الباحث القرآني

قَوْله تَعَالَى: ﴿إِنَّمَا حرم عَلَيْكُم الْميتَة﴾ " إِنَّمَا " لنفي وَالْإِثْبَات؛ لِأَنَّهَا مركبة من حرفي النَّفْي وَالْإِثْبَات " فَإِن " للإثبات " وَمَا " للنَّفْي. تَقول: إِن فِي الدَّار زيدا. يفهم مِنْهُ وجود زيد فِي الدَّار. فَإِذا قلت: " إِنَّمَا زيد فِي الدَّار " يفهم مِنْهُ أَنه لَا أحد فِي الدَّار إِلَّا زيد. وَأما الْميتَة: اسْم لما خرج روحه من غير ذَكَاة ﴿وَالدَّم﴾ مَعْرُوف وَفِيهِمَا تَخْصِيص؛ فَإِن الشَّرْع أَبَاحَ من الْميتَة: السّمك وَالْجَرَاد، وَمن الدِّمَاء: الكبد وَالطحَال. وَقَوله تَعَالَى: ﴿وَلحم الْخِنْزِير﴾ أَي: الْخِنْزِير بِلَحْمِهِ وشحمه وَجَمِيع أَجْزَائِهِ. ﴿وَمَا أهل بِهِ لغير الله﴾ أَي: ذبح على اسْم الْأَصْنَام، وأصل الإهلال: رفع الصَّوْت، وَكَانُوا يرفعون أَصْوَاتهم على الذَّبَائِح، قَالَ ابْن أَحْمَر: (يهل بالفرقد ركبانها ... كَمَا يهل الرَّاكِب الْمُعْتَمِر) قَوْله تَعَالَى: ﴿فَمن اضْطر﴾ يقْرَأ بقراءتين: بِكَسْر النُّون، ورفعها، فَمن قَرَأَ بِالْكَسْرِ فَهُوَ على الأَصْل وَمن قَرَأَ بِالضَّمِّ فَلَا تبَاع ضمة الطَّاء، والاضطرار إِلَى أكل الْميتَة ﴿غير بَاغ وَلَا عَاد﴾ قَالَ ابْن عَبَّاس وَمُجاهد: غير بَاغ أَي: غير خَارج على السُّلْطَان. ﴿وَلَا عَاد﴾ وَلَا مُتَعَدٍّ، عَاص فِي سَفَره. فَفِي هَذَا دَلِيل على أَن العَاصِي فِي سَفَره لَا يترخص بِأَكْل الْميتَة. وَقَالَ الْحسن وَقَتَادَة: ﴿غير بَاغ﴾ أَي: غير طَالب للميتة على الشِّبَع؛ فيأكله تلذذا. ﴿وَلَا عَاد﴾ وَلَا مجاوزا بِأَكْلِهِ حد الْحَاجة. ﴿فَلَا إِثْم عَلَيْهِ إِن الله غَفُور رَحِيم﴾ ظَاهر الْمَعْنى.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب