القول في تأويل قوله تعالى: ﴿مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى (١٧) لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى (١٨) ﴾
يقول تعالى ذكره: ما مال بصر محمد يَعْدِل يمينا وشمالا عما رأى، أي ولا جاوز ما أمر به قطعا، يقول: فارتفع عن الحدّ الذي حُدّ له.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
⁕ حدثنا ابن بشار، قال: ثنا أبو أحمد الزبيريّ، قال: ثنا سفيان، عن منصور، عن مسلم البطين، عن ابن عباس، فى قوله ﴿مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى﴾ قال: ما زاغ يمينا ولا شمالا ولا طغى، ولا جاوز ما أُمر به.
⁕ حدثنا ابن حُميد، قال: ثنا مهران، عن موسى بن عبيدة، عن محمد بن كعب القرظي ﴿مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى﴾ قال رأى جبرائيل في صورة المَلك.
⁕ قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن منصور، عن مسلم البطين، عن ابن عباس ﴿مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى﴾ قال: ما زاغ: ذهب يمينا ولا شمالا ولا طغى: ما جاوز.
* * *
وقوله ﴿لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى﴾
يقول تعالى ذكره: لقد رأى محمد هنالك من أعلام ربه وأدلته الأعلام والأدلة الكبرى.
واختلف أهل التأويل في تلك الآيات الكبرى، فقال بعضهم: رأى رَفْرفا أخضر قد سدّ الأفق.
* ذكر من قال ذلك:
⁕ حدثنا أبو هشام الرفاعي، قال: ثنا أبو معاوية، قال: ثنا الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله ﴿لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى﴾ قال: رفرفا أخضر من الجنة قد سدّ الأفق.
⁕ حدثني أبو السائب، قال: ثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن إبراهيم، قال: قال عبد الله، فذكر مثله.
⁕ حدثنا ابن حُميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن ابن مسعود ﴿مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى﴾ قال: رفرفا أخضر قد سدّ الأفق.
⁕ حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة، عن الأعمش أن ابن مسعود قال: رأى النبيّ ﷺ، رَفرفا أخضر من الجنة قد سدّ الأفق.
وقال آخرون: رأى جبريل في صورته.
* ذكر من قال ذلك:
⁕ حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله ﴿لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى﴾ قال: جبريل رآه في خلقه الذي يكون به في السموات، قدر قوسين من رسول الله ﷺ، فيما بينه وبينه.
{"ayahs_start":17,"ayahs":["مَا زَاغَ ٱلۡبَصَرُ وَمَا طَغَىٰ","لَقَدۡ رَأَىٰ مِنۡ ءَایَـٰتِ رَبِّهِ ٱلۡكُبۡرَىٰۤ"],"ayah":"مَا زَاغَ ٱلۡبَصَرُ وَمَا طَغَىٰ"}