الباحث القرآني

القول في تأويل قوله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيرًا (٦٤) خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلا نَصِيرًا (٦٥) ﴾ يقول تعالى ذكره: إن الله أبعد الكافرين به من كل خير، وأقصاهم عنه ﴿وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيرًا﴾ يقول: وأعد لهم في الآخرة نارًا تتقد وتتسعر ليصليهموها ﴿خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا﴾ يقول: ماكثين في السعير أبدًا إلى غير نهاية ﴿لا يَجِدُونَ وَلِيًّا﴾ يتولاهم، فيستنقذهم من السعير التي أصلاهموها الله ﴿وَلا نَصِيرًا﴾ ينصرهم، فينجيهم من عقاب الله إياهم. * * * القول في تأويل قوله تعالى: ﴿يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَ (٦٦) ﴾ يقول تعالى ذكره: لا يجد هؤلاء الكافرون وليًّا ولا نصيرًا في يوم تقلب وجوههم في النار حالا بعد حال ﴿يَقُولُونَ﴾ وتلك حالهم في النار ﴿يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ﴾ في الدنيا وأطعنا رسوله فيما جاءنا به عنه من أمره ونهيه، فكنا مع أهل الجنة في الجنة، يا لها حسرة وندامة، ما أعظمها وأجلها. * * * القول في تأويل قوله تعالى: ﴿وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَ (٦٧) رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا (٦٨) ﴾ يقول تعالى ذكره: وقال الكافرون يوم القيامة في جهنم: ربنا إنا أطعنا أئمتنا في الضلالة وكبراءنا في الشرك ﴿فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَ﴾ يقول: فأزالونا عن محجة الحق وطريق الهدى والإيمان بك والإقرار بوحدانيتك وإخلاص طاعتك في الدنيا ﴿رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَينِ مِنَ الْعَذَابِ﴾ يقول: عذبهم من العذاب مثلي عذابنا الذي تعذبنا ﴿وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا﴾ يقول: واخزهم خزيًا كبيرًا. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. * ذكر من قال ذلك: ⁕ حدثنا بشر قال ثنا يزيد قال ثنا سعيد عن قتادة قوله ﴿رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا﴾ أي: رءوسنا في الشر والشرك. ⁕ حدثني يونس قال أخبرنا ابن وهب قال قال ابن زيد في قوله ﴿إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا﴾ قال: هم رءوس الأمم الذين أضلوهم، قال: سادتنا وكبراءنا واحد. وقرأت عامة قراء الأمصار ﴿سَادَتَنا﴾ وروي عن الحسن البصري ﴿سَادَاتِنا﴾ على الجمع، والتوحيد في ذلك هي القراءة عندنا؛ لإجماع الحجة من القراء عليه. واختلفوا في قراءة قوله ﴿لَعْنًا كَبِيرًا﴾ فقرأت ذلك عامة قراء الأمصار بالثاء ﴿كَثِيرًا﴾ من الكثرة، سوى عاصم فإنه قرأه ﴿لَعْنًا كَبِيرًا﴾ من الكبر. والقراءة في ذلك عندنا بالثاء لإجماع الحجة من القراء عليها.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب