الباحث القرآني

القول في تأويل قوله تعالى: ﴿وَنزلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكًا فَأَنْبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ (٩) وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ (١٠) رِزْقًا لِلْعِبَادِ وَأَحْيَيْنَا بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا كَذَلِكَ الْخُرُوجُ (١١) ﴾ يقول تعالى ذكره ﴿وَنزلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً﴾ مطرا مباركا، فأنبتنا به بساتين أشجارا، وحبّ الزرع المحصود من البرّ والشعير، وسائر أنواع الحبوب. كما:- ⁕ حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ﴿وَحَبَّ الْحَصِيدِ﴾ هذا البرّ والشعير. ⁕ حدثني ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة ﴿وَحَبَّ الْحَصِيدِ﴾ قال: هو البرّ والشعير. ⁕ حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد ﴿وَحَبَّ الْحَصِيدِ﴾ قال: الحِنطة. وكان بعض أهل العربية يقول في قوله ﴿وَحَبَّ الْحَصِيدِ﴾ الحبّ هو الحصيد، وهو مما أضيف إلى نفسه مثل قوله ﴿إِنَّ هَذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ﴾ . * * * وقوله ﴿وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ﴾ يقول: وأنبتنا بالماء الذي أنزلنا من السماء النخل طوالا والباسق: هو الطويل يقال للجبل الطويل: حبل باسق، كما قال أبو نوفل لابن هُبَيرة: يا بْنَ الَّذِينَ بِفَضْلِهِمْ ... بَسَقَتْ عَلى قَيْسٍ فَزَارَهْ [[البيت من شواهد أبي عبيدة في مجاز القرآن (الورقة ٢٢٥ ب) قال: " والنخل باسقات ": طوال. يقال جبل باسق، وحسب باسق، قال أبو نوفل لابن هبيرة: " يا بن الذين ... " البيت. وفي اللسان: بسق (بسق الشيء يبسق بسوقًا: تم طوله) . وفي التنزيل: " والنخل باسقات " الفراء: باسقات: طوالا، فهن طوال النخل، وبسق على قومه: علاهم في الفضل. وأنشد ابن بري لأبي نوفل: " يا بن الذين ... البيت ". أهـ.]] وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. * ذكر من قال ذلك: ⁕ حدثني عليّ، قال: ثنا أبو صالح قال: ثني معاوية، عن علي، عن ابن عباس، قوله ﴿باسِقاتٍ﴾ يقول: طوال. ⁕ حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله ﴿وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ﴾ قال: النخل الطوال. ⁕ حدثني يعقوب بن إبراهيم، قال: ثنا هشيم، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن عبد الله بن شدّاد في قوله ﴿وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ﴾ قال: بسُوقها: طولها في إقامة. ⁕ حدثنا هناد، قال: ثنا أبو الأحوص، عن سماك، عن عكرِمة، في قوله ﴿وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ﴾ الباسقات: الطوال. ⁕ حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله ﴿باسِقاتٍ﴾ قال: الطوال. ⁕ حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ﴿وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ﴾ قال: بسوقها طولها. ⁕ حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة ﴿وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ﴾ قال: يعني طولها. ⁕ حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله ﴿وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ﴾ قال: البسوق: الطول. * * * وقوله ﴿لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ﴾ يقول: لهذا النخل الباسقات طلع وهو الكُفُرَّى، نضيد: يقول: منضود بعضه على بعض متراكب. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. * ذكر من قال ذلك: ⁕ حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس ﴿لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ﴾ قال: يقول بعضه على بعض. ⁕ حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، لها: ثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله ﴿نَضِيدٌ﴾ قال: المنضَّد. ⁕ حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة ﴿لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ﴾ يقول: بعضه على بعض. ⁕ حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ﴿لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ﴾ ينضد بعضه على بعض. * * * وقوله ﴿رِزْقًا لِلْعِبَادِ﴾ يقول: أنبتنا بهذا الماء الذي أنزلناه من السماء هذه الجنات، والحبّ والنخل قوتا للعباد، بعضها غذاء، وبعضها فاكهة ومتاعا. * * * وقوله ﴿وَأَحْيَيْنَا بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا﴾ يقول تعالى ذكره وأحيينا بهذا الماء الذي أنزلناه من السماء بلدة ميتا قد أجدبت وقحطت، فلا زرع فيها ولا نبت. * * * وقوله ﴿كَذَلِكَ الْخُرُوجُ﴾ يقول تعالى ذكره: كما أنبتنا بهذا الماء هذه الأرض الميتة، فأحييناها به، فأخرجنا نباتها وزرعها، كذلك نخرجكم يوم القيامة أحياء من قبوركم من بعد بلائكم فيها بما ينزل عليها من الماء.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب