الباحث القرآني

قوله: قالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي أي: أجلني إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ من قبورهم قالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ أي: من المؤجلين إِلى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ أي: النفخة الأولى قالَ رَبِّ بِما أَغْوَيْتَنِي يقال: معناه، بإغوائك إياي ويقال: أضللتني عن الهدى لأجل آدم. قال القتبي: أي بالذي أَغْوَيْتَنِى لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ أي ما في الأرض من الشهوات واللذات وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أي لأضلنهم عن الهدى أَجْمَعِينَ إِلَّا عِبادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ قرأ ابن كثير وأبو عمرو، وابن عامر الْمُخْلَصِينَ بكسر اللام أي: المخلصين في العبادة، ويقال: الموحدين. وقرأ الكسائي ونافع وحمزة وعاصم: الْمُخْلَصِينَ بنصب اللام أي: المعصومين من الشرك. قال: حدثنا الفقيه أبو جعفر. قال: حدثنا أبو القاسم. قال: حدثنا محمد بن سلمة. قال: حدثنا أحمد بن عبد الله. قال: حدّثنا أبو بكر بن عياش، عن هشام، عن الحسن قال. قال رسول الله ﷺ: «لَمَّا لُعِنَ إِبْلِيسُ، قَالَ: فَبِعِزَّتِكَ لا أُفَارِقُ قَلْبَ ابنِ آدَمَ حَتَّى يَمُوتُ» . قال: قيل له: «وعزتي لا أحجب عنه التوبة، حتى يغرغر بالموت» [[عزاه السيوطي: 5/ 79 إلى ابن أبي حامد وابن مردويه.]] . ثم قال عز وجل: قالَ هَذَا صِراطٌ عَلَيَّ أي: هذا التوحيد صراط مُسْتَقِيمٌ وعلى دلالته، وهذا قول الحسن. ويقال: معناه على ممر من أطاعك، ومن عصاك. كقوله إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصادِ [الفجر: 14] ويقال: معناه هذا بيدي، لا بيدك. وقال الضحاك: هذا سبيل الله عليّ مستقيم، أي: عليّ هدايته ودلالته كقوله وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ [النحل: 9] وروي عن ابن سيرين: أنه كان يقرأ هَذَا صِراطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ بكسر اللام، ورفع الياء مع التنوين، ومعناه: هذا صراط رفيع مستقيم، وهو قول قتادة، أي: طريق شريف لا عوج فيه.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب