الباحث القرآني

قوله عز وجل: فَلَمَّا جاءَهُمْ مُوسى بِآياتِنا بَيِّناتٍ يعني: جاء إلى فرعون وقومه بعلاماتنا، وذكر في رواية مقاتل: أن فرعون لم يأذن لهما إلى سنة أن يدخلا عليه. وقال في رواية السدي وغيره: أنه لما جاء إلى الباب، لم يأذن له البواب، فضرب عصاه على باب فرعون ضربة، ففزع من ذلك فرعون وجلساؤه، فدعا البواب وسأله، فأخبره أن بالباب رجلاً يقول: أنا رسول رب العالمين، فأذن له، فدخل فأدى الرسالة وأراهم العلامة. فقالوا هذا سحر، فذلك قوله عز وجل: قالُوا ما هذا إِلَّا سِحْرٌ مُفْتَرىً يعني: ما هذا إلا كذب مختلق يعني: الذي جئت به ما هو إلا سحر قد اختلقته من ذات نفسك وَما سَمِعْنا بِهذا فِي آبائِنَا الْأَوَّلِينَ. قوله عز وجل: وَقالَ مُوسى قرأ ابن كثير قالَ مُوسى بغير واو. وقرأ الباقون بالواو، فمن قرأ بالواو، فهو عطف جملة على جملة، ومن قرأ بغير واو، فهو استئناف قالَ مُوسى: رَبِّي أَعْلَمُ بِمَنْ جاءَ بِالْهُدى مِنْ عِنْدِهِ يعني: أنا جئت بالهدى من عند الله وَمَنْ تَكُونُ لَهُ عاقِبَةُ الدَّارِ يعني: هو أعلم بمن تكون له عاقبة الجنة أو النار. ويقال: بمن يكون له عاقبة الأمر والدولة. قرأ حمزة والكسائي، وَمِنْ يَكُونَ بلفظ التذكير وقرأ الباقون تَكُونُ بلفظ التأنيث. ثم قال: إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ يعني: لا يأمن الكافرون من عذابه وَقالَ فِرْعَوْنُ لأهل مصر يا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرِي فلا تطيعوا موسى وهذه إحدى كلمتيه التي أخذه الله بهما. والأخرى: فَقالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلى [النازعات: 24] . ثم قال: فَأَوْقِدْ لِي يا هامانُ عَلَى الطِّينِ يعني: أوقد النار على اللبن حتى يصير آجراً. قال مقاتل: وكان فرعون أول من طبخ الآجر وبنى به فَاجْعَلْ لِي صَرْحاً أي: قصرا طويلا مشرفا، وهو المنارة لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلى إِلهِ مُوسى يعني: أنظر إليه وأقف عليه. فبنى الصرح، وكان بلاطه خبث القوارير، وكان الرجل لا يستطيع القيام عليه من طوله مخافة أن تنسفه الرياح، وكان طوله في السَّماء خمسة آلاف ذراع، وعرضه ثلاثة آلاف ذراع. فلما فرغ من بنائه، جاء جبريل عليه السلام فضرب جناحه على الصرح، فهدمه وقال: وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ يعني: أحسب موسى مِنَ الْكاذِبِينَ بما يقول أن في السماء إلها.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب