الباحث القرآني

* الوقفات التدبرية ١- ﴿وَأَنزَلْنَا مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءًۢ بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّٰهُ فِى ٱلْأَرْضِ ۖ وَإِنَّا عَلَىٰ ذَهَابٍۭ بِهِۦ لَقَٰدِرُونَ﴾ يقول جل ثناؤه: وإنا على الماء الذي أسكناه في الأرض لقادرون أن نذهب به، فتهلكوا أيها الناس عطشا، وتخرب أرضوكم، فلا تنبت زرعا، ولا غرسا، وتهلك مواشيكم، يقول: فمن نعمتي عليكم تركي ذلك لكم في الأرض جاريا. [الطبري:١٩/٢٠] السؤال: ما مصدر الماء الذي ينبع من الأرض؟ ٢- ﴿وَأَنزَلْنَا مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءًۢ بِقَدَرٍ﴾ أي: بحسب الحاجة؛ لا كثيراً فيفسد الأرض والعمران، ولا قليلاً فلا يكفي الزروع والثمار، بل بقدر الحاجة إليه من السقي والشرب والانتفاع به. [ابن كثير:٣/٢٣٥] السؤال: ما وجه الإنعام من إنزال الماء بقدر؟ ٣- ﴿وَإِنَّا عَلَىٰ ذَهَابٍۭ بِهِۦ لَقَٰدِرُونَ﴾ وهذا تنبيه منه لعباده أن يشكروه على نعمته، ويقدروا عدمها ماذا يحصل به من الضرر. [السعدي:٥٤٩] السؤال: في الآية تنبيهٌ إلى طريقةٍ يعرف بها الناس حقيقة النعمة، فما هي؟ ٤- ﴿وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِن طُورِ سَيْنَآءَ تَنۢبُتُ بِٱلدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِّلْءَاكِلِينَ (٢٠) وَإِنَّ لَكُمْ فِى ٱلْأَنْعَٰمِ لَعِبْرَةً ۖ نُّسْقِيكُم مِّمَّا فِى بُطُونِهَا وَلَكُمْ فِيهَا مَنَٰفِعُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ﴾ ﴿وإن لكم في الأنعام لعبرة﴾: بيان للنعم الواصلة إليهم من جهة الحيوان إثر بيان النعم الفائضة من جهة الماء والنبات. [الألوسي:٩/٢٢٥] السؤال: لماذا بدأ بنعمة الماء والنبات قبل نعمة الأنعام؟ ٥- ﴿فَقَالَ ٱلْمَلَؤُا۟ ٱلَّذِينَ كَفَرُوا۟ مِن قَوْمِهِۦ مَا هَٰذَآ إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُرِيدُ أَن يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ وَلَوْ شَآءَ ٱللَّهُ لَأَنزَلَ مَلَٰٓئِكَةً مَّا سَمِعْنَا بِهَٰذَا فِىٓ ءَابَآئِنَا ٱلْأَوَّلِينَ (٢٤) إِنْ هُوَ إِلَّا رَجُلٌۢ بِهِۦ جِنَّةٌ﴾ وهذه الشُّبَه التي أوردوها ... هي في نفسها متناقضة، متعارضة؛ فقوله: ﴿ما هذا إلا بشر مثلكم يريد أن يتفضل عليكم﴾ أثبتوا أن له عقلاً يكيدهم به ليعلوهم ويسودهم، ويحتاج مع هذا أن يحذر منه لئلا يغتر به، فكيف يلتئم مع قولهم: ﴿إن هو إلا رجل به جنة﴾؟! [السعدي:٥٥٠] السؤال: بين التناقض والتعارض الموجود في كلامهم. ٦- ﴿فَقَالَ ٱلْمَلَؤُا۟ ٱلَّذِينَ كَفَرُوا۟ مِن قَوْمِهِۦ مَا هَٰذَآ إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُرِيدُ أَن يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ وَلَوْ شَآءَ ٱللَّهُ لَأَنزَلَ مَلَٰٓئِكَةً مَّا سَمِعْنَا بِهَٰذَا فِىٓ ءَابَآئِنَا ٱلْأَوَّلِينَ﴾ استبعدوا أن تكون النبوّة لبشر؛ فيا عجباً منهم إذ أثبتوا الربوبية لحجر! [ابن جزي:٢/٧٠] السؤال: في استبعاد الكفار أن تكون الرسل