الباحث القرآني

* الوقفات التدبرية ١- ﴿قَالُوا۟ رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا﴾ أي: قد قامت علينا الحجة، ولكن كنا أشقى من أن ننقاد لها ونتبعها. [ابن كثير:٣/٢٤٩] السؤال: بين خطورة غلبة الشقاء على الإنسان. ٢- ﴿قَالُوا۟ رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْمًا ضَآلِّينَ﴾ وأحسن ما قيل في معناه: غلبت علينا لذاتنا وأهواؤنا، فسمى اللذات والأهواء شقوة؛ لأنهما يؤديان إليها... وقيل: حسن الظن بالنفس، وسوء الظن بالخلق. [البغوي:١٥/٩١] السؤال: لمَ سمّى اللذة والهوى شقوة؟ ٣- ﴿إِنَّهُۥ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْ عِبَادِى يَقُولُونَ رَبَّنَآ ءَامَنَّا فَٱغْفِرْ لَنَا وَٱرْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ ٱلرَّٰحِمِينَ (١٠٩) فَٱتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا حَتَّىٰٓ أَنسَوْكُمْ ذِكْرِى وَكُنتُم مِّنْهُمْ تَضْحَكُونَ﴾ ويستفاد من هذا: التحذير من السخرية، والاستهزاء بالضعفاء والمساكين، والاحتقار لهم، والإزراء عليهم، والاشتغال بهم فيما لا يغني، وأن ذلك مبعد من الله عز وجل. [القرطبي:١٥/٩٥] السؤال: بين من الآية خطورة السخرية والاستهزاء بالضعفاء. ٤- ﴿إِنَّهُۥ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْ عِبَادِى يَقُولُونَ رَبَّنَآ ءَامَنَّا فَٱغْفِرْ لَنَا وَٱرْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ ٱلرَّٰحِمِينَ (١٠٩) فَٱتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا حَتَّىٰٓ أَنسَوْكُمْ ذِكْرِى وَكُنتُم مِّنْهُمْ تَضْحَكُونَ﴾ وقوله في هذه الآية: ﴿إنه كان فريق من عبادي﴾ يدل فيه لفظ ﴿إن﴾ المكسورة المشددة، على أن الأسباب التي أدخلتهم النار هو استهزاؤهم، وسخريتهم من الفريق المؤمن الذي يقول: ﴿ربنا آمنا فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الراحمين﴾؛ فالكفار يسخرون من ضعفاء المؤمنين في الدنيا حتى ينسيهم ذلك ذكر الله، والإيمان به؛ فيدخلون بذلك النار. [الشنقيطي:٥/٣٦٠] السؤال: السخرية والاستهزاء بالصالحين له عاقبة وخيمة، فما هي؟ ٥- ﴿قَٰلَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِى ٱلْأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ (١١٢) قَالُوا۟ لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَسْـَٔلِ ٱلْعَآدِّينَ﴾ والغرض من هذا: توقيفهم على أن أعمارهم قصيرة، أداهم الكفر فيها إلى عذاب طويل. [ابن عطية:٤/١٥٨] السؤال: لماذا سأل الله تعالى أهل النار عن المدة التي مكثوها في الدنيا؟ ٦- ﴿أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَٰكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ (١١٥) فَتَعَٰلَى ٱللَّهُ ٱلْمَلِكُ ٱلْحَقُّ ۖ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ ٱلْعَرْشِ ٱلْكَرِيمِ﴾ ﴿فتعالى الله﴾ أي: تعاظم وارتفع عن هذا الظن الباطل الذي يرجع إلى القدح في حكمته. [السعدي: ٥٦٠] السؤال: لماذا أتبع ذكر حسبان الخلق العبث بقوله: ﴿فتعالى الله﴾؟ ٧- ﴿وَمَن يَدْعُ مَعَ ٱللَّهِ إِلَٰهًا ءَاخَرَ لَا بُرْهَٰنَ لَهُۥ بِهِۦ فَإِنَّمَا حِسَابُهُۥ عِندَ رَبِّهِۦٓ ۚ إِنَّهُۥ لَا يُفْلِحُ ٱلْكَٰفِرُونَ﴾ انظر كيف افتتح السورة بفلاح المؤمنين، وختمها بعدم فلاح الكافرين؛ ليبين البون بين الفريقين، والله أعلم. [ابن جزي:٢/٧٩] السؤال: ما مناسبة أول السورة لآخرها؟ * التوجيهات ١- احذر الاستهزاء بالصالحين, ﴿إِنَّهُۥ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْ عِبَادِى يَقُولُونَ رَبَّنَآ ءَامَنَّا فَٱغْفِرْ لَنَا وَٱرْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ ٱلرَّٰحِمِينَ (١٠٩) فَٱتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا حَتَّىٰٓ أَنسَوْكُمْ ذِكْرِى وَكُنتُم مِّنْهُمْ تَضْحَكُونَ﴾ ٢- منزلة الصبر من الإيمان كمنزلة الرأس من الجسد، ﴿إِنِّى جَزَيْتُهُمُ ٱلْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوٓا۟ أَنَّهُمْ هُمُ ٱلْفَآئِزُونَ﴾ ٣- حياتك قليلة مهما طالت، فتحمل في سبيل الله كل أذى ومشقة، ﴿قَٰلَ إِن لَّبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا﴾ * العمل بالآيات ١- ادع بهذا الدعاء: ﴿رَبَّنَآ ءَامَنَّا فَٱغْفِرْ لَنَا وَٱرْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ ٱلرَّٰحِمِينَ﴾ ٢- انصح شخصاً رأيته يسخر من أهل الدين والدعاة إلى الله, واقرأ عليه هذه الآية، ﴿فَٱتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا حَتَّىٰٓ أَنسَوْكُمْ ذِكْرِى وَكُنتُم مِّنْهُمْ تَضْحَكُونَ﴾ ٣- حذر أهلك ومن تعرف من الأقوال والأفعال الشركية، وبين لهم خطورتها, ﴿وَمَن يَدْعُ مَعَ ٱللَّهِ إِلَٰهًا ءَاخَرَ لَا بُرْهَٰنَ لَهُۥ بِهِۦ فَإِنَّمَا حِسَابُهُۥ عِندَ رَبِّهِۦٓ ۚ إِنَّهُۥ لَا يُفْلِحُ ٱلْكَٰفِرُونَ﴾ * معاني الكلمات ﴿اخْسَأُوا﴾ امْكُثُوا أَذِلاَّءَ. ﴿فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا﴾ اشْتَغَلْتُمْ بِالاِسْتِهْزَاءِ بِهِمْ. ﴿الْعَآدِّينَ﴾ الحُسَّابَ الَّذِينَ يَعُدُّونَ الأَيَّامَ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب