الباحث القرآني
* الوقفات التدبرية
١- ﴿إِنَّ ٱلْإِنسَٰنَ لِرَبِّهِۦ لَكَنُودٌ﴾
﴿إن الإنسان لربه لكنود﴾ أي: لكفور جحود؛ مِن: كند النعمة كفرها ولم يشكرها ... المراد به كل الناس على معنى أن طبع الإنسان يحمله على ذلك؛ إلا إذا عصمه الله تعالى بلطفه وتوفيقه. [الألوسي: ١٥/٤٤٥]
السؤال: ما موقفك بعد أن علمت أن أكثر الناس لا يشكرون الله سبحانه؟
٢- ﴿وَإِنَّهُۥ لِحُبِّ ٱلْخَيْرِ لَشَدِيدٌ﴾
أي: كثير الحب للمال، وحبه ذلك هو الذي أوجب له ترك الحقوق الواجبة عليه؛ قدم شهوة نفسه على حق ربه؛ كل هذا لأنه قصر نظره على هذه الدار، وغفل عن الآخرة. [السعدي: ٩٣٣]
السؤال: ما تأثير شدة حب الإنسان للمال على سلوكه الأخلاقي؟
٣- ﴿أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِى ٱلْقُبُورِ (٩) وَحُصِّلَ مَا فِى ٱلصُّدُورِ﴾
وجمع سبحانه بين القبور والصدور ... فإن الإنسان يواري صدرُه ما فيه من الخير والشر، ويواري قبرُه جسمَه؛ فيخرج الرب جسمه من قبره، وسره من صدره؛ فيصير جسمه بارزاًً على الأرض، وسره بادياًً على وجهه. [ابن القيم: ٣/٣٥٢-٣٥٣]
السؤال: لماذا جمع بين الصدور والقبور في سياق واحد؟
٤- ﴿أَلْهَىٰكُمُ ٱلتَّكَاثُرُ﴾
هذا خبر يراد به الوعظ والتوبيخ، ومعنى ﴿ألهاكم﴾: شغلكم، و﴿التكاثر﴾: المباهاة بكثرة المال والأولاد، وأن يقول هؤلاء: «نحن أكثر»، ويقول هؤلاء: «نحن أكثر». ولما قرأها النبي ﷺ قال: ﴿يقول ابن آدم: مالي مالي. وليس لك من مالك إلا ما أكلت فأفنيت، أو لبست فأبليت، أو تصدقت فأمضيت﴾. [ابن جزي: ٢/٦٠٥]
السؤال: ما المراد بهذا الخبر؟ مع ذكر بعض صور التكاثر.
٥- ﴿أَلْهَىٰكُمُ ٱلتَّكَاثُرُ﴾
ولم يذكر المتكاثر به؛ ليشمل ذلك كل ما يتكاثر به المتكاثرون، ويفتخر به المفتخرون من: التكاثر في الأموال، والأولاد، والأنصار، والجنود، والخدم، والجاه، وغير ذلك مما يقصد به مكاثرة كل واحد للآخر، وليس المقصود به الإخلاص لله تعالى. [السعدي: ٩٣٣]
السؤال: لماذا لم يذكر المتكاثر به؟
٦- ﴿حَتَّىٰ زُرْتُمُ ٱلْمَقَابِرَ﴾
عن قتادة قال: «كانوا يقولون: نحن أكثر من بني فلان، ونحن أعد من بني فلان، وهم كل يوم يتساقطون إلى آخرهم، والله مازالوا كذلك حتى صاروا من أهل القبور كلهم». [القرطبي: ٢٢/ ٤٤٩-٤٥٠]
السؤال: ما نهاية تفاخر بني آدم؟
٧- ﴿ثُمَّ لَتُسْـَٔلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ ٱلنَّعِيمِ﴾
أي: عن شكر النعيم؛ فيطالب العبد بأداء شكر نعمة الله على النعيم. [ابن تيمية: ٧/١٧٨]
السؤال: كيف يسلم العبد من المحاسبة على النعم؟
٨ وقفة الزائر ﴿أحلام﴾ مع الآية:﴿﴿حتى زرتم المقابر﴾﴾
﴿حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ﴾ استدل به عمر بن عبدالعزيز - رحمه الله - على أن الزائر لابد أن يرجع إلى وطنه، وأن القبور ليست بدار إقامة، وكذلك يذكر عن بعض الأعراب أنه سمع قارىء يقرأ: ﴿أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ﴾ فقال: "والله ما الزائر بمقيم والله لنبعثن"، لأن الزائر كما هو معروف يزور ويرجع، فقال: والله لنبعثن. وهذا هو الحق. وبهذا نعرف أن ما يذكره بعض الناس الان في الجرائد وغيرها. يقول عن الرجل إذا مات: "إنه انتقل إلى مثواه الأخير"، إن هذا
السؤال: لماذا عبر بقوله تعالى ﴿زرتم﴾ دون غيرها؟
١٣ ذو القعدة ١٤٣٦هـ
* التوجيهات
١- احذر أن تجحد نعمة أنعمها الله عليك، ﴿إِنَّ ٱلْإِنسَٰنَ لِرَبِّهِۦ لَكَنُودٌ﴾
٢- العناية بأعمال القلوب, ﴿وَحُصِّلَ مَا فِى ٱلصُّدُورِ﴾
٣- على العبد ألا تشغله الدنيا عن الدين, ﴿أَلْهَىٰكُمُ ٱلتَّكَاثُرُ (١) حَتَّىٰ زُرْتُمُ ٱلْمَقَابِرَ﴾
* العمل بالآيات
١- تصدق بشيء تحبه، ﴿وَإِنَّهُۥ لِحُبِّ ٱلْخَيْرِ لَشَدِيدٌ﴾
٢- ثقل موازينك بعدة أعمال صالحة تقوم بها هذا اليوم، ﴿فَأَمَّا مَن ثَقُلَتْ مَوَٰزِينُهُۥ (٦) فَهُوَ فِى عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ﴾
٣- اذهب لزيارة المقابر؛ فإنها تذكر الآخرة، ﴿أَلْهَىٰكُمُ ٱلتَّكَاثُرُ (١) حَتَّىٰ زُرْتُمُ ٱلْمَقَابِرَ﴾
* معاني الكلمات
﴿لَكَنُودٌ﴾ لَجَحُودٌ.
﴿لَشَهِيدٌ﴾ لَمُقِرٌّ عَلَى جُحُودِهِ.
﴿الْخَيْرِ﴾ المَالِ.
﴿بُعْثِرَ﴾ أُثِيرَ، وَأُخْرِجَ.
﴿وَحُصِّلَ﴾ اُسْتُخْرِجَ، وَأُبْرِزَ.
﴿الْقَارِعَةُ﴾ القِيَامَةُ الَّتِي تَقْرَعُ القُلُوبَ بِأَهْوَالِهَا.
﴿الْمَبْثُوثِ﴾ المُنْتَشِرِ.
﴿كَالْعِهْنِ﴾ كَالصُّوفِ المَصْبُوغِ بِأَلْوَانٍ مُخْتَلِفَةٍ.
﴿الْمَنْفُوشِ﴾ الَّذِي مُزِّقَ، وَنُفِشَ، فَتَفَرَّقَتْ أَجْزَاؤُهُ.
﴿ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ﴾ رَجَحَتْ مَوَازِينُ حَسَنَاتِهِ.
﴿فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ﴾ مَأْوَاهُ إِلَى جَهَنَّمَ يَهْوِي عَلَى رَأْسِهِ.
﴿حَامِيَةٌ﴾ حَارَّةٌ قَدِ اشْتَدَّ إِيقَادُهَا.
﴿أَلْهَاكُمُ﴾ شَغَلَكُمْ عَنْ طَاعَةِ اللهِ.
﴿التَّكَاثُرُ﴾ التَّفَاخُرُ بِكَثْرَةِ الأَمْوَالِ وَالأَوْلاَدِ وَالمَتَاعِ.
﴿زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ﴾ دُفِنْتُمْ فِي القُبُورِ.
﴿عِلْمَ الْيَقِينِ﴾ حَقَّ العِلْمِ.
﴿عَيْنَ الْيَقِينِ﴾ لَتُبْصِرُنَّ جَهَنَّمَ يَقِينًا بِلاَ رَيْبٍ.
﴿النَّعِيمِ﴾ كُلِّ أَنْوَاعِ النِّعَمِ مِنَ الأَمْنِ، وَالأَهْلِ، والمَطْعَمِ، وَنَحْوِهَا.
{"ayahs_start":-1,"ayahs":["وَحُصِّلَ مَا فِی ٱلصُّدُورِ","إِنَّ رَبَّهُم بِهِمۡ یَوۡمَىِٕذࣲ لَّخَبِیرُۢ","ٱلۡقَارِعَةُ","مَا ٱلۡقَارِعَةُ","وَمَاۤ أَدۡرَىٰكَ مَا ٱلۡقَارِعَةُ","یَوۡمَ یَكُونُ ٱلنَّاسُ كَٱلۡفَرَاشِ ٱلۡمَبۡثُوثِ","وَتَكُونُ ٱلۡجِبَالُ كَٱلۡعِهۡنِ ٱلۡمَنفُوشِ","فَأَمَّا مَن ثَقُلَتۡ مَوَ ٰزِینُهُۥ","فَهُوَ فِی عِیشَةࣲ رَّاضِیَةࣲ","وَأَمَّا مَنۡ خَفَّتۡ مَوَ ٰزِینُهُۥ","فَأُمُّهُۥ هَاوِیَةࣱ","وَمَاۤ أَدۡرَىٰكَ مَا هِیَهۡ","نَارٌ حَامِیَةُۢ","أَلۡهَىٰكُمُ ٱلتَّكَاثُرُ","حَتَّىٰ زُرۡتُمُ ٱلۡمَقَابِرَ","كَلَّا سَوۡفَ تَعۡلَمُونَ","ثُمَّ كَلَّا سَوۡفَ تَعۡلَمُونَ","كَلَّا لَوۡ تَعۡلَمُونَ عِلۡمَ ٱلۡیَقِینِ","لَتَرَوُنَّ ٱلۡجَحِیمَ","ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَیۡنَ ٱلۡیَقِینِ","ثُمَّ لَتُسۡـَٔلُنَّ یَوۡمَىِٕذٍ عَنِ ٱلنَّعِیمِ"],"ayah":"نَارٌ حَامِیَةُۢ"}
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.
أمّهات
جامع البيان
تفسير الطبري
نحو ٢٨ مجلدًا
تفسير القرآن العظيم
تفسير ابن كثير
نحو ١٩ مجلدًا
الجامع لأحكام القرآن
تفسير القرطبي
نحو ٢٤ مجلدًا
معالم التنزيل
تفسير البغوي
نحو ١١ مجلدًا
جمع الأقوال
منتقاة
عامّة
عامّة
فتح البيان
فتح البيان للقنوجي
نحو ١٢ مجلدًا
فتح القدير
فتح القدير للشوكاني
نحو ١١ مجلدًا
التسهيل لعلوم التنزيل
تفسير ابن جزي
نحو ٣ مجلدات
موسوعات
أخرى
لغة وبلاغة
معاصرة
الميسر
نحو مجلد
المختصر
المختصر في التفسير
نحو مجلد
تيسير الكريم الرحمن
تفسير السعدي
نحو ٤ مجلدات
أيسر التفاسير
نحو ٣ مجلدات
القرآن – تدبّر وعمل
القرآن – تدبر وعمل
نحو ٣ مجلدات
تفسير القرآن الكريم
تفسير ابن عثيمين
نحو ١٥ مجلدًا
مركَّزة العبارة
تفسير الجلالين
نحو مجلد
جامع البيان
جامع البيان للإيجي
نحو ٣ مجلدات
أنوار التنزيل
تفسير البيضاوي
نحو ٣ مجلدات
مدارك التنزيل
تفسير النسفي
نحو ٣ مجلدات
الوجيز
الوجيز للواحدي
نحو مجلد
تفسير القرآن العزيز
تفسير ابن أبي زمنين
نحو مجلدين
آثار
غريب ومعاني
السراج في بيان غريب القرآن
غريب القرآن للخضيري
نحو مجلد
الميسر في غريب القرآن الكريم
الميسر في الغريب
نحو مجلد
تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن قتيبة
نحو مجلد
التبيان في تفسير غريب القرآن
غريب القرآن لابن الهائم
نحو مجلد
معاني القرآن وإعرابه
معاني الزجاج
نحو ٤ مجلدات
معاني القرآن
معاني القرآن للنحاس
نحو مجلدين
معاني القرآن
معاني القرآن للفراء
نحو مجلدين
مجاز القرآن
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
نحو مجلد
معاني القرآن
معاني القرآن للأخفش
نحو مجلد
أسباب النزول
إعراب ولغة
الإعراب الميسر
نحو ٣ مجلدات
إعراب القرآن
إعراب القرآن للدعاس
نحو ٤ مجلدات
الجدول في إعراب القرآن وصرفه وبيانه
الجدول في إعراب القرآن
نحو ٨ مجلدات
الدر المصون
الدر المصون للسمين الحلبي
نحو ١٠ مجلدات
اللباب
اللباب في علوم الكتاب
نحو ٢٤ مجلدًا
إعراب القرآن وبيانه
إعراب القرآن للدرويش
نحو ٩ مجلدات
المجتبى من مشكل إعراب القرآن
مجتبى مشكل إعراب القرآن
نحو مجلد
إعراب القرآن
إعراب القرآن للنحاس
نحو ٣ مجلدات
تحليل كلمات القرآن
نحو ٩ مجلدات
الإعراب المرسوم
نحو ٣ مجلدات
المجمّع
بالرسم الجديد
بالرسم القديم
حفص عن عاصم
شُعْبة عن عاصم
قالون عن نافع
ورش عن نافع
البَزِّي عن ابن كثير
قُنبُل عن ابن كثير
الدُّوري عن أبي عمرو
السُّوسِي عن أبي عمرو
نستعليق