من البشر غاية التناقض, وضح ذلك. ٧- ﴿فَقَالَ ٱلْمَلَؤُا۟ ٱلَّذِينَ كَفَرُوا۟ مِن قَوْمِهِۦ مَا هَٰذَآ إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُرِيدُ أَن يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ وَلَوْ شَآءَ ٱللَّهُ لَأَنزَلَ مَلَٰٓئِكَةً مَّا سَمِعْنَا بِهَٰذَا فِىٓ ءَابَآئِنَا ٱلْأَوَّلِينَ﴾ سادة القوم ظنوا أنه ما جاء بتلك الدعوة إلاّ حباً في أن يَسُود على قومهم؛ فَخَشُوا أن تزول سيادتهم، وهم بجهلهم لا يتدبرون أحوال النفوس، ولا ينظرون مصالح الناس، ولكنهم يقيسون غيرهم على مقياس أنفسهم. [ابن عاشور:١٨/٤٢] السؤال: حب الرئاسة والسيادة خطر على الإنسان وعلى دينه، بين ذلك من الآية الكريمة. * التوجيهات ١- أكثر من العبادة الخالصة لله سبحانه، ﴿ٱعْبُدُوا۟ ٱللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُۥٓ﴾ ٢- وجهاء المجتمع قادة مؤثرون في الخير أو في الشر؛ فلنحرص على صلاحهم، ﴿فَقَالَ ٱلْمَلَؤُا۟ ٱلَّذِينَ كَفَرُوا۟ مِن قَوْمِهِۦ مَا هَٰذَآ إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُرِيدُ أَن يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ﴾ ٣- لا تتكل على نسبك؛ فالأنساب لا تنجي من عذاب الله تعالى, ﴿فَإِذَا جَآءَ أَمْرُنَا وَفَارَ ٱلتَّنُّورُ ۙ فَٱسْلُكْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ ٱثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَن سَبَقَ عَلَيْهِ ٱلْقَوْلُ مِنْهُمْ﴾ * العمل بالآيات ١- إذا شربت اليوم وغسلت فتذكر أن نعمة الماء العذب من أكثر نعم الله الدنيوية علينا؛ فأكثر من شكر الله عليها, ﴿وَأَنزَلْنَا مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءًۢ بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّٰهُ فِى ٱلْأَرْضِ ۖ وَإِنَّا عَلَىٰ ذَهَابٍۭ بِهِۦ لَقَٰدِرُونَ﴾ ٢- اجعل في طعامك اليوم زيت الزيتون؛ فإنه من شجرة مباركة، وفيه من المنافع الشيء الكثير، ﴿وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِن طُورِ سَيْنَآءَ تَنۢبُتُ بِٱلدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِّلْءَاكِلِينَ﴾ ٣- قل عند ركوب الدابة: «سبحان الذي سخّر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون»، ﴿وَعَلَيْهَا وَعَلَى ٱلْفُلْكِ تُحْمَلُونَ﴾ * معاني الكلمات ﴿بِقَدَرٍ﴾ بِمِقْدَارِ حَاجَةِ الخَلْقِ. ﴿وَشَجَرَةً﴾ هِيَ شَجَرَةُ الزَّيْتُونِ. ﴿بِالدُّهْنِ﴾ بِالزَّيْتِ. ﴿وَصِبْغٍ﴾ إِدَامٍ يُغْمَسُ فِيهِ الخُبْزُ. ﴿الْفُلْكِ﴾ السُّـفُنِ. ﴿جِنَّةٌ﴾ مَسٌّ مِنَ الجُنُونِ. ﴿بِأَعْيُنِنَا﴾ بِحِفْظِنَا وَكَلاَءَتِنَا؛ وَفِيهِ إِثْبَاتُ صِفَةِ العَيْنِ لِلَّهِ عَلَى الوَجْهِ اللاَّئِقِ بِهِ. ﴿وَفَارَ التَّنُّورُ﴾ نَبَعَ المَاءُ مِنَ التَّنُّورِ المَعْرُوفِ. ﴿فَاسْلُكْ فِيهَا﴾ فَأَدْخِلْ فِيهَا. ﴿سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ﴾ اسْتَحَقَّ العَذَابَ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب