الباحث القرآني

ثم قال عز وجل: لَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ، يعني: هلا إذ سمعتم قذف عائشة وصفوان. ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِناتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْراً، يعني: هلا ظننتم به كظنكم بأنفسكم؟ ويقال: ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم، كظن المؤمنين والمؤمنات بأمثالهم وبأهل دينهم خيراً، ويقال: يعني، هلا ظننتم كما ظن المؤمنون والمؤمنات؟ وَقالُوا هذا إِفْكٌ مُبِينٌ، يعني: هلا قلتم حين بلغكم هذا الكذب، هذا كذب بيّن، وعلمتم أن أمكم لا تفعل ذلك؟ لَوْلا جاؤُ عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَداءَ، يعني: هلّا جاءوا بها. فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَداءِ فَأُولئِكَ عِنْدَ اللَّهِ هُمُ الْكاذِبُونَ في قولهم: اللفظ لفظ الماضي، والمراد به المستقبل، يعني: اطلبوا منهم أربعة شهداء، فإن لم يأتوا بها، فأقم عليهم الحد. ثم قال عز وجل: وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ يعني: منته ونعمته عليكم. فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ يعني: أصابكم فِيما أَفَضْتُمْ فِيهِ يعني: فيما قلتم من القذف عَذابٌ عَظِيمٌ في الدنيا والآخرة على وجه التقديم. قوله عز وجل: إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ أي يرويه بعضكم من بعض، ويتلقاه بعضكم من بعض. وقرئ إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بكسر اللام وضم القاف والتخفيف، أي تكذبون بألسنتكم، ويقال: معناه تهرعون إلى الكذب. يقال: ولق يلق، إذا أسرع إلى الكذب. وروى ابن أبي مليكة عن عائشة رضي الله عنها أنها كانت تقرأ: إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ بكسر اللام، وقال ابن أبي مليكة هي أعلم، لأن الآية نزلت فيها. وروي عن أبيّ بن كعب أنه كان يقرأ: إذ تتلقونه، وقال أبو عبيد: لولا قراءة أبي وكراهة الخلاف على الناس، ما كان أحد أولى أن يتبع فيها من عائشة، كما احتج ابن أبي مليكة. ثم قال تعالى: وَتَقُولُونَ بِأَفْواهِكُمْ مَّا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ من الفرية، وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً يعني: تظنون عقوبته هينة. وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ في الوزر والعقوبة.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب