الباحث القرآني

يقول تعالى مبينا لربوبيته وإلهيته وعظمته‏:‏ ‏﴿‏إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السموات وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ‏﴾‏ مع أنه قادر على خلقها في لحظة واحدة، ولكن لما له في ذلك من الحكمة الإلهية، ولأنه رفيق في أفعاله‏.‏ ومن جملة حكمته فيها، أنه خلقها بالحق وللحق، ليعرف بأسمائه وصفاته ويفرد بالعبادة‏.‏ ‏﴿‏ثُمَّ‏﴾‏ بعد خلق السماوات والأرض ‏﴿‏اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ‏﴾‏ استواء يليق بعظمته‏.‏ ‏﴿‏يُدَبِّرُ الْأَمْرَ‏﴾‏ في العالم العلوي والسفلي من الإماتة والإحياء، وإنزال الأرزاق، ومداولة الأيام بين الناس، وكشف الضر عن المضرورين، وإجابة سؤال السائلين‏.‏ فأنواع التدابير نازلة منه وصاعدة إليه، وجميع الخلق مذعنون لعزه خاضعون لعظمته وسلطانه‏.‏ ‏﴿‏مَا مِنْ شَفِيعٍ إِلَّا مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ‏﴾‏ فلا يقدم أحد منهم على الشفاعة، ولو كان أفضل الخلق، حتى يأذن الله ولا يأذن، إلا لمن ارتضى، ولا يرتضي إلا أهل الإخلاص والتوحيد له‏.‏ ‏﴿‏ذَلِكُمْ‏﴾‏ الذي هذا شأنه ‏﴿‏اللَّهُ رَبُّكُمْ‏﴾‏ أي‏:‏ هو الله الذي له وصف الإلهية الجامعة لصفات الكمال، ووصف الربوبية الجامع لصفات الأفعال‏.‏ ‏﴿‏فَاعْبُدُوهُ‏﴾‏ أي‏:‏ أفردوه بجميع ما تقدرون عليه من أنواع العبودية، ‏﴿‏أَفَلَا تَذَكَّرُونَ‏﴾‏ الأدلة الدالة على أنه وحده المعبود المحمود، ذو الجلال والإكرام‏.‏
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب