الباحث القرآني

* الوقفات التدبرية ١- ﴿ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ عَمِلُوا۟ ٱلسُّوٓءَ بِجَهَٰلَةٍ ثُمَّ تَابُوا۟ مِنۢ بَعْدِ ذَٰلِكَ وَأَصْلَحُوٓا۟ إِنَّ رَبَّكَ مِنۢ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾ أخبر تعالى تكرما وامتنانا في حق العصاة المؤمنين أن من تاب منهم إليه تاب عليه، فقال: ﴿ثم إن ربك للذين عملوا السوء بجهالة﴾ قال بعض السلف: كل من عصى الله فهو جاهل. [ابن كثير:٢/٥٧١] السؤال: لماذا يوصف العاصي بالجهل؟ ٢- ﴿ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ عَمِلُوا۟ ٱلسُّوٓءَ بِجَهَٰلَةٍ ثُمَّ تَابُوا۟ مِنۢ بَعْدِ ذَٰلِكَ وَأَصْلَحُوٓا۟ إِنَّ رَبَّكَ مِنۢ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾ معنى الإصلاح: الاستقامة على التوبة. [البغوي:٢/٦٤٣] السؤال: ما المقصود بقوله تعالى ﴿ثم تابوا من بعد ذلك وأصلحوا﴾؟ ٣- ﴿إِنَّ إِبْرَٰهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِّلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ﴾ ﴿إن إبراهيم كان أمة﴾: فيه وجهان: أحدهما: أنه كان وحده أمة من الأمم بكماله، وجمعه لصفات الخير ...والآخر: أن يكون أمة بمعنى إماماً؛ كقوله: ﴿إني جاعلك للناس إماماً﴾ [البقرة: ١٢٤]، قال ابن مسعود: والأمة: معلم الناس الخير. [ابن جزي:١/٤٧٧] السؤال: تضمنت كلمة ﴿أمة﴾ عدة صفات اتصف بها إبراهيم عليه السلام, فما هي؟ ٤- ﴿وَلَمْ يَكُ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ﴾ نفى عنه الشرك لقصد الرد على المشركين من العرب الذين كانوا ينتمون إليه. [ابن جزي:١/٤٧٧] السؤال: من انتسب للنبي ﷺ أو آل بيته وهو مشرك، فهل ينفعه ذلك شيئاً؟ ٥- ﴿ٱدْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِٱلْحِكْمَةِ وَٱلْمَوْعِظَةِ ٱلْحَسَنَةِ ۖ وَجَٰدِلْهُم بِٱلَّتِى هِىَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِۦ ۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِٱلْمُهْتَدِينَ﴾ المراد بالسبيل هنا: الإسلام، و﴿الحكمة﴾ هي الكلام الذي يظهر صوابه، و﴿الموعظة﴾ هي الترغيب والترهيب، والجدال هو الردّ على المخالف. وهذه الأشياء الثلاثة يسميها أهل العلوم العقلية بالبرهان، والخطابة، والجدال. [ابن جزي:١/٤٧٨] السؤال: تحدث عن مقومات الدعوة الناجحة من خلال هذه الآية. ٦- ﴿وَجَٰدِلْهُم بِٱلَّتِى هِىَ أَحْسَنُ﴾ فيجادل بالتي هي أحسن، وهي الطرق التي تكون أدعى لاستجابته عقلاً ونقلاً، ومن ذلك: الاحتجاج عليه بالأدلة التي كان يعتقدها؛ فإنه أقرب إلى حصول المقصود، وأن لا تؤدي المجادلة إلى خصام أو مشاتمة تذهب بمقصودها، ولا تحصل الفائدة منها، بل يكون القصد منها هداية الخلق إلى الحق، لا المغالبة ونحوها. [السعدي:٤٥٢] السؤال: كيف تكون المجادلة بالتي هي أحسن؟ ٧- ﴿وَٱصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِٱللَّهِ﴾ أي: بمعونة الله وتوفيقه. [البغوي:٢/٦٤٧] السؤال: هل يستطيع العبد أن يحقق الصبر بنفسه؟ * التوجيهات ١- من أساليب الدعوة استخدام الحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي أحسن، ﴿ٱدْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِٱلْحِكْمَةِ وَٱلْمَوْعِظَةِ ٱلْحَسَنَةِ ۖ وَجَٰدِلْهُم بِٱلَّتِى هِىَ أَحْسَنُ﴾ ٢- إذا أراد الله بعبد خيرا رزقه الصبر، ﴿وَٱصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِٱللَّهِ﴾ ٣- التقوى والإحسان سببان لحصول معية الله للعبد، ﴿إِنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَوا۟ وَّٱلَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ﴾ * العمل بالآيات ١- استخرج الأساليب الدعوية في هذه الآية وطبقها في عمل دعوي هذا اليوم، ﴿ٱدْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِٱلْحِكْمَةِ وَٱلْمَوْعِظَةِ ٱلْحَسَنَةِ ۖ وَجَٰدِلْهُم بِٱلَّتِى هِىَ أَحْسَنُ﴾ ٢- تدرب مع صديقك اليوم على الجدال بالتي هي أحسن، ﴿وَجَٰدِلْهُم بِٱلَّتِى هِىَ أَحْسَنُ﴾ ٣- تذكر ذنبا ارتكبته وأنت جاهل، ثم استغفر الله منه، ﴿ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ عَمِلُوا۟ ٱلسُّوٓءَ بِجَهَٰلَةٍ ثُمَّ تَابُوا۟ مِنۢ بَعْدِ ذَٰلِكَ وَأَصْلَحُوٓا۟ إِنَّ رَبَّكَ مِنۢ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾ * معاني الكلمات ﴿بِجَهَالَةٍ﴾ بِسَفَهٍ، وَجَهْلٍ لِعَاقِبَتِهَا، وَكُلُّ مَنْ عَصَى اللهَ فَهُوَ جَاهِلٌ. ﴿أُمَّةً﴾ إِمَامًا، جَامِعًا لِخِصَالِ الخَيْرِ. ﴿قَانِتًا﴾ خَاضِعًا، مُدَاوِمًا عَلَى الطَّاعَةِ. ﴿حَنِيفًا﴾ مَائِلاً عَنِ الشِّرْكِ إِلَى التَّوْحِيدِ قَصْدًا. ﴿اجْتَبَاهُ﴾ اخْتَارَهُ. ﴿سَبِيلِ رَبِّكَ﴾ دِينِ رَبِّكَ، وَطَرِيقِهِ المُسْتَقِيمِ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب