الباحث القرآني

* الوقفات التدبرية ١- ﴿بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۚ لِكُلِّ ٱمْرِئٍ مِّنْهُم مَّا ٱكْتَسَبَ مِنَ ٱلْإِثْمِ ۚ وَٱلَّذِى تَوَلَّىٰ كِبْرَهُۥ مِنْهُمْ لَهُۥ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾ ﴿بل هو خير لكم﴾: خطاب للمسلمين، والخير في ذلك من خمسة أوجه: تبرئة أم المؤمنين، وكرامة الله لها بإنزال الوحي في شأنها، والأجر الجزيل لها في الفرية عليها، وموعظة المؤمنين، والانتقام من المفترين. [ابن جزي:٢/٨٤] السؤال: بيّن بعض أوجه الخير في حادثة الإفك. ٢- ﴿لَّوْلَآ إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ ٱلْمُؤْمِنُونَ وَٱلْمُؤْمِنَٰتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا۟ هَٰذَآ إِفْكٌ مُّبِينٌ﴾ المعنى: أنه كان ينبغي للمؤمنين والمؤمنات أن يقيسوا ذلك الأمر على أنفسهم؛ فإن كان ذلك يبعد في حقهم، فهو في حق عائشة أبعد؛ لفضلها، وروي أن هذا النظر وقع لأبي أيوب الأنصاري، فقال لزوجته: أكنت أنت تفعلين ذلك، قالت: لا والله، قال: فعائشة أفضل منك؟ قالت: نعم. [ابن جزي:٢/٨٥] السؤال: ما الواجب على المسلم إذا سمع عن الصالحين شيئاً لا يسر؟ ٣- ﴿إِذْ تَلَقَّوْنَهُۥ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِۦ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُۥ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ ٱللَّهِ عَظِيمٌ (١٥) وَلَوْلَآ إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُم مَّا يَكُونُ لَنَآ أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَٰذَا سُبْحَٰنَكَ هَٰذَا بُهْتَٰنٌ عَظِيمٌ﴾ ومعنى ﴿تلَقَّونه﴾: يأخذ بعضكم من بعض. وفي هذا الكلام، وفي الذي قبله وبعده عتاب لهم على خوضهم في حديث الإفك، وإن كانوا لم يصدقوه؛ فإن الواجب كان الإغضاء عن ذكره، والترك بالكلية، فعاتبهم على ثلاثة أشياء، وهي: تلقيه بالألسنة: أي: السؤال عنه، وأخذه من المسؤول، والثاني: قولهم ذلك، والثالث: أنهم حسبوه هيناً، وهو عند الله عظيم. وفائدة قوله: ﴿بألسنتكم﴾ و﴿بأفواهكم﴾: الإشارة إلى أن ذلك الحديث كان باللسان دون القلب؛ إذ كانوا لم يعلموا حقيقته بقلوبهم. [ابن جزي:٢/٨٥] السؤال: بين الموقف الصحيح من الإشاعات حول الصالحين من خلال الآية. ٤- ﴿إِذْ تَلَقَّوْنَهُۥ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِۦ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُۥ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ ٱللَّهِ عَظِيمٌ﴾ وفي هذا من الأدب الأخلاقي أن المرء لا يقول بلسانه إلا ما يعلمه، ويتحققه. [ابن عاشور:١٨/١٧٨] السؤال: بينت الآية الكريمة أدباً للقول، فما هو؟ ٥- ﴿وَتَحْسَبُونَهُۥ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ ٱللَّهِ عَظِيمٌ﴾ وهذا فيه الزجر البليغ عن تعاطي بعض الذنوب على وجه التهاون بها؛ فإن العبد لا يفيده حسبانه شيئاً، ولا يخفف من عقوبة الذنب، بل يضاعف الذنب، ويسهل عليه مواقعته مرة أخرى. [السعدي:٥٦٤] السؤال: ما خطورة التهاون في بعض الذنوب؟ ٦- ﴿وَلَوْلَآ إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُم مَّا يَكُونُ لَنَآ أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَٰذَا سُبْحَٰنَكَ هَٰذَا بُهْتَٰنٌ عَظِيمٌ﴾ قال العلماء: إن الآية أصل في أن درجة الإيمان التي حازها الإنسان، ومنزلة الصلاح التي حـلها المؤمن، ولبسة العفـاف التي يستتر بها المسلـم، لا يـزيلها عنه خبر محتمل -وإن شاع- إذا كان أصله فاسدا أو مجهولا. [القرطبي:١٥/١٧٢] السؤال: ما موقفنا من الإشاعات الفاسدة عن الصالحين؟ ٧- ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ ٱلْفَٰحِشَةُ فِى ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِى ٱلدُّنْيَا وَٱلْءَاخِرَةِ ۚ وَٱللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾ ﴿إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة﴾: الإشارة بذلك إلى المنافقين الذين أحبوا أن يشيع حديث الإفك، ثم هو عام في غيرهم ممن اتصف بصفتهم. [ابن جزي:٢/٨٥] السؤال: في هذه الآية بيان لصفة من صفات المنافقين, فما هي؟ * التوجيهات ١- قضاء الله تعالى للمؤمن كله خير له؛ فلا تحزن على ما أصابك؛ فلعله خيرٌ أريد بك, ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ جَآءُو بِٱلْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ ۚ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم ۖ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ﴾ ٢- أحسن الظن بإخوانك المؤمنين والمؤمنات، ﴿لَّوْلَآ إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ ٱلْمُؤْمِنُونَ وَٱلْمُؤْمِنَٰتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْرًا﴾ ٣- حرمة الإفك والقول بدون علم وبشاعتهما، وعظيم جرمهما، وخطر الخوض في ذلك, ﴿إِذْ تَلَقَّوْنَهُۥ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِۦ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُۥ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ ٱللَّهِ عَظِيمٌ﴾ * العمل بالآيات ١- اقرأ حادثة الإفك من صحيح البخاري، ثم استخرج منها ثلاث فوائد، ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ جَآءُو بِٱلْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ ۚ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم ۖ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ﴾ ٢- اذكر ثلاثة من علاجات الإشاعات السيئة, ﴿إِذْ تَلَقَّوْنَهُۥ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِۦ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُۥ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ ٱللَّهِ عَظِيمٌ﴾ ٣- اقترح حلا لمنع إشاعة الفاحشة في المجتمع حولك، ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ ٱلْفَٰحِشَةُ فِى ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِى ٱلدُّنْيَا وَٱلْءَاخِرَةِ﴾ * معاني الكلمات ﴿بِالإِفْكِ﴾ أَشْنَعِ الكَذِبِ، وَهُوَ رَمْيُ أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رضي الله عنها بِالزِّنَى. ﴿عُصْبَةٌ مِنْكُمْ﴾ جَمَاعَةٌ مِنْكُمْ. ﴿تَوَلَّى كِبْرَهُ﴾ تَحَمَّلَ مُعْظَمَهُ. ﴿أَفَضْتُمْ فِيهِ﴾ خُضْتُمْ فِيهِ مِنْ حَدِيثِ الإِفْكِ. ﴿تَلَقَّوْنَهُ﴾ تَتَلَقَّفُونَهُ، وَتَنْقُلُونَهُ. ﴿بُهْتَانٌ﴾ كَذِبٌ. ﴿يَعِظُكُمُ﴾ يَنْهَاكُمْ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب