قوله عز وجل: وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الْأَرْضِ يعني: استكبر فرعون عن الإيمان هو وقومه بِغَيْرِ الْحَقِّ يعني: بغير حجة وَظَنُّوا أَنَّهُمْ يعني: وحسبوا أنهم إِلَيْنا لاَ يُرْجَعُونَ بعد الموت. قرأ نافع وحمزة والكسائي لاَ يُرْجَعُونَ بنصب الياء، وكسر الجيم على فعل لازم. وقرأ الباقون بضم الياء نصب الجيم، يعني: لا يردون بمعنى التعدي.
يقول الله تعالى: فَأَخَذْناهُ وَجُنُودَهُ يعني: عاقبناه وجنوده فَنَبَذْناهُمْ فِي الْيَمِّ يعني:
أغرقناهم في البحر. وقال مقاتل: في النيل فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الظَّالِمِينَ يعني:
المشركين.
قوله عز وجل: وَجَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يعني: خذلناهم حتى صاروا قادة ورؤساء للضلال والجهال يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ يعني: إلى عمل أهل النار. ويقال: إلى الضلالة التي عاقبتها النار وَيَوْمَ الْقِيامَةِ لاَ يُنْصَرُونَ يعني: لا يمنعون من عذابي وَأَتْبَعْناهُمْ فِي هذِهِ الدُّنْيا لَعْنَةً عقوبة:
عقوبة وهي الغرق وَيَوْمَ الْقِيامَةِ هُمْ مِنَ الْمَقْبُوحِينَ أي: من المهلكين. والعرب تقول: قبحه الله أي: أهلكه الله. ويقال: وَأَتْبَعْناهُمْ فِي هذِهِ الدُّنْيا لَعْنَةً وذلك أنهم لما أهلكوا لعنوا، فهم يعرضون على النار غدوة وعشية إلى يوم القيامة، ويوم القيامة هُمْ مِنَ الْمَقْبُوحِينَ يعني: من الممقوتين المهلكين. ويقال: مِنَ الْمَقْبُوحِينَ، يعني: من المعذبين ويقال: إنه يقبّح صورتهم. ويقال: مِنَ الْمَقْبُوحِينَ، يعني: من المشوهين.
{"ayahs_start":39,"ayahs":["وَٱسۡتَكۡبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُۥ فِی ٱلۡأَرۡضِ بِغَیۡرِ ٱلۡحَقِّ وَظَنُّوۤا۟ أَنَّهُمۡ إِلَیۡنَا لَا یُرۡجَعُونَ","فَأَخَذۡنَـٰهُ وَجُنُودَهُۥ فَنَبَذۡنَـٰهُمۡ فِی ٱلۡیَمِّۖ فَٱنظُرۡ كَیۡفَ كَانَ عَـٰقِبَةُ ٱلظَّـٰلِمِینَ","وَجَعَلۡنَـٰهُمۡ أَىِٕمَّةࣰ یَدۡعُونَ إِلَى ٱلنَّارِۖ وَیَوۡمَ ٱلۡقِیَـٰمَةِ لَا یُنصَرُونَ","وَأَتۡبَعۡنَـٰهُمۡ فِی هَـٰذِهِ ٱلدُّنۡیَا لَعۡنَةࣰۖ وَیَوۡمَ ٱلۡقِیَـٰمَةِ هُم مِّنَ ٱلۡمَقۡبُوحِینَ"],"ayah":"وَٱسۡتَكۡبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُۥ فِی ٱلۡأَرۡضِ بِغَیۡرِ ٱلۡحَقِّ وَظَنُّوۤا۟ أَنَّهُمۡ إِلَیۡنَا لَا یُرۡجَعُونَ"}