ ٦- ﴿ىٰ نُورٍ ۗ يَهْدِى ٱللَّهُ لِنُورِهِۦ مَن يَشَآءُ﴾ قال تعالى: ﴿نُورٌ عَلَى نُورٍ﴾ قال بعض السلف في الآية: هو المؤمن ينطق بالحكمة وإن لم يسمع فيها بأثر، فإذا سمع بالأثر كان نورا على نور؛ نور الإيمان الذي في قلبه يطابق نور القرآن. [ابن تيمية: ٤/٥١٣] السؤال: متى يجتمع للمؤمن نوران؟ ٧- ﴿فِى بُيُوتٍ أَذِنَ ٱللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا ٱسْمُهُۥ يُسَبِّحُ لَهُۥ فِيهَا بِٱلْغُدُوِّ وَٱلْءَاصَالِ﴾ ﴿يُسَبِّحُ﴾ أي: يصلي وينزه، ﴿لَهُ﴾ أي: خاصة، ﴿فِيهَا بِالغُدُوِّ﴾ أي: الإبكار بصلاة الصبح، ﴿والآصالِ﴾ أي: العشيات ببقية الصلوات؛ فيفتحون أعمالهم ويختمونها بذكره ليُحفظوا فيما بين ذلك، ويُبارَك لهم فيما يتقلبون فيه. [البقاعي:١٣/٢٧٨] السؤال: ما فائدة بدء المسلم يومه وختمه بالصلاة وذكر الله سبحانه؟ * التوجيهات ١- الفقر ليس عائقاً من الزواج؛ بل قد يكون سبباً للغنى، ﴿إِن يَكُونُوا۟ فُقَرَآءَ يُغْنِهِمُ ٱللَّهُ مِن فَضْلِهِۦ﴾ ٢- احرص على معرفة قصص القرآن؛ ففيها بينات وعبر ومواعظ، ﴿وَلَقَدْ أَنزَلْنَآ إِلَيْكُمْ ءَايَٰتٍ مُّبَيِّنَٰتٍ وَمَثَلًا مِّنَ ٱلَّذِينَ خَلَوْا۟ مِن قَبْلِكُمْ وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ﴾ ٣- من أسباب الفراسة: هداية العبد إلى نور الله، وقد بين الله في هذه السورة أسباب هذا النور وأماكنه وموانعه، ﴿نُّورٌ عَلَىٰ نُورٍ ۗ يَهْدِى ٱللَّهُ لِنُورِهِۦ مَن يَشَآءُ ۚ وَيَضْرِبُ ٱللَّهُ ٱلْأَمْثَٰلَ لِلنَّاسِ ۗ وَٱللَّهُ بِكُلِّ شَىْءٍ عَلِيمٌ (٣٥) فِى بُيُوتٍ أَذِنَ ٱللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا ٱسْمُهُۥ يُسَبِّحُ لَهُۥ فِيهَا بِٱلْغُدُوِّ وَٱلْءَاصَالِ﴾ * العمل بالآيات ١- تبرع لإحدى الجمعيات التي تعين على تزويج الشباب, ﴿وَأَنكِحُوا۟ ٱلْأَيَٰمَىٰ مِنكُمْ وَٱلصَّٰلِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَآئِكُمْ ۚ إِن يَكُونُوا۟ فُقَرَآءَ يُغْنِهِمُ ٱللَّهُ مِن فَضْلِهِۦ ۗ وَٱللَّهُ وَٰسِعٌ عَلِيمٌ﴾ ٢- سل الله تعالى أن يهديك لنوره, ﴿يَهْدِى ٱللَّهُ لِنُورِهِۦ مَن يَشَآءُ﴾ ٣- اقرأ أذكار الصباح وأنت في المسجد، وفي المساء كذلك، ﴿فِى بُيُوتٍ أَذِنَ ٱللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا ٱسْمُهُۥ يُسَبِّحُ لَهُۥ فِيهَا بِٱلْغُدُوِّ وَٱلْءَاصَالِ﴾ * معاني الكلمات ﴿وَأَنْكِحُوا﴾ زَوِّجُوا. ﴿الأَيَامَى﴾ مَنْ لاَ زَوْجَ لَهُ. ﴿عِبَادِكُمْ﴾ عَبِيدِكُمْ. ﴿وَإِمَائِكُمْ﴾ جَوَارِيكُمْ. ﴿يَبْتَغُونَ﴾ يَطْلُبُونَ. ﴿الْكِتَابَ﴾ المُكَاتَبَةَ، بِأَنْ يَشْتَرُوا أَنْفُسَهُمْ مِنْ أَسْيَادِهِمْ بِمَالٍ مُقَسَّطٍ يُؤَدُّونَهُ إلَيْهِمْ. ﴿خَيْرًا﴾ رَشَدًا وَقُدْرَةً عَلَى الكَسْبِ. ﴿فَتَيَاتِكُمْ﴾ جَوَارِيكُمْ. ﴿الْبِغَاءِ﴾ الزِّنَى. ﴿تَحَصُّناً﴾ تَعَفُّفًا. ﴿نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ﴾ أَيْ: هُوَ نُورٌ، وَكِتَابُهُ نُورٌ، وَبِهِ اسْتَنَارَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ، يُدَبِّرُ الأَمْرَ فِيهِمَا، وَيَهْدِي أَهْلَهُمَا. ﴿كَمِشْكَاةٍ﴾ هِيَ: الكُوَّةُ فِي الحَائِطِ غَيْرُ النَّافِذَةِ. ﴿دُرِّيٌّ﴾ مُضِيءٌ. ﴿فِي بُيُوتٍ﴾ هَذَا النُّورُ فِي مَسَاجِدَ. ﴿تُرْفَعَ﴾ تُعَظَّمَ بِالتَّعْمِيرِ، وَالتَّطْهِيرِ. ﴿بِالْغَدُوِّ وَالآصَالِ﴾ أَوَّلِ النَّهَارِ، وَآخِرِهِ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب