الباحث القرآني

القول في تأويل قوله تعالى: ﴿كَلا سَنَكْتُبُ مَا يَقُولُ وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ الْعَذَابِ مَدًّا (٧٩) وَنَرِثُهُ مَا يَقُولُ وَيَأْتِينَا فَرْدًا (٨٠) ﴾ يعني تعالى ذكره بقوله ﴿كلا﴾ : ليس الأمر كذلك، ما اطلع الغيب، فعلم صدق ما يقول، وحقيقة ما يذكر، ولا اتخذ عند الرحمن عهدا بالإيمان بالله ورسوله، والعمل بطاعته، بل كذب وكفر، ثم قال تعالى ذكره ﴿سَنَكْتُبُ مَا يَقُولُ﴾ : أي سنكتب ما يقول هذا الكافر بربه، القائل ﴿لأُوتَيْنّ﴾ في الآخرة ﴿مَالا وَوَلَدًا﴾ ﴿وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ الْعَذَابِ مَدًّا﴾ يقول: ونزيده من العذاب في جهنم بقيله الكذب والباطل في الدنيا، زيادة على عذابه بكفره بالله. * * * وقوله ﴿وَنَرِثُهُ مَا يَقُولُ﴾ يقول عزّ ذكره، ونسلب هذا القائل: لأوتين في الآخرة مالا وولدا، ماله وولده، ويصير لنا ماله وولده دونه، ويأتينا هو يوم القيامة فردا، وحده لا مال معه ولا ولد. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. * ذكر من قال ذلك: ⁕ حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى "ح"؛ وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله ﴿وَنَرِثُهُ مَا يَقُولُ﴾ ماله وولده، وذلك الذي قال العاص بن وائل. ⁕ حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد، مثله. ⁕ حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله ﴿وَنَرِثُهُ مَا يَقُولُ وَيَأْتِينَا فَرْدًا﴾ لا مال له ولا ولد. ⁕ حدثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن قتادة، في قوله ﴿وَنَرِثُهُ مَا يَقُولُ﴾ قال: ما عنده، وهو قوله ﴿لأُوتَيَنَّ مَالا وَوَلَدًا﴾ وفي حرف ابن مسعود: ونرثه ما عنده. ⁕ حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله ﴿وَنَرِثُهُ مَا يَقُولُ﴾ قال: ما جمع من الدنيا وما عمل فيها ﴿وَيَأْتِينَا فَرْدًا﴾ قال: فردا من ذلك، لا يتبعه قليل ولا كثير. ⁕ حدثني عليّ، قال: ثنا عبد الله، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، قوله ﴿وَنَرِثُهُ مَا يَقُولُ﴾ : نرثه [[كذا في ابن كثير أيضا. والذي في الدر عن ابن عباس: ونرثه ما يكون: ماله وولده.]]
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب