قوله: أُولئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ مجازاة لهم وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصارِهِمْ أي: ختم على قلوبهم وعلى سمعهم وأبصارهم، وَأُولئِكَ هُمُ الْغافِلُونَ أي: التاركون لأمر الله تعالى.
ثم قال: لاَ جَرَمَ أي: حقاً أَنَّهُمْ فِي الْآخِرَةِ هُمُ الْخاسِرُونَ ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هاجَرُوا قال ابن عباس: «نزلت في عمار بن ياسر وأبويه وبلال، وصهيب، وخباب بن الأرت حيث عذبهم المشركون، ثم هاجروا إلى المدينة، فأخبروا رسول الله ﷺ فنزل» ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هاجَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا فُتِنُوا يقول: عذبهم أهل مكة ثُمَّ جاهَدُوا مع النبيّ ﷺ وَصَبَرُوا على البلاء، وَصَبَرُوا على دينهم، وَصَبَرُوا مع النبيّ ﷺ على طاعة الله تعالى إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِها أي: من بعد الفتن، ويقال: من بعد الهجرة لَغَفُورٌ لذنوبهم رَحِيمٌ. ويقال: نزلت الآية في عياش بن أبي ربيعة، وقد ذكرناه في سورة النساء. قرأ ابن عامر مَا فُتِنُوا بفتح الفاء والتاء، أي: أصابتهم الفتنة. وقرأ الباقون فُتِنُوا على معنى فعل ما لم يسم فاعله.
{"ayahs_start":108,"ayahs":["أُو۟لَـٰۤىِٕكَ ٱلَّذِینَ طَبَعَ ٱللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمۡ وَسَمۡعِهِمۡ وَأَبۡصَـٰرِهِمۡۖ وَأُو۟لَـٰۤىِٕكَ هُمُ ٱلۡغَـٰفِلُونَ","لَا جَرَمَ أَنَّهُمۡ فِی ٱلۡـَٔاخِرَةِ هُمُ ٱلۡخَـٰسِرُونَ","ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِینَ هَاجَرُوا۟ مِنۢ بَعۡدِ مَا فُتِنُوا۟ ثُمَّ جَـٰهَدُوا۟ وَصَبَرُوۤا۟ إِنَّ رَبَّكَ مِنۢ بَعۡدِهَا لَغَفُورࣱ رَّحِیمࣱ"],"ayah":"ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِینَ هَاجَرُوا۟ مِنۢ بَعۡدِ مَا فُتِنُوا۟ ثُمَّ جَـٰهَدُوا۟ وَصَبَرُوۤا۟ إِنَّ رَبَّكَ مِنۢ بَعۡدِهَا لَغَفُورࣱ رَّحِیمࣱ"}