الباحث القرآني

* الوقفات التدبرية ١- ﴿أَفَلَا يَرَوْنَ أَلَّا يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلًا وَلَا يَمْلِكُ لَهُمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا﴾ وقدم الضرّ على النفع قطعاً لعُذرهم في اعتقاد إلهيته؛ لأن عذر الخائف من الضرّ أقوى من عذر الراغب في النفع. [ابن عاشور:١٦/٢٨٩] السؤال: لماذا قدم الضر على النفع في الآية الكريمة؟ ٢- ﴿أَفَلَا يَرَوْنَ أَلَّا يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلًا وَلَا يَمْلِكُ لَهُمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا﴾ لأن ذلك محل العبرة من فقدانه صفات العاقل؛ لأنهم يَدْعُونه، ويُثنون عليه، ويمجدونه، وهو ساكت، لا يشكر لهم، ولا يَعِدهم باستجابة، وشأن الكامل إذا سمع ثناء أو تلقّى طِلبة أن يجيب. [ابن عاشور:١٦/٢٨٨] السؤال: من أدلة بطلان عبادة الأصنام والأضرحة والقبور أنها لا تجيب أصحابها، كيف دلت الآية الكريمة على ذلك؟ ٣- ﴿قَالَ يَٰهَٰرُونُ مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوٓا۟ (٩٢) أَلَّا تَتَّبِعَنِ ۖ أَفَعَصَيْتَ أَمْرِى﴾ هذا كله أصل في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتغييره ومفارقة أهله، وأن المقيم بينهم- لاسيما إذا كان راضيا- حكمه كحكمهم. [القرطبي:١٤/١٢٤] السؤال: ما الأصل العظيم الذي يفيده كل مؤمن من هذه الآية؟ ٤- ﴿قَالَ يَبْنَؤُمَّ لَا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِى وَلَا بِرَأْسِىٓ﴾ ترقق له بذكر الأم، مع أنه شقيقه لأبويه؛ لأن ذكر الأم ههنا أرق وأبلغ في الحنو والعطف. [ابن كثير:٣/١٥٩] السؤال: لماذا نادى هارونُ موسى بـ ﴿يا ابن أم﴾ مع أنه شقيقه؟ ٥- ﴿قَالَ يَبْنَؤُمَّ لَا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِى وَلَا بِرَأْسِىٓ﴾ هذه الآية الكريمة بضميمة آية «الأنعام» إليها تدل على لزوم إعفاء اللحية؛ فهي دليل قرآني على إعفاء اللحية وعدم حلقها. وآية الأنعام المذكورة هي قوله تعالى: ﴿ومن ذريته داود وسليمان وأيوب ويوسف وموسى وهارون﴾ الآية [الأنعام: ٩٠]. ثم إنه تعالى قال بعد أن عد الأنبياء الكرام المذكورين ﴿أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده﴾، فدل ذلك على أن هارون من الأنبياء الذين أُمِر نبيُّنا ﷺ بالاقتداء بهم، وأمره ﷺ بذلك أمر لنا؛ لأن أمر القدوة أمر لأتباعه. [الشنقيطي:٤/٩٢] السؤال: كيف تجعل من الآية دليلا على وجوب إعفاء اللحية؟ ٦- ﴿قَالَ فَٱذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِى ٱلْحَيَوٰةِ أَن تَقُولَ لَا مِسَاسَ ۖ وَإِنَّ لَكَ مَوْعِدًا لَّن تُخْلَفَهُۥ﴾ هذه الآية أصل في نفي أهل البدع والمعاصي وهجرانهم، وألا يخَالطوا، وقد فعل النبي- صلى الله عليه وسلم- ذلك بكعب بن مالك، والثلاثة الذين خلفوا رضي الله عنهم. [القرطبي:١٤/١٣٠. ] السؤال: كثر في هذا الزمان دعاة البدع ودعاة الضلالة, كيف نتعامل معهم في ضوء هذه الآية؟ ٧- ﴿وَٱنظُرْ إِلَىٰٓ إِلَٰهِكَ ٱلَّذِى ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا ۖ لَّنُحَرِّقَنَّهُۥ ثُمَّ لَنَنسِفَنَّهُۥ فِى ٱلْيَمِّ نَسْفًا﴾ ففعل موسى ذلك، فلو كان إلهاً لامتنع ممن يريده بأذى ويسعى له بالإتلاف، وكان قد أُشْرِبَ العجل في قلوب بني إسرائيل، فأراد موسى- عليه السلام- إتلافه -وهم ينظرون- على وجه لا تمكن إعادته، بالإحراق والسحق، وذريه في اليم، ونسفه؛ ليزول ما في قلوبهم من حبه، كما زال شخصه. [السعدي:٥١٢] السؤال: لماذا أزال موسى العجل بهذه الطريقة؟ * التوجيهات ١- العذل والعتاب لا يقطع الأخوة في الله، ﴿قَالَ يَٰهَٰرُونُ مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوٓا۟ (٩٢) أَلَّا تَتَّبِعَنِ ۖ أَفَعَصَيْتَ أَمْرِى﴾ ٢- التلطف في الرد على الغضبان، ومناداته بما يرقق قلبه من أسباب تهدئته، ﴿قَالَ يَبْنَؤُمَّ لَا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِى وَلَا بِرَأْسِىٓ﴾ ٣- إزالة الباطل من قلوب الناس يجب أن يكون بأحكم طريقة تقنعهم ببطلانه، ﴿وَٱنظُرْ إِلَىٰٓ إِلَٰهِكَ ٱلَّذِى ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا ۖ لَّنُحَرِّقَنَّهُۥ ثُمَّ لَنَنسِفَنَّهُۥ فِى ٱلْيَمِّ نَسْفًا﴾ * العمل بالآيات ١- أنكر منكرا بالقول والقلب إذا لم تستطع تغييره باليد, ﴿وَلَقَدْ قَالَ لَهُمْ هَٰرُونُ مِن قَبْلُ يَٰقَوْمِ إِنَّمَا فُتِنتُم بِهِۦ ۖ وَإِنَّ رَبَّكُمُ ٱلرَّحْمَٰنُ فَٱتَّبِعُونِى وَأَطِيعُوٓا۟ أَمْرِى﴾ ٢- وفر لحيتك ولا تحلقها؛ فإنها سنة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام, ﴿قَالَ يَبْنَؤُمَّ لَا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِى وَلَا بِرَأْسِىٓ﴾ ٣- استعذ بالله من النفس الأمارة بالسوء التي تزين المعصية, ﴿وَكَذَٰلِكَ سَوَّلَتْ لِى نَفْسِى﴾ * معاني الكلمات ﴿فَأَخْرَجَ﴾ فَصَنَعَ. ﴿جَسَدًا﴾ مُجَسَّدًا مِنَ الذَّهَبِ. ﴿لَهُ خُوَارٌ﴾ لَهُ صَوْتٌ كَصَوْتِ البَقَرِ. ﴿أَلاَّ يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلاً﴾ أَلاَّ يَرُدُّ عَلَيْهِمْ جَوَابًا. ﴿فُتِنْتُمْ بِهِ﴾ اُخْتُبِرْتُمْ بِهِ. ﴿لَنْ نَبْرَحَ﴾ لَنْ نَزَالَ. ﴿عَاكِفِينَ﴾ مُقِيمِينَ عَلَى عِبَادَتِهِ. ﴿وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي﴾ لَمْ تَحْفَظْ وَصِيَّتِي بِحُسْنِ رِعَايَتِهِمْ. ﴿فَمَا خَطْبُك﴾ فَمَا شَأْنُكَ الخَطِيرُ؟ ﴿بَصُرْتُ﴾ رَأَيْتُ أَو علمت بِبَصِيرَتي. ﴿فَقَبَضْتُ قَبْضَةً﴾ أَخَذْتُ بِكَفِّي تُرَابًا. ﴿مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ﴾ مِنْ أَثَرِ حَافِرِ فَرَسِ جِبْرِيلَ عليه السلام. ﴿فَنَبَذْتُهَا﴾ أَلْقَيْتُهَا عَلَى الحُلِيِّ. ﴿سَوَّلَتْ﴾ زَيَّنَتْ. ﴿لاَ مِسَاسَ﴾ أَيْ: تَكُونَ مَنْبُوذًا؛ تَقُولُ لِكُلِّ وَاحِدٍ: لاَ أَمَسُّكَ، وَلاَ تَمَسُّنِي. ﴿ظَلْتَ﴾ أَقَمْتَ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب