الباحث القرآني

* الوقفات التدبرية ١- ﴿وَٱلَّذِينَ يُؤْتُونَ مَآ ءَاتَوا۟ وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَىٰ رَبِّهِمْ رَٰجِعُونَ﴾ الأعمال الظاهرة يعظم قدرها، ويصغر قدرها بما في القلوب، وما في القلوب يتفاضل؛ لا يعرف مقادير ما في القلوب من الإيمان إلا الله. [ابن تيمية:٤/٤٦١] السؤال: استخرج فائدتين من الآية. ٢- ﴿أُو۟لَٰٓئِكَ يُسَٰرِعُونَ فِى ٱلْخَيْرَٰتِ وَهُمْ لَهَا سَٰبِقُونَ (٦١) وَلَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا﴾ لما ذكر مسارعتهم إلى الخيرات وسبقهم إليها، ربما وهم واهم أن المطلوب منهم ومن غيرهم أمر غير مقدور أو متعسر؛ أخبر تعالى أنه لا يكلف نفساً إلا وسعهاً. [السعدي:٥٥٤] السؤال: السباق إلى الخيرات قد يصل إلى التكلف، كيف عالجت الآية هذه القضية؟ ٣- ﴿قَدْ كَانَتْ ءَايَٰتِى تُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ فَكُنتُمْ عَلَىٰٓ أَعْقَٰبِكُمْ تَنكِصُونَ﴾ ﴿فكنتم على أعقابكم تنكصون﴾ أي: راجعين القهقرى إلى الخلف؛ وذلك لأن باتِّباعهم القرآن يتقدمون، وبالإعراض عنه يستأخرون، وينْزلون إلى أسفل سافلين. [السعدي:٥٥٥] السؤال: في الآية إشارة بأن تحكيم الشريعة هي الوسيلة المثلى للتقدم والرقي، وضح ذلك. ٤- ﴿أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا۟ ٱلْقَوْلَ﴾ إذاً –والله- يجدون في القرآن زاجراً عن معصية الله لو تدبره القوم وعقلوه، ولكنهم أخذوا بما تشابه به؛ فهلكوا عند ذلك. [ابن كثير:٣/٢٤٢] السؤال: ما فائدة حثهم على التدبر؟ ٥- ﴿أَمْ لَمْ يَعْرِفُوا۟ رَسُولَهُمْ فَهُمْ لَهُۥ مُنكِرُونَ﴾ قال ابن عباس رضي الله عنهما: «أليس قد عرفوا محمداً ﷺ صغيراً وكبيراً، وعرفوا نسبه، وصدقه، وأمانته، ووفاءه بالعهود». وهذا على سبيل التوبيخ لهم على الإعراض عنه بعدما عرفوه بالصدق والأمانة. [البغوي:٣/٢٥٢] السؤال: بين أهمية دراسة سيرة النبي ﷺ وتعلم أخلاقه. ٦- ﴿أَمْ يَقُولُونَ بِهِۦ جِنَّةٌۢ ۚ بَلْ جَآءَهُم بِٱلْحَقِّ وَأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ كَٰرِهُونَ﴾ وإنما أسندت كراهية الحق إلى أكثرهم دون جميعهم؛ إنصافاً لمن كان منهم من أهل الأحلام الراجحة الذين علموا بطلان الشرك، وكانوا يجنحون إلى الحق، ولكنهم يشايعون طغاة قومهم مصانعة لهم، واستبقاء على حرمة أنفسهم. [ابن عاشور:١٨/٩١] السؤال: لماذا أسندت كراهة الحق إلى أكثر الكفار لا جميعهم؟ ٧- ﴿وَلَوِ ٱتَّبَعَ ٱلْحَقُّ أَهْوَآءَهُمْ لَفَسَدَتِ ٱلسَّمَٰوَٰتُ وَٱلْأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ ۚ بَلْ أَتَيْنَٰهُم بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَن ذِكْرِهِم مُّعْرِضُونَ﴾ ﴿ولو اتبع الحق أهواءهم﴾ أي : بما يهواه الناس ويشتهونه؛ لبطل نظام العالم؛ لأن شهوات الناس تختلف، وتتضاد، وسبيل الحق أن يكون متبوعا، وسبيل الناس الانقياد للحق. [القرطبي:١٥/٧٢] السؤال: للحرية حدود، ماذا يحدث لو أُزيلت هذه الحدود؟ * التوجيهات ١- تذكر دائما وقوفك بين يدي الله تعالى يوم القيامة،﴿وَٱلَّذِينَ يُؤْتُونَ مَآ ءَاتَوا۟ وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَىٰ رَبِّهِمْ رَٰجِعُونَ﴾ ٢- الذنوب سبب لغمرة القلب، وتشتت أحواله، وتركها سبب لسلامته وصحته، ﴿بَلْ قُلُوبُهُمْ فِى غَمْرَةٍ مِّنْ هَٰذَا وَلَهُمْ أَعْمَٰلٌ مِّن دُونِ ذَٰلِكَ هُمْ لَهَا عَٰمِلُونَ﴾ ٣- من أسباب إعراض الناس عن الحق: غمرة الجهل والتعصب، وعمى التقليد، ﴿بَلْ قُلُوبُهُمْ فِى غَمْرَةٍ مِّنْ هَٰذَا وَلَهُمْ أَعْمَٰلٌ مِّن دُونِ ذَٰلِكَ هُمْ لَهَا عَٰمِلُونَ﴾ * العمل بالآيات ١- اختر طاعة من الطاعات، وسابق إليها، وكن مِن أول مَن يفعلها، ﴿أُو۟لَٰٓئِكَ يُسَٰرِعُونَ فِى ٱلْخَيْرَٰتِ وَهُمْ لَهَا سَٰبِقُونَ﴾ ٢- كما تعودت أن يكون لك ورد تتلو فيه القرآن، أو تحفظه فيه؛ فاجعل لنفسك ورداً تتدبر فيه آيات من القرآن، ﴿أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا۟ ٱلْقَوْلَ أَمْ جَآءَهُم مَّا لَمْ يَأْتِ ءَابَآءَهُمُ ٱلْأَوَّلِينَ﴾ ٣- اقرأ كتاباً في شمائل النبي ﷺ , ﴿أَمْ لَمْ يَعْرِفُوا۟ رَسُولَهُمْ فَهُمْ لَهُۥ مُنكِرُونَ﴾ * معاني الكلمات ﴿وَجِلَةٌ﴾ خَائِفَةٌ مِنْ عَدَمِ القَبُولِ. ﴿غَمْرَةٍ مِنْ هَذَا﴾ ضَلاَلٍ عَنْ هَذَا القُرْآنِ. ﴿يَجْأَرُونَ﴾ يَرْفَعُونَ أَصْوَاتَهُمْ مُتَضَرِّعِينَ. ﴿عَلَى أَعْقَابِكُمْ تَنْكِصُونَ﴾ تَنْفِرُونَ مِنْ سَمَاعِ الآيَاتِ كَالَّذِي يَرْجِعُ إِلَى الوَرَاءِ. ﴿مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ﴾ مُسْتَعْلِينَ عَلَى النَّاسِ بِسَبَبِ الحَرَامِ؛ تَقُولُونَ: نَحْنُ أَهْلُهُ لاَ نُغْلَبُ فِيهِ. ﴿سَامِرًا تَهْجُرُونَ﴾ تَتَسَامَرُونَ بِاللَّيْلِ حَوْلَ الحَرَمِ بِالسَّيِّئِ مِنَ القَوْلِ. ﴿بِذِكْرِهِمْ﴾ بِمَا فِيهِ عِزُّهُمْ وَشَرَفُهُمْ، وَهُوَ القُرْآنُ. ﴿خَرْجًا﴾ أَجْرًا. ﴿فَخَرَاجُ رَبِّكَ﴾ فَثَوَابُهُ، وَعَطَاؤُهُ. ﴿لَنَاكِبُونَ﴾ لَمَائِلُونَ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب