الباحث القرآني

* الوقفات التدبرية ١- ﴿وَنَرِثُهُۥ مَا يَقُولُ وَيَأْتِينَا فَرْدًا﴾ أي: نسلبه ما أعطيناه في الدنيا من مال وولد، وقال ابن عباس-رضي الله عنهما- وغيره: «أي: نرثه المال والولد بعد إهلاكنا إياه». وقيل: نحرمه ما تمناه في الآخرة من مال وولد، ونجعله لغيره من المسلمين. ﴿ويأتينا فرداً﴾ أي: منفردا لا مال له، ولا ولد، ولا عشيرة تنصره. [القرطبي:١٣/٥٠٩] السؤال: حينما ترى في الواقع من اغتر بماله وجاهه وولده، وظن أنه مخلد، كيف تعظه بهذه الآيات؟ ٢- ﴿وَنَرِثُهُۥ مَا يَقُولُ وَيَأْتِينَا فَرْدًا﴾ ومعنى إرث أولاده: أنهم يصيرون مسلمين، فيدخلون في حزب الله؛ فإن العاص وَلدَ عمَرْاً الصحابي الجليل، وهشاماً الصحابي الشهيد يوم أجنادين، فهنا بشارة للنبي ﷺ ، ونكاية وكمد للعاص بن وائل. [ابن عاشور:١٦/١٦٣] السؤال: ما معنى إرث أولاد العاص بن وائل السهمي المذكور في الآية الكريمة؟ ٣- ﴿وَٱتَّخَذُوا۟ مِن دُونِ ٱللَّهِ ءَالِهَةً لِّيَكُونُوا۟ لَهُمْ عِزًّا (٨١) كَلَّا ۚ سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا﴾ ما علق العبد رجاءه وتوكله بغير الله إلا خاب من تلك الجهة، ولا استنصر بغير الله إلا خذل. [ابن تيمية:٤/٢٩٢] السؤال: ما علق العبد رجاءه وتوكله بغير الله إلا خاب من تلك الجهة، كيف دلت الآية الكريمة على ذلك؟ ٤- ﴿يَوْمَ نَحْشُرُ ٱلْمُتَّقِينَ إِلَى ٱلرَّحْمَٰنِ وَفْدًا﴾ الوافد لا بد أن يكون في قلبه من الرجاء وحسن الظن بالوافد إليه ما هو معلوم؛ فالمتقون يفدون إلى الرحمن راجين منه رحمته وعميم إحسانه، والفوز بعطاياه في دار رضوانه. [السعدي:٥٠٠] السؤال: ما ظن المتقين بربهم يوم القيامة حين يحشرون إليه؟ ٥- ﴿وَنَسُوقُ ٱلْمُجْرِمِينَ إِلَىٰ جَهَنَّمَ وِرْدًا﴾ يساقون إلى جهنم ورداً؛ أي: عطاشاً، وهذا أبشع ما يكون من الحالات؛ سوقهم على وجه الذل والصغار إلى أعظم سجن وأفظع عقوبة -وهو جهنم- في حال ظمَئِهم ونصبهم. [السعدي:٥٠٠] السؤال: في الآية تصوير لحالة المشركين البشعة يوم القيامة، فبينها. ٦- ﴿لَّا يَمْلِكُونَ ٱلشَّفَٰعَةَ إِلَّا مَنِ ٱتَّخَذَ عِندَ ٱلرَّحْمَٰنِ عَهْدً﴾ وسمى الله الإيمان به واتباع رسله عهداً لأنه عهد في كتبه وعلى ألسنة رسله بالجزاء الجميل لمن اتبعهم. [السعدي:٥٠١] السؤال: ما وجه تسمية الإيمان بالله ورسله عهداً؟ ٧- ﴿تَكَادُ ٱلسَّمَٰوَٰتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ ٱلْأَرْضُ وَتَخِرُّ ٱلْجِبَالُ هَدًّا (٩٠) أَن دَعَوْا۟ لِلرَّحْمَٰنِ وَلَدًا﴾ قال ابن عباس: إن الشرك فزعت منه السماوات والأرض والجبال وجميع الخلائق، إلا الثقلين. [ابن كثير:٣/١٣٥] السؤال: الجبال والشجر أعقل من بعض البشر، وضح ذلك من خلال الآية. * التوجيهات ١- كل من صرف عبادة لغير الله سبحانه فسيكون من صرفها له عدواً له يوم القيامة، ﴿كَلَّا ۚ سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا﴾ ٢- يسارع الكافرون والمنافقون إلى الشر والفساد والشهوات لوجود شياطين تحركهم وتدفعهم إليها, ﴿أَلَمْ تَرَ أَنَّآ أَرْسَلْنَا ٱلشَّيَٰطِينَ عَلَى ٱلْكَٰفِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا﴾ ٣- لا تجامل قريبا ولا بعيدا في العبادة؛ فإنك ستأتي الله فرداً يوم القيامة، ﴿وَكُلُّهُمْ ءَاتِيهِ يَوْمَ ٱلْقِيَٰمَةِ فَرْدًا﴾ * العمل بالآيات ١- تعاهد نفسك هذا اليوم أن لا تقول إلا ما يرضي الله سبحانه، وتذكر قول الله تعالى: ﴿كَلَّا ۚ سَنَكْتُبُ مَا يَقُولُ﴾ ٢- قل: «أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم»؛ فإن للشيطان أزا للباطل، فمن استعاذ بالله تعالى منه أعاذه، ﴿أَلَمْ تَرَ أَنَّآ أَرْسَلْنَا ٱلشَّيَٰطِينَ عَلَى ٱلْكَٰفِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا﴾ ٣- ادع الله تعالى أن يحشرك في زمرة المتقين, ﴿يَوْمَ نَحْشُرُ ٱلْمُتَّقِينَ إِلَى ٱلرَّحْمَٰنِ وَفْدًا﴾ * معاني الكلمات ﴿أَفَرَأَيْتَ﴾ أَعَلِمْتَ؟! ﴿وَنَمُدُّ لَهُ﴾ نَزِيدُ لَهُ. ﴿تَؤُزُّهُم أَزًّا﴾ تَدفَعُهُم عَنِ الطَّاعَةِ، وَتُغرِيهِم بِالمَعصِيَةِ. ﴿وِردًا﴾ مُشَاةً عِطَاشًا. ﴿يَتَفَطَّرنَ﴾ يَتَشَقَّقنَ. ﴿وَتَخِرُّ الجِبَالُ هَدًّا﴾ تَسقُطُ سُقُوطًا شَدِيدًا.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب