القول في تأويل قوله تعالى: ﴿قَالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا وَإِنْ كُنَّا لَخَاطِئِينَ (٩١) ﴾
قال أبو جعفر: يقول جل ثناؤه: قال إخوة يوسف له: تالله لقد فضلك الله علينا، وآثرك بالعلم والحلم والفضل= ﴿وإن كنا لخاطئين﴾ ، يقول: وما كنا في فعلنا الذي فعلنا بك، في تفريقنا بينك وبين أبيك وأخيك وغير ذلك من صنيعنا الذي صنعنا بك، إلا خاطئين= يعنون: مخطئين.
* * *
يقال منه:"خَطِئَ فلان يَخْطَأ خَطَأ وخِطْأً، وأخطأ يُخْطِئُ إِخْطاءً"، [[انظر تفسير" خطيء" فيما سلف ٢: ١١٠ / ٦: ١٣٤.]] ومن ذلك قول أمية بن الأسكر:
وَإنَّ مُهَاجِرَيْنِ تَكَنَّفَاهُ ... لَعَمْرُ اللهِ قَدْ خَطِئا وحَابَا [[مضى البيت وتخريجه وتصويب روايته فيما سلف ٢: ١١٠ / ٧: ٥٢٩، ويزاد عليه، مجاز القرآن ١: ١١٣، ٣١٨، وكان في المطبوعة والمخطوطة هنا أيضًا" وخابا" بالخاء، وقد فسره أبو جعفر في ٧: ٥٢٩، بمعنى: أثما، من" الحوب" وهو الإثم، وهو الصواب المحض إن شاء الله.]]
* * *
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
١٩٧٩٣- حدثنا ابن وكيع، قال، حدثنا عمرو، عن أسباط، عن السدي قال: لما قال لهم يوسف: ﴿أنا يوسف وهذا أخي﴾ اعتذروا إليه وقالوا: ﴿تالله لقد آثرك الله علينا وإن كنا لخاطئين﴾ فيما كنا صنعنا بك.
١٩٧٩٤- حدثنا بشر، قال، حدثنا يزيد، قال، حدثنا سعيد، عن قتادة، قوله: ﴿تالله لقد آثرك الله علينا﴾ وذلك بعد ما عرَّفهم أنفسهم، يقول: جعلك الله رجلا حليمًا.
{"ayah":"قَالُوا۟ تَٱللَّهِ لَقَدۡ ءَاثَرَكَ ٱللَّهُ عَلَیۡنَا وَإِن كُنَّا لَخَـٰطِـِٔینَ"}