الباحث القرآني

* الوقفات التدبرية ١- ﴿فَجَعَلَهُمْ جُذَٰذًا إِلَّا كَبِيرًا لَّهُمْ﴾ وتأمل هذا الاحتراز العجيب: فإنَّ كل ممقوت عند الله لا يطلق عليه ألفاظ التعظيم إلا على وجه إضافته لأصحابه؛ كما كان النبي ﷺ إذا كتب إلى ملوك الأرض المشركين يقول: «إلى عظيم الفرس»، «إلى عظيم الروم»، ونحو ذلك، ولم يقل: «إلى العظيم». وهنا قال تعالى: ﴿إلا كبيرًا لهم﴾، ولم يقل: «كبيرًا من أصنامهم»، فهذا ينبغي التنبه له والاحتراز من تعظيم ما حقره الله، إلا إذا أضيف إلى من عَظَّمَه. [السعدي:٥٢٦] السؤال: لماذا عبر سبحانه في وصف الصنم بقوله: ﴿كبيرًا لهم﴾؟ ٢- ﴿فَسْـَٔلُوهُمْ إِن كَانُوا۟ يَنطِقُونَ﴾ وإنما أراد بهذا أن يبادروا من تلقاء أنفسهم، فيعترفون أنهم لا ينطقون، وأن هذا لا يصدر عن هذا الصنم؛ لأنه جماد. [ابن كثير:٣/١٧٨] السؤال: ما القصد الذي أراده إبراهيم من هذا السؤال؟ ٣- ﴿ثُمَّ نُكِسُوا۟ عَلَىٰ رُءُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَٰٓؤُلَآءِ يَنطِقُونَ﴾ ﴿ثم نكسوا على رؤوسهم﴾: استعارة لانقلابهم برجوعهم عن الاعتراف بالحق إلى الباطل والمعاندة، فقالوا: ﴿لقد علمت ما هؤلاء ينطقون﴾ أي: فكيف تأمرنا بسؤالهم؟ فهم قد اعترفوا بأنهم لا ينطقون، وهم مع ذلك يعبدونهم، فهذه غاية الضلال في فعلهم، وغاية المكابرة والمعاندة في جدالهم. [ابن جزي:٢/٣٩] السؤال: ما عادة أهل الباطل إذا ظهر لهم الحق؟ ٤- ﴿قَالُوا۟ حَرِّقُوهُ وَٱنصُرُوٓا۟ ءَالِهَتَكُمْ إِن كُنتُمْ فَٰعِلِينَ﴾ لما دحضت حجتهم، وبان عجزهم، وظهر الحق، واندفع الباطل؛ عدلوا إلى استعمال جاه ملكهم، فقالوا: ﴿حرقوه وانصروا آلهتكم﴾. [ابن كثير:٣/١٧٩] السؤال: ما الطريقة التي يلجأ إليها العاجزون عن إيجاد دليل لما يقولون؟ ٥- ﴿قُلْنَا يَٰنَارُ كُونِى بَرْدًا وَسَلَٰمًا عَلَىٰٓ إِبْرَٰهِيمَ﴾ وعن أبي العالية: لو لم يقل الله: ﴿وسلاما﴾ لكان بردها أشد عليه من حرها، ولو لم يقل: ﴿على إبراهيم﴾ لكان بردها باقيا إلى الأبد. [الشنقيطي:٤/١٦٣] السؤال: لماذا جاء الأمر بأن تكون النار سلاما؟ ولماذا خصها بإبراهيم عليه السلام؟ ٦- ﴿وَنَجَّيْنَٰهُ وَلُوطًا إِلَى ٱلْأَرْضِ ٱلَّتِى بَٰرَكْنَا فِيهَا لِلْعَٰلَمِينَ﴾ هي الشام؛ خرج إليها من العراق. وبركتها بخصبها، وكثرة الأنبياء فيها. [ابن جزي:٢/٤٠ ] السؤال: ما نوع البركة في أرض الشام؟ ٧- ﴿وَوَهَبْنَا لَهُۥٓ إِسْحَٰقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً ۖ وَكُلًّا جَعَلْنَا صَٰلِحِينَ﴾ ﴿ووهبنا له إسحق ويعقوب نافلة﴾ أي: زيادة؛ لأنه دعا في إسحق، وزيد يعقوب من غير دعاء، فكان ذلك نافلة؛ أي: زيادة على ما سأل؛ إذ قال: ﴿ربِّ هب لي من الصالحين﴾، ويقال لولد الولد: نافلة لأنه زيادة على الولد. [القرطبي:١٤/٢٣٠] السؤال: يقول العلماء: إن العبد إذا صدق مع الله أعطاه فوق ما يرجو، وزاده فوق ما يأمل، دلل على ذلك من الآية. ٨ وقفة الزائر ﴿عفاف﴾ مع الآية:﴿﴿ونجيناه ولوطًا إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين﴾﴾ ذكر الله أنه من نعمه على إبراهيم عليه السلام أن نجاه إلى أرض مباركة يقيم فيها شرعه , أرض دين وهدى , أين الذين يخرجون من ديار الإسلام إلى ديار الكفر بحجة التغيير والسياحة , ألا يعتبرون أنها نقمة وخذلان ؟! السؤال: ؟ ١٣ ذو القعدة ١٤٣٦هـ * التوجيهات ١- إدانة الخصم من لسانه من أعلى أنواع الإدانات، ﴿قَالَ بَلْ فَعَلَهُۥ كَبِيرُهُمْ هَٰذَا فَسْـَٔلُوهُمْ إِن كَانُوا۟ يَنطِقُونَ (٦٣) فَرَجَعُوٓا۟ إِلَىٰٓ أَنفُسِهِمْ فَقَالُوٓا۟ إِنَّكُمْ أَنتُمُ ٱلظَّٰلِمُونَ﴾ ٢- الهداية ليست بمجرد العقل أو لمكانة الإنسان، بل هي منة من الله سبحانه، ﴿فَرَجَعُوٓا۟ إِلَىٰٓ أَنفُسِهِمْ فَقَالُوٓا۟ إِنَّكُمْ أَنتُمُ ٱلظَّٰلِمُونَ (٦٤) ثُمَّ نُكِسُوا۟ عَلَىٰ رُءُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَٰٓؤُلَآءِ يَنطِقُونَ﴾ ٣- العناد يحرم صاحبه خيري الدنيا والآخرة، ﴿ثُمَّ نُكِسُوا۟ عَلَىٰ رُءُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَٰٓؤُلَآءِ يَنطِقُونَ﴾ * العمل بالآيات ١- اقرأ كتابا في أساليب الحوار والإقناع، وإقامة الحجج, وتعلّم ذلك من خلال النظر في حوارات الكتاب والسنة، ﴿قَالَ بَلْ فَعَلَهُۥ كَبِيرُهُمْ هَٰذَا فَسْـَٔلُوهُمْ إِن كَانُوا۟ يَنطِقُونَ (٦٣) فَرَجَعُوٓا۟ إِلَىٰٓ أَنفُسِهِمْ فَقَالُوٓا۟ إِنَّكُمْ أَنتُمُ ٱلظَّٰلِمُونَ﴾ ٢- سل الله تعالى أن يرزقك ذرية صالحة, ﴿وَوَهَبْنَا لَهُۥٓ إِسْحَٰقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً ۖ وَكُلًّا جَعَلْنَا صَٰلِحِينَ﴾ ٣- تقرب إلى الله تعالى بطاعة من الطاعات؛ ينجك الله بها وقت الشدة، ﴿قُلْنَا يَٰنَارُ كُونِى بَرْدًا وَسَلَٰمًا عَلَىٰٓ إِبْرَٰهِيمَ﴾ * معاني الكلمات ﴿جُذَاذًا﴾ قِطَعًا صَغِيرَةً. ﴿عَلَى أَعْيُنِ النَّاسِ﴾ بِمَرْأًى مِنَ النَّاسِ. ﴿نُكِسُوا عَلَى رُؤُوسِهِمْ﴾ رَجَعُوا إِلَى عِنَادِهِمْ. ﴿أُفٍّ لَكُمْ﴾ قُبْحًا لَكُمْ. ﴿الأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا﴾ أَرْضِ الشَّامِ. ﴿نَافِلَةً﴾ زِيَادَةً عَمَّا سَأَلَ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب