الباحث القرآني

* الوقفات التدبرية ١- ﴿وَدَخَلَ جَنَّتَهُۥ وَهُوَ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِۦ قَالَ مَآ أَظُنُّ أَن تَبِيدَ هَٰذِهِۦٓ أَبَدًا﴾ ﴿وهو ظالم لنفسه﴾: إما بكفره، وإما بمقابلته لأخيه؛ فإنها تتضمن الفخر، والكبر، والاحتقار لأخيه. [ابن جزي:١/٥١٠ ] السؤال: ظلم صاحب الجنتين نفسه بأمور أربعة, عددها؟ ٢- ﴿وَلَئِن رُّدِدتُّ إِلَىٰ رَبِّى لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِّنْهَا مُنقَلَبًا﴾ فأيُّ تلازم بين عطاء الدنيا وعطاء الآخرة حتى يظن بجهله أن من أُعطِيَ في الدنيا أُعْطِيَ في الآخرة، بل الغالب أن الله تعالى يَزوِي الدنيا عن أوليائه وأصفيائه، ويوسعها على أعدائه الذين ليس لهم في الآخرة نصيب. [السعدي:٤٧٧] السؤال: هل هناك تلازم بين عطاء الدنيا وعطاء الآخرة؟ ٣- ﴿وَلَوْلَآ إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَآءَ ٱللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِٱللَّهِ﴾ أي: ما اجتمع لك من المال فهو بقدرة الله تعالى وقوته، لا بقدرتك وقوتك، ولو شاء لنزع البركة منه فلم يجتمع. [القرطبي:١٣/٢٨٠] السؤال: هل يملك الإنسان شيئاً بقدرته وقوته؟ ٤- ﴿إِن تَرَنِ أَنَا۠ أَقَلَّ مِنكَ مَالًا وَوَلَدًا (٣٩) فَعَسَىٰ رَبِّىٓ أَن يُؤْتِيَنِ خَيْرًا مِّن جَنَّتِكَ﴾ أخبره أن نعمة الله عليه بالإيمان والإسلام -ولو مع قلة ماله وولده- أنها هي النعمة الحقيقية، وأن ما عداها مُعَرَّضٌ للزوال، والعقوبة عليه والنكال. [السعدي:٤٧٧] السؤال: ما أفضل النعم وأكملها وأتمها على المسلم؟ ٥- ﴿وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِۦ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَىٰ مَآ أَنفَقَ فِيهَا وَهِىَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا﴾ وأحاط به هذا العقاب لا لمجرد الكفر؛ لأن الله قد يمتع كافرين كثيرين طول حياتهم، ويملي لهم، ويسْتدرجهم، وإنما أحاط به هذا العقاب جزاء على طغيانه، وجعله ثروته وماله وسيلة إلى احتقار المؤمن الفقير. [ابن عاشور:١٥/٣٢٨] السؤال: ما سبب تعجيل العقوبة لهذا الكافر المذكور في الآية مع أن الله تعالى قد يمتع كافرين كثيرين طول حياتهم؟ ٦- ﴿وَيَقُولُ يَٰلَيْتَنِى لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّىٓ أَحَدًا﴾ ولا يستبعد من رحمة الله ولطفه أن صاحب هذه الجنة التي أحيط بها تحسنت حاله، ورزقه الله الإنابة إليه، وراجع رشده، وذهب تمرده وطغيانه؛ بدليل أنه أظهر الندم على شركه بربه، وأن الله أذهب عنه ما يطغيه، وعاقبه في الدنيا، وإذا أراد الله بعبد خيراً عجل له العقوبة في الدنيا. [السعدي:٤٧٨] السؤال: قد تكون العقوبة التي أصابت صاحب الجنتين خيراً له، بَيِّن وجه ذلك. ٧- ﴿وَٱضْرِبْ لَهُم مَّثَلَ ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا كَمَآءٍ أَنزَلْنَٰهُ مِنَ ٱلسَّمَآءِ فَٱخْتَلَطَ بِهِۦ نَبَاتُ ٱلْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ ٱلرِّيَٰحُ﴾ قالت الحكماء: إنما شبه تعالى الدنيا بالماء ... لأن الماء لا يستقيم على حالة واحدة، كذلك الدنيا، ولأن الماء لا يبقى، ويذهب، كذلك الدنيا تفنى، ولأن الماء لا يقدر أحد أن يدخله ولا يبتل، كذلك الدنيا لا يسلم أحد دخلها من فتنتها وآفتها، ولأن الماء إذا كان بقدر كان نافعا منبتا، وإذا جاوز المقدار كان ضارا مهلكا، وكذلك الدنيا: الكفاف منها ينفع، وفضولها يضر. [القرطبي:١٣/٢٨٩] السؤال: بين بعض أوجه الشبه بين الدنيا والماء. * التوجيهات ١- احذر الغرور والأمن من مكر الله تعالى، ﴿وَدَخَلَ جَنَّتَهُۥ وَهُوَ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِۦ قَالَ مَآ أَظُنُّ أَن تَبِيدَ هَٰذِهِۦٓ أَبَدًا (٣٥) وَمَآ أَظُنُّ ٱلسَّاعَةَ قَآئِمَةً وَلَئِن رُّدِدتُّ إِلَىٰ رَبِّى لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِّنْهَا مُنقَلَبًا﴾ ٢- من خذله الله تعالى فإنه لا يُنصر أبداً، ﴿وَلَمْ تَكُن لَّهُۥ فِئَةٌ يَنصُرُونَهُۥ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَمَا كَانَ مُنتَصِرًا﴾ ٣- تواضع لعباد الله، وإياك والعلو والكبر، ﴿وَلَوْلَآ إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَآءَ ٱللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِٱللَّهِ ۚ إِن تَرَنِ أَنَا۠ أَقَلَّ مِنكَ مَالًا وَوَلَدًا﴾ * العمل بالآيات ١- انصح أحد أصحابك المخالفين لأمر الله ورسوله؛ فالصحبة لا تعني عدم التناصح، ﴿قَالَ لَهُۥ صَاحِبُهُۥ وَهُوَ يُحَاوِرُهُۥٓ أَكَفَرْتَ بِٱلَّذِى خَلَقَكَ مِن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّىٰكَ رَجُلًا﴾ ٢- تأمل إنجازات حققتها في حياتك، وانسب الفضل فيها إلى الله تعالى، وقل: «ما شاء الله، لا قوة إلاّ بالله»، ﴿وَلَوْلَآ إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَآءَ ٱللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِٱللَّهِ ۚ إِن تَرَنِ أَنَا۠ أَقَلَّ مِنكَ مَالًا وَوَلَدًا﴾ ٣- استغفر الله من نعمة نسبتها إلى نفسك ونسيت فيها فضل الله عليك؛ فإن عقوبة الله قريبة من الغافل عن شكره، ﴿وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِۦ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَىٰ مَآ أَنفَقَ فِيهَا وَهِىَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يَٰلَيْتَنِى لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّىٓ أَحَدًا﴾ * معاني الكلمات ﴿مَا أَظُنُّ﴾ لاَ أَعْتَقِدُ. ﴿تَبِيدَ﴾ تَهْلِكَ. ﴿مُنْقَلَبًا﴾ مَرْجِعًا وَمَرَدًّا. ﴿لَكِنَّ﴾ لكنْ أَنَا. ﴿حُسْبَاناً﴾ عَذَابًا. ﴿صَعِيدًا زَلَقًا﴾ أَرْضًا مَلْسَاءَ جَرْدَاءَ لاَ تَثْبُتُ عَلَيْهَا قَدَمٌ، وَلاَ تُنْبِتُ شَيْئًا. ﴿غَوْرًا﴾ غَائِرًا ذَاهِبًا فِي عُمْقِ الأَرْضِ. ﴿وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ﴾ أُهْلِكَتْ أَمْوَالُهُ، وَحَدِيقَتُهُ. ﴿يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ﴾ كِنَايَةٌ عَنِ النَّدَامَةِ وَالحَسْرَةِ. ﴿خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا﴾ سَاقِطَةٌ بَعْضُهَا عَلَى بَعْضٍ. ﴿فِئَةٌ﴾ جَمَاعَةٌ. ﴿عُقْبًا﴾ عَاقِبَةً. ﴿هَشِيمًا﴾ يَابِسًا مُتَكَسِّرًا. ﴿تَذْرُوهُ﴾ تَنْسِفُهُ الرِّيَاحُ إِلَى كُلِّ جِهَةٍ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب