الباحث القرآني

* الوقفات التدبرية ١- ﴿قَالَ يَٰبُنَىَّ لَا تَقْصُصْ رُءْيَاكَ عَلَىٰٓ إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا۟ لَكَ كَيْدًا ۖ إِنَّ ٱلشَّيْطَٰنَ لِلْإِنسَٰنِ عَدُوٌّ مُّبِينٌ﴾ ﴿لا تقصص رؤياك على إخوتك﴾: إنما قال ذلك لأنه علم أن تأويلها ارتفاع منزلته؛ فخاف عليه من الحسد. [ابن جزي:١/٤١٠] السؤال: بينت هذه الآية سبيلاً من سبل الاحتراز من الحسد, فما هو؟ ٢- ﴿قَالَ يَٰبُنَىَّ لَا تَقْصُصْ رُءْيَاكَ عَلَىٰٓ إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا۟ لَكَ كَيْدًا ۖ إِنَّ ٱلشَّيْطَٰنَ لِلْإِنسَٰنِ عَدُوٌّ مُّبِينٌ﴾ ومن هذا يؤخذ الأمر بكتمان النعمة حتى توجد وتظهر. [ابن كثير:٢/٤٥٠] السؤال: إذا أنعم الله عليك بنعمة، فمتى تظهرها؟ ومتى تخفيها؟ ٣- ﴿قَالَ يَٰبُنَىَّ لَا تَقْصُصْ رُءْيَاكَ عَلَىٰٓ إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا۟ لَكَ كَيْدًا ۖ إِنَّ ٱلشَّيْطَٰنَ لِلْإِنسَٰنِ عَدُوٌّ مُّبِينٌ﴾ وفي الصحيح ... أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ﴿إذا رأى أحدكم الرؤيا يُحِبُّها فإنها من الله تعالى, فليحمد الله تعالى, وليُحَدِّث بها, وإذا رأى غير ذلك مما يكره فإنما هي من الشيطان، فليستعذ بالله تعالى من الشيطان الرجيم، ومن شرها، ولا يذكرها لأحد؛ فإنها لا تضره﴾. وصح عن جابر أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ﴿إذا رأى أحدكم الرؤيا يكرهها فليبصق عن يساره ثلاثاً، وليستعذ بالله تعالى من الشيطان الرجيم، وليتحول عن جنبه الذي كان عليه﴾. [الألوسي:١٢/٥١٤] السؤال: ما هدي النبي ﷺ في الرؤيا؟ ٤- ﴿لَّقَدْ كَانَ فِى يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِۦٓ ءَايَٰتٌ لِّلسَّآئِلِينَ﴾ أي: لكل من سأل عنها بلسان الحال، أو بلسان المقال؛ فإن السائلين هم الذين ينتفعون بالآيات والعبر، وأما المعرضون فلا ينتفعون بالآيات، ولا في القصص والبينات. [السعدي:٣٩٤] السؤال: لماذا خُصَّ السائلون بالانتفاع بالآيات؟ ٥- ﴿ٱقْتُلُوا۟ يُوسُفَ أَوِ ٱطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا۟ مِنۢ بَعْدِهِۦ قَوْمًا صَٰلِحِينَ﴾ وهذه آية من عبر الأخلاق السيّئة؛ وهي التّخلّص من مزاحمة الفاضل بفضله لمن هو دونه فيه أو مساويه بإعدام صاحب الفضل، وهي أكبر جريمة؛ لاشتمالها على الحسد، والإضرار بالغير، وانتهاك ما أمر الله بحفظه، وهم قد كانوا أهل دين، ومن بيت نبوة وقد أصلح الله حالهم من بعد، وأثنى عليهم، وسمّاهم الأسباط. [ابن عاشور:١٢/٢٢٣] السؤال: اشتمل موقف إخوة يوسف على عبرة عظيمة فيما تجر إليه الأخلاق السيئة؛ كالحسد، بين ذلك. ٦- ﴿ٱقْتُلُوا۟ يُوسُفَ أَوِ ٱطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا۟ مِنۢ بَعْدِهِۦ قَوْمًا صَٰلِحِينَ﴾ فقدموا العزم على التوبة قبل صدور الذنب منهم تسهيلاً لفعله، وإزالة لشناعته، وتنشيطاً من بعضهم لبعض. [السعدي:٣٩٤] السؤال: ذكرت الآية حيلة من حيل الشيطان على الصالحين، فما هي؟ ٧- ﴿ٱقْتُلُوا۟ يُوسُفَ أَوِ ٱطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا۟ مِنۢ بَعْدِهِۦ قَوْمًا صَٰلِحِينَ﴾ الذنب الواحد يستتبع ذنوباً متعددة، ولا يتم لفاعله إلا بعدة جرائم؛ فإخوة يوسف لما أرادوا التفريق بينه وبين أبيه احتالوا لذلك بأنواعٍ من الحيل، وكذبوا عدة مرات، وزوروا على أبيهم في القميص والدم الذي فيه، وفي إتيانهم عشاء يبكون. [السعدي:٤٠٨] السؤال: الذنب الواحد قد يستتبع ذنوباً متعددة، تحدث عن ذلك من خلال الآيات. * التوجيهات ١- من الحكمة كتمان الأمور عن من هو مظنة الغيرة أو الحسد، ﴿قَالَ يَٰبُنَىَّ لَا تَقْصُصْ رُءْيَاكَ عَلَىٰٓ إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا۟ لَكَ كَيْدًا﴾ ٢- الغيرة فطرة، ولكن إذا استسلم لها الإنسان استخدمها الشيطان ليوصل صاحبها إلى الحسد، ثم الجريمة، ﴿إِذْ قَالُوا۟ لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَىٰٓ أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِى ضَلَٰلٍ مُّبِينٍ﴾ ٣- لا يُلام المرء على محبة ولده، ﴿قَالَ إِنِّى لَيَحْزُنُنِىٓ أَن تَذْهَبُوا۟ بِهِۦ﴾ * العمل بالآيات ١- اقرأ أحاديث في تعبير النبي ﷺ لرؤيا بعض أصحابه رضي الله عنهم، ﴿قَالَ يَٰبُنَىَّ لَا تَقْصُصْ رُءْيَاكَ عَلَىٰٓ إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا۟ لَكَ كَيْدًا﴾ ٢- استعذ بالله من العين و الحسد؛ فهما سبب لكثير من البلاء، ﴿إِذْ قَالُوا۟ لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَىٰٓ أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِى ضَلَٰلٍ مُّبِينٍ﴾ ٣- أنكر منكرا اتفق عليه أقاربك أو اصدقاؤك، ﴿قَالَ قَآئِلٌ مِّنْهُمْ لَا تَقْتُلُوا۟ يُوسُفَ﴾ * معاني الكلمات ﴿يَجْتَبِيكَ﴾ يَصْطَفِيكَ. ﴿عُصْبَةٌ﴾ جَمَاعَةٌ ذَوُو عَدَدٍ. ﴿ضَلالٍ﴾ خَطَإٍ. ﴿يَخْلُ﴾ يَخْلُصْ. ﴿غَيَابَةِ الْجُبِّ﴾ جَوْفِ البِئْرِ، والجُبُّ: هُوَ البِئْرُ الَّذِي قُطِعَ مِنَ الأَرْضِ دُونَ بِنَاءٍ يَحْمِيهِ مِنَ الاِنْهِيَارِ. ﴿السَّيَّارَةِ﴾ المَارَّةِ مِنَ المُسَافِرِينَ. ﴿يَرْتَعْ﴾ يَأْكُلْ مَا لَذَّ وَطَابَ. ﴿عُصْبَةٌ﴾ جَمَاعَةٌ قَوِيَّةٌ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب