ثم قال عز وجل: إِذا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجًّا يعني: زلزلت الأرض زلزلة، وحركت تحريكاً شديداً، لا تسكن حتى تلقي جميع ما في بطنها على ظهرها.
ثم قال: وَبُسَّتِ الْجِبالُ بَسًّا يعني: فتتت الجبال فتاً. ويقال: قُلِعت الجبال قَلْعاً.
ويقال: كُسِرت الجبال كسراً. فَكانَتْ هَباءً مُنْبَثًّا يعني: تراباً وهو ما يسطع من سنابك الخيل. ويقال: الغبار الذي في شعاع الكوة. وقال القتبي: وَبُسَّتِ الْجِبالُ بَسًّا يعني: فتتت حتى صارت كالدقيق، والسويق المبثوث. ثم وصف حال الخلق في يوم القيامة وأخبر أنهم ثلاثة أصناف. اثنان في الجنة، وواحدة في النار.
ثم نعت كل صنف من الثلاثة على حدة، فقال: وَكُنْتُمْ أَزْواجاً ثَلاثَةً يعني: تكونون يوم القيامة ثلاث أصناف فَأَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ يعني: الذين يعطون كتابهم بأيمانهم مَا أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ يعني: ما تدري ما لأصحاب الميمنة من الخير، والكرامات: وَأَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ يعني: الذين يعطون كتابهم بشمالهم مَا أَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ يعني: ما تدري ما لأصحاب المشئمة من الشرب، والعذاب. ويقال: أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ يعني: الذين كانوا يوم الميثاق على يمين آدم عليه السلام، ويقال: على يمين العرش وَأَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ الذين كانوا على شمال آدم عليه السلام. ويقال: على شمال العرش. ويقال: أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ الذين يكونون يوم القيامة على يمين العرش، ويأخذون طريق الجنة وَأَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ الذين يأخذون طريق الشمال، فيفضي بهم إلى النار.
{"ayahs_start":4,"ayahs":["إِذَا رُجَّتِ ٱلۡأَرۡضُ رَجࣰّا","وَبُسَّتِ ٱلۡجِبَالُ بَسࣰّا","فَكَانَتۡ هَبَاۤءࣰ مُّنۢبَثࣰّا","وَكُنتُمۡ أَزۡوَ ٰجࣰا ثَلَـٰثَةࣰ","فَأَصۡحَـٰبُ ٱلۡمَیۡمَنَةِ مَاۤ أَصۡحَـٰبُ ٱلۡمَیۡمَنَةِ","وَأَصۡحَـٰبُ ٱلۡمَشۡـَٔمَةِ مَاۤ أَصۡحَـٰبُ ٱلۡمَشۡـَٔمَةِ"],"ayah":"وَأَصۡحَـٰبُ ٱلۡمَشۡـَٔمَةِ مَاۤ أَصۡحَـٰبُ ٱلۡمَشۡـَٔمَةِ"}