قال الله تعالى: وَقُلْ لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ يعني: لا يصدقون بتوحيد الله تعالى، اعْمَلُوا عَلى مَكانَتِكُمْ يعني: على منازلكم، على إهلاكي، إِنَّا عامِلُونَ في أمركم. يقال:
وَانْتَظِرُوا بهلاكي، إِنَّا مُنْتَظِرُونَ بكم العذاب والهلاك، فهذا تهديد لهم.
ثم قال تعالى: وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ يعني: غيب نزول العذاب، متى ينزل بكم، ويقال: سر أهل السموات وسر أهل الأرض وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ يعني عواقب الأمور كلها ترجع إليه يوم القيامة فَاعْبُدْهُ يقول: أطعه واستقم على التوحيد، وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ يقول: فوض إليه جميع أمورك، وَما رَبُّكَ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ يعني: بما يفعل الكفار. قرأ نافع وعاصم في رواية حفص: وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ بضم الياء ونصب الجيم، على معنى فعل ما لم يسم فاعله. وقرأ الباقون: بنصب الياء وكسر الجيم، فيكون الفعل للأمر. وقرأ نافع وعاصم، في رواية حفص: عَمَّا تَعْمَلُونَ بالتاء على وجه المخاطبة، وقرأ الباقون بالياء على وجه المغايبة، وروي عن كعب الأحبار، أنه قال: خاتمة السورة هذه الآية وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ إلى آخر السورة، وصلى الله على سيدنا محمد.
{"ayahs_start":121,"ayahs":["وَقُل لِّلَّذِینَ لَا یُؤۡمِنُونَ ٱعۡمَلُوا۟ عَلَىٰ مَكَانَتِكُمۡ إِنَّا عَـٰمِلُونَ","وَٱنتَظِرُوۤا۟ إِنَّا مُنتَظِرُونَ","وَلِلَّهِ غَیۡبُ ٱلسَّمَـٰوَ ٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَإِلَیۡهِ یُرۡجَعُ ٱلۡأَمۡرُ كُلُّهُۥ فَٱعۡبُدۡهُ وَتَوَكَّلۡ عَلَیۡهِۚ وَمَا رَبُّكَ بِغَـٰفِلٍ عَمَّا تَعۡمَلُونَ"],"ayah":"وَقُل لِّلَّذِینَ لَا یُؤۡمِنُونَ ٱعۡمَلُوا۟ عَلَىٰ مَكَانَتِكُمۡ إِنَّا عَـٰمِلُونَ"